دبلوماسية التوازن الاستراتيجى فرضت رؤية مصر دوليًًا

بين تجميد العضوية في الاتحاد الإفريقي ووقف المساعدات وحملات التشهير الدولية والإقليمية، تباينت أشكال استهداف مصر بعد 30 يونيو، خاصة على المستوى السياسي، وهو ما ردت عليه الدبلوماسية المصرية من خلال الوعي ببعثاتها في الخارج والاطلاع على بعثاتها في الخارج. أعضاؤها بتفاصيل ما تعرضت له البلاد من مؤامرة الانقلاب. سياسية واقتصادية وأمنية، مما ساهم في دحض الافتراءات وكشف الحقائق أمام المنظمات الدولية والعواصم المؤثرة، مما أدى إلى تصفية الأزمات والتحرك بقوة نحو المؤشر. رفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي مع الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري.
على مدى عقد كامل، بذلت الدبلوماسية المصرية جهودا غير عادية ضمن خريطة الطريق التي رسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه منصبه. حكم 2014.. تحت شعار العمل ولا شيء غير العمل في الجمهورية الجديدة، أسس الدبلوماسيون لحضور مصر الفعال في الأمم المتحدة وأمام الهيئات الدولية لتعزيز مصالحها الوطنية والدفاع عن حقوق مواطنيها.
3650 يوما أو أكثر من العمل، شهدت خلالها السياسة الخارجية نشاطا مكثفا للدفاع عن المصالح الوطنية، وتحقيق التوازن والتنوع في علاقتها مع مختلف دول العالم، وفتح آفاق جديدة للتعاون بما يتوافق مع مبادئ السياسة المصرية القائمة على تعزيز السلام والاستقرار في البيئة العربية والإقليمية والدولية والالتزام بمبادئ القانون الدولي. وفي غضون 10 سنوات ستجني القاهرة ثمار سياساتها الخارجية الجديدة بالحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، ورئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بالمجلس، ورئاسة القمة العربية، وجمع العضوية في مجلس الأمن. مجلس السلم والأمن الأفريقي، ورئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، بالإضافة إلى اختياره لرئاسة الاتحاد الأفريقي. كما عززت عضويتها في البريكس علاقات مصر مع الدول والقوى الكبرى في العالم.
بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع القوى الدولية الكبرى حول العالم؛ من خلال شبكة معقدة من العلاقات المتنامية؛ ويهدف إلى تعظيم المصالح المصرية مع الأطراف الفاعلة في مختلف دوائر العمل، سواء الأمريكية في دول شمال قارتها وجنوبها، أو الأوروبية في إطارها الثنائي أو من خلال الاتحاد الأوروبي، وكذلك الدول الآسيوية التي تربطها علاقات. شهدت طفرات متتالية خلال السنوات الماضية، انتهت بتوقيع مصر على اتفاقية التجارة الحرة. مع ميركوسور، أحد أهم التكتلات الاقتصادية في أمريكا الجنوبية، وانضمام مصر إلى شريك الحوار في منظمة شنغهاي للتعاون في آسيا.
رغم الحصار. لكن في البداية فرضت الدبلوماسية المصرية إرادتها ونجحت في استعادة دور مصر الرائد والرائد والمحوري في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا والعالم من خلال العمل على تسوية النزاعات والصراعات وتنمية القارة الأفريقية والدفاع عن مصالحها. شعبها، وإقامة علاقات متوازنة مبنية على الاحترام وتحقيق المصالح.< /p>
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي لـ”روزا اليوسف”: الدبلوماسية المصرية هي خط الدفاع الأول. نيابة عن الدولة ضد محاولات تشويه ما حدث في 30 يونيو، وهو ما جعل بعض الدول تشك فيما حدث في مصر، إلا أن الدعم الشعبي الكامل واصطفافها خلف القيادة السياسية بعد 30 يونيو نال إعجاب كل دول العالم و وأحبط كل افتراءات الإخوان.
وأضاف العرابي أن الخارجية المصرية نجحت في التغلب على هذه العقبات بالدبلوماسية التي اعتمدت على موقف صارم لا يتسامح مع أي نوع من الافتراء على الإرادة الشعبية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. . والوقوف بحزم في وجه أي محاولات لتهديد الأمن القومي المصري والحفاظ على استقرار دول الجوار. وساهمت هذه السياسة في دفع مسار العلاقات الخارجية المصرية إلى الأمام، ولدينا الآن علاقات استراتيجية مع روسيا وأمريكا والهند وكوريا الجنوبية، ومع تركيا التي استعادت رشدها بعد أن شهدت علاقتنا بها توتراً، مؤكداً أن ما جميعه ولم يكن من الممكن تحقيق ذلك إلا من خلال سياسات خارجية مصرية متوازنة.
بدوره، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن هناك 3 مراحل تعاملت معها الدبلوماسية المصرية بطرق مختلفة، بدءًا من 28 يناير 2011 حتى يونيو 2013، ومن يونيو 2013 حتى يونيو 2014، ومن يونيو 2014 بعد الأزمة. انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي حتى الآن.
«الهريدي» وفي تصريحات خاصة لـ«روزا اليوسف» تناولت الدبلوماسية المصرية كل مرحلة بطرق مختلفة وأساليب مختلفة، باستثناء الفترة التي حكم فيها الإخوان المسلمون من يونيو 2012 حتى يونيو 2013. فخلال هذه الفترة، كل أركان الدولة وكانت الدولة في حالة اضطراب وكان يشكل خطرا على الدولة المصرية. وبعد 28 يناير 2011، أصبحت الدبلوماسية المصرية دفاعية في ظل التطورات. الهجمات المتتالية على حدودنا الغربية والشرقية، ونظراً للظروف الداخلية والصراع على السلطة الذي أججه الإخوان المسلمون، والذي لم تسمح للدبلوماسية المصرية بالقوة المعتادة.
ويتابع قائلا: كان هناك تحد كبير جدا بسبب الموقف الأمريكي والغربي من ثورة 30 يونيو، وواجهت الدبلوماسية المصرية كل المحاولات لإعادة الإخوان إلى السلطة مرة أخرى تحت شعار الديمقراطية الزائف، رغم كل السياسات التي انتهجتها الجماعة. اتخذ الإخوان خلال فترة حكمهم لمصر ضد الديمقراطية وخدموا الجماعة فقط، حتى أدركت الولايات المتحدة أن ثورة 30 يونيو كانت إرادة الشعب، ولذلك تراجعت عن الإجراءات العقابية التي اتخذتها تجاه مصر. وأرسل وزير الخارجية جون كيري نوفمبر. 2013 لتوضيح ذلك.
وأوضح السفير هريدي أن الدبلوماسية المصرية بدأت في التعافي واستعادة المبادرة وأصبحت دبلوماسية قومية تقدمية بدءا من 3 يوليو 2013 بعد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بدأت مرحلة تأسيسية للدبلوماسية المنفتحة على العالم و واستعادت ببطء نفوذها ودورها في المنطقة والتوازن تجاه القوى العظمى والكبرى، وفي غضون 10 سنوات نجحت مصر في العودة إلى مكانتها من خلال قراءة الخريطة والنوايا بشكل صحيح. وكان للأحداث تأثير إقليمي ودولي رغم حالة القطيعة مع بعض دول العالم التي نظرت إليها حينها برؤية غير صحيحة.
ومن جانبه قال السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر أمام تحدي بعد 30 يونيو؛ لأن بعض الدول تصورت أننا في موقف ضعيف، لكن كانت لدينا دبلوماسية مصرية مزعجة رفضت اتخاذ موقف المعتذر وتحدى كل محاولات التشويه وكل المطالب التي حاولوا فرضها علينا. وكانت لنا ردود ومواقف حاسمة أقنعت الوفود الأوروبية بعدم انتهاك حقوق الإنسان، ولم تهمل الدبلوماسية المصرية مصر.
وأوضح بيومي أنه مع انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت الدبلوماسية الرئاسية التي اعتمدت على الرئيس في تحركاته وعلاقاته واتصالاته شرقا مع الصين. وروسيا وغيرها، والثانية شرق المتوسط، وعززتها بإطلاق منتدى للغاز عام 2019، وتعزيز العلاقات مع أوروبا وقبرص واليونان، وعادت مصر إلى مقعدها في الاتحاد الأفريقي أيضا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر