الرئيس الألماني يزور محطة العاصمة بمشروع الخط الأول للقطار الكهربائي السريع
قام رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الخميس، بزيارة تاريخية لمشروع الخط الأول لشبكة القطار الكهربائي فائق السرعة (السخنة/العلمين/مطروح)؛ وزار محطة العاصمة بمشروع الخط الأول، وكان في استقباله الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ومايكل بيتر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس موبيليتي، وقيادات وزارة النقل والهيئة القومية للأنفاق.
واستمع الرئيس الألماني والفريق كامل الوزير إلى عرض تقديمي حول شبكة القطارات الكهربائية فائقة السرعة التي ينفذها تحالف (سيمنس الألمانية – أوراسكوم – المقاولون العرب) بإجمالي طول 2000 كم، والتي تضم ثلاثة خطوط (الخط الأول: السخنة/العلمين/مطروح، والخط الثاني: 6 أكتوبر/الأقصر/أسوان/أبو سمبل، بطول 1100 كم، والخط الثالث: قنا – الغردقة – سفاجا، بطول 175 كم)، بالإضافة إلى 65 كم لمداخل الورش والتوصيلات بالموانئ الجافة وخطوط التخزين.
وأشار العرض إلى أن إجمالي عدد المحطات بالخطوط الثلاثة 60 محطة بإجمالي ورشتين رئيسيتين و6 ورش عمرة خفيفة، وعدد القطارات السريعة بالخطوط الثلاثة 41 قطارًا وعدد القطارات الإقليمية 94 قطارًا، وعدد قاطرات البضائع التي ستعمل بالخطوط الثلاثة 41 قاطرة، ومشروع الخط الأول للشبكة (السخنة – العلمين – مطروح) الذي يمتد مساره من السخنة إلى حدائق أكتوبر ثم يتفرع جنوبًا إلى العياط وشمالًا إلى الإسكندرية والعلمين ومطروح بطول حوالي 660 كم ويضم 21 محطة (13 محطة قطار فائق السرعة و8 محطات إقليمية)، بالإضافة إلى مركز تحكم وقيادة، ويعد هذا الخط جزءًا من الممر اللوجيستي السخنة / الدخيلة.
وعقب ذلك شاهد الرئيس الألماني ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل والحضور فيلما عن تقدم معدلات تنفيذ الخط الأول لشبكة القطار الكهربائي فائق السرعة من السخنة إلى مطروح، سواء من حيث تقدم أعمال تشطيب المحطة أو كوبري القطار وتنفيذ أعمال الرصف بالبازلت وتركيب القضبان وأعمدة الخطوط الكهربائية، تمهيدا لتنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية، بالإضافة إلى تقدم الأعمال الصناعية من كباري وأنفاق ومصبات.
وتم تفقد المحطة وهي محطة تبادلية مع القطار الكهربائي الخفيف LRT، وتعتبر مركزا لوسائل النقل المتنوعة والقادمة إلى العاصمة الإدارية، وتخدم بشكل أساسي العاصمة الإدارية الجديدة والمدينة الرياضية، وكذلك كافة المدن الجديدة في شرق القاهرة، حيث تعد من أكبر المحطات في الشرق الأوسط، بمساحة تزيد عن 300 فدان مع مناطق انتظار ومناطق تجارية، كما تم تفقد الأرصفة ومراجعة خطة حركة الركاب من المدخل الرئيسي للمحطة حتى الوصول إلى صالات التذاكر والتنقل بين الأرصفة، وكذلك خطة الاستغلال الإداري والاستثماري الأمثل لكافة المساحات بالمحطة.
وتوجه الرئيس الألماني ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل والحضور إلى نقطة صيانة القطارات والتي تقع على مساحة 50 فدانًا، وتستوعب 10 قطارات؛ حيث تم تفقد أول قطار ديزيرو الذي تم تصنيعه في مصانع شركة سيمنز الألمانية، وتم توريده لمصر منذ عدة أشهر، وكذلك الجدول الزمني لتصنيع وتوريد الوحدات المتحركة للخط الأول للشبكة، حيث تم الانتهاء من تصنيع ثلاثة قطارات فائقة السرعة (فيلارو) تمامًا وجارٍ تصنيع قطارين آخرين من إجمالي 15 قطارًا فائق السرعة مخصصًا للخط، وتم الانتهاء من تصنيع خمسة قطارات إقليمية (ديزيرو) تم شحن واحد منها إلى القاهرة وجارٍ تصنيع سبعة قطارات أخرى من إجمالي 34 قطارًا إقليميًا مخصصًا للخط، بالإضافة إلى الانتهاء من تصنيع قاطرتين كهربائيتين للشحن من إجمالي 14 قاطرة شحن.
وفي بداية الزيارة رحب الفريق مهندس كامل الوزير بالرئيس الألماني في محطة العاصمة إحدى محطات الخط الأول للقطار الكهربائي فائق السرعة والذي يتكون من 21 محطة ويعتبر أحد ثلاثة خطوط جاري تنفيذها تشكل شبكة القطار الكهربائي فائق السرعة بإجمالي طول: 2000 كم، مشيراً إلى أن شبكة القطار الكهربائي فائق السرعة المصرية تعد أحد أكبر المشروعات التي تنفذها الشركة. "سيمنز" يتمتع العالم بسمعة عالمية في هذا المجال.
وقال الوزير إن الخط الأول للقطار الكهربائي فائق السرعة يبدأ من العين السخنة حتى مرسى مطروح، مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة و6 أكتوبر وبرج العرب والعلمين ومرسى مطروح، وأن هذه الشبكة لها أهمية كبيرة في نقل الركاب والبضائع وتقليل الانبعاثات الكربونية، وأنه بالتوازي يتم تطوير عشرة آلاف كيلو متر سكك حديدية بعضها بالتعاون مع شركات ألمانية مثل التعاون مع "سيمنز" في تطوير وتحديث أنظمة الإشارات على خط بنها / الإسماعيلية / بورسعيد.
وأضاف أن الشبكة لها أهمية كبيرة أيضًا في ربط مناطق الإنتاج والتصنيع بالموانئ البحرية وخدمة حركة السياحة؛ حيث يبدأ الخط الثاني للشبكة من منطقة الأهرامات بالجيزة حتى منطقة أبو سمبل بأسوان، مرورًا بأهم المناطق السياحية في مصر، ويربط الخط الثالث للشبكة أهم المقاصد السياحية على البحر الأحمر وهي الغردقة، بأهم المقاصد السياحية على ضفاف النيل وهي مدينة الأقصر.
وأشار إلى أن هذا المشروع ليس الوحيد الذي تنفذه الشركات الألمانية، فهناك تعاون كبير مع شركة “هيرنكنيشت” الألمانية التي تقوم بتوريد جميع ماكينات الحفر لمترو الأنفاق، بالإضافة إلى توريد جميع ماكينات الحفر لأنفاق قناة السويس، وهناك تعاون كبير مع هذه الشركة العملاقة في تدريب المهندسين المصريين، كما يوجد تعاون أيضا مع شركة “يوروجيت جيت” وشركة “هاباج لويد” في إدارة وتشغيل محطة حاويات تحيا مصر بميناء دمياط والتي يبلغ عمقها 18 مترا، وستكون هذه المحطة بميناء دمياط مركزا لانطلاق الصادرات الألمانية إلى كافة دول الشرق الأوسط وأفريقيا، موضحا أن هناك مفاوضات جارية مع السكك الحديدية الألمانية بشأن التعاون في إدارة وتشغيل شبكة القطارات الكهربائية فائقة السرعة.
ثم وجه نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الشكر للرئيس الألماني والحكومة الألمانية والشعب الألماني والشركات الألمانية على المشاركة في التنمية في مصر، مؤكداً التطلع لمزيد من التعاون بين الجانبين لتحقيق التنمية الشاملة وخدمة الشعب المصري.
وأكد الوزير – في تصريحات صحفية على هامش الزيارة – أن مشروع الخط الأول لشبكة القطار الكهربائي فائق السرعة يعد رمزا للصداقة المصرية الألمانية، ويجسد العلاقات القوية بين القيادة السياسية في البلدين والشعبين الصديقين، مشيرا إلى أن كافة الأعمال الإنشائية في المشروع وأعمال النظم في المحطات تنفذها شركات وطنية مصرية متخصصة، كما أن النظم والوحدات المتحركة تنفذها شركة "سيمنز" وأشار وزير النقل الألماني إلى أن تنفيذ شبكة القطار الكهربائي فائق السرعة يأتي في إطار تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالتوسع في إنشاء شبكة من وسائل النقل الجماعي الخضراء المستدامة الصديقة للبيئة، مواكبة للطفرة التكنولوجية التي يشهدها قطاع النقل عالميا.
وأوضح أن أعمال تنفيذ شبكة القطار الكهربائي فائق السرعة تجسد ملحمة عظيمة تنفذ على أرض مصر، وأنه بتنفيذ الخط الأول من الشبكة تم تحقيق الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط براً ليكون بمثابة قناة السويس الجديدة على قضبان سكك حديدية، مشيراً إلى أن هذه الشبكة ستغطي كافة أنحاء الجمهورية بالإضافة إلى كونها شرايين للتنمية، حيث ستخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، مثل المناطق الصناعية في (حلوان، 15 مايو، برج العرب، 6 أكتوبر، المنيا الجديدة، أسيوط الجديدة وغيرها من المناطق الصناعية).
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق فإنه سيخدم المناطق السياحية (الثقافية والتاريخية والدينية والساحلية) في مصر، مثل خدمة المناطق السياحية في (الجيزة وسوهاج والأقصر وأسوان وأبو سمبل والبحر الأحمر) وغيرها من الأماكن السياحية في مصر، بالإضافة إلى خدمة المناطق الزراعية الجديدة سواء في الدلتا الجديدة ومستقبل مصر وجنة مصر وغرب المنيا وتوشكي وشرق العوينات، فضلاً عن المساهمة في خلق محاور لوجستية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط وشمال وجنوب البلاد، وربط المناطق الصناعية (مناطق الإنتاج) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير)، فضلاً عن ربط مناطق التنمية الزراعية الحديثة (الدلتا الجديدة – غرب المنيا – توشكي – مستقبل مصر – …) بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير.
وأشار إلى الربط بين المناطق السياحية (سياحة الغوص والشواطئ بالبحر الأحمر – السياحة الثقافية بأهرامات الجيزة) مما يسمح بتنوع البرامج السياحية في الرحلة السياحية الواحدة، كما ستساهم هذه الشبكة في تحقيق التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق البرية لتحقيق مفهوم النقل المتعدد الوسائط والربط بين الموانئ البحرية والجافة والمراكز اللوجستية وخدمة منظومة نقل البضائع بين الموانئ، فضلاً عن خدمة أهداف التنمية الحضرية المستدامة وخلق محاور تنمية جديدة والحد من التلوث البيئي.
وقال الوزير إن الخطوط الثلاثة لشبكة القطار الكهربائي فائق السرعة توفر الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، فضلاً عن خدمة حركة الركاب والبضائع، وتساهم في تنشيط الصناعة والتجارة الداخلية والخارجية وتنشيط السياحة بأنواعها، نظراً لمرورها بالعديد من المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط والعديد من المعالم الثقافية والدينية، كما أنها ستخدم عالم رجال الأعمال والاستثمار كونها تمر بالعاصمة الإدارية الجديدة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر