مركز الأزهر للفتوى يحذر من تطبيقات المراهنات الإلكترونية
وصف مركز الأزهر للفتوى تطبيقات ومجموعات المراهنات الإلكترونية بالقمار المحرم بعد تكرار حوادث الانتحار بسببها، وأوضح المركز برئاسة الدكتور أسامة الحديدي أنه مع ما أباحته الشريعة الإسلامية من الترفيه إذا روعيت فيه المصالح ودرأت المفاسد، فإنه لا ينبغي لنا في الوقت نفسه أن نتجاهل الضوابط التي وضعتها الشريعة حتى يحفظ المسلم دينه وأنفسه وأمواله ووقته وسلامته وسلامة الآخرين، ومن أهم هذه الضوابط أن لا يكون الترفيه متضمناً للقمار.
وأشار مركز الإفتاء إلى أن الرهانات التي يقوم بها المشاركون على مجموعات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون مبالغ مالية إلى حساباتهم، ثم يأخذ هذا المال الفائز فقط، ويخسر الباقون؛ فهي كالقمار المحرم.
وأوضح المركز أن القمار أو المراهنة من أنواع القمار المتفق على تحريمه شرعاً، وقد أمرنا الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن الخمر والميسر والأنصاب والأنس بالنار}[sacrificing on]مذابح حجرية[to other than Allah]والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون [المائدة: 90، 91]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف منكم فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أراهن معك، فليتصدق». [أخرجه البخاري]فإنه يتصدق لأنه دعا إلى القمار، لعل الله تعالى يبدل السيئ حسنة، فكيف بمن يلعب القمار فعلاً؟!
“القمار أكل أموال الناس بالباطل، وهو من كبائر الذنوب، قال القليوبي: (لا يصح -يعني الميسر- أي حرام، وأخذ المال منه من كبائر الذنوب كما تقدم، ويحرم اللعب بكل ما عليه صورة محرمة، وبكل ما يخرج الصلاة عن وقتها، أو يتصل بالفاحشة).”
كما أن أرباح القمار تعتبر مالاً خبيثاً يجب رده إلى أصحابه وإن تعذر رده؛ وذلك بإنفاقه في مصالح المسلمين، والتخلص منه، والفرار من إثمه وعواقبه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يكتسب مالاً من حرام فينفقه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلفه إلا كان زاده إلى النار، إن الله عز وجل لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، والسيء لا يمحو السيئ). [أخرجه أحمد في مسنده]أي أن الله تعالى لا يقبل من المال الحرام صدقة؛ لخباثته، وما تركه الإنسان في الدنيا ثم مات ولم يتب منه فهو سبب للعقوبة في الآخرة، أعاذنا الله منه.
إن كثيراً من الحكمة في تحريم القمار وما فيه من الألعاب واضحة بيّنة، وتظهر من وقائع الحياة، فالقمار لا يخلو من الفتنة والنزاع والبغضاء، ولا شك أن الشارع الحكيم قد أغلق أبواب الصراع والشقاق، وشرع لذلك.
كما تؤثر القمار سلباً على دخل الأسرة واستقرارها المالي من خلال الغرق في الديون، وما ينتج عن ذلك من محاولات التخلص من الحياة؛ للهروب من ضغوطها ومشاكلها، كما تؤثر أيضاً على استقرار الأسرة، مما يؤثر بدوره على الأبناء، ويؤدي إلى العديد من المشاكل الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.
بالإضافة إلى ذلك فإن إدمان القمار، مثل إدمان الكحول والمخدرات، هو سبب من أسباب بؤس الإنسان، والفساد الأخلاقي، والاضطرابات النفسية، ودافع للجريمة مثل السرقة، والانتحار، والعديد من الانحرافات السلوكية في المجتمعات.
ولا شك أن الفساد والإثم يتحققان في هذه المقامرات منقولاً وعقلاً، ولا عجب في ذلك؛ فقد سماها الله تعالى في كتابه الكريم: {رَجْسًا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
ويدعو المركز الآباء والمربين والعلماء والأساتذة والدعاة والإعلاميين وكل فئات المجتمع إلى ضرورة نشر الوعي المجتمعي العام الذي يحمي أطفالنا وشبابنا ومجتمعاتنا من شرور هذه الرهانات على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأخلاقهم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر