حزب الله يقصف قوات إسرائيلية على الحدود مع لبنان
القاهرة: هاني كمال الدين
في تصعيد جديد للصراع المستمر على الحدود اللبنانية، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ هجوم صاروخي استهدف مجموعة من الجنود الإسرائيليين المتواجدين في مدينة المطلة الحدودية. وقد أكدت قناة الميادين أن هذا الهجوم يأتي كرد على سلسلة الهجمات الوحشية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأراضي اللبنانية.
وجاء في بيان حزب الله أن هذه الضربة الصاروخية تم تنفيذها باستخدام راجمات الصواريخ، حيث تم استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية في المدينة المذكورة، مما أسفر عن خسائر في صفوف الجنود. ولم يتم حتى الآن الإفصاح عن تفاصيل أخرى حول حجم الخسائر الإسرائيلية نتيجة لهذا الهجوم، لكن المصادر الميدانية تشير إلى أن هذه الضربة جاءت في إطار تصعيد مستمر لردع الاحتلال عن مواصلة عدوانه الغاشم.
تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي
ومن الجدير بالذكر أن العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمر منذ أسابيع، حيث شن جيش الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية الوحشية التي استهدفت مناطق مدنية ومواقع حزب الله داخل الأراضي اللبنانية. هذه الهجمات، التي وصفت بالهمجية، أدت إلى استشهاد وإصابة العديد من المدنيين الأبرياء وتدمير واسع للبنية التحتية في جنوب لبنان، إضافة إلى اغتيال عدد من قيادات الحزب في محاولات مستمرة من إسرائيل لضرب قدرات المقاومة اللبنانية.
في الساعات الأولى من يوم 1 أكتوبر، أعلنت قوات الاحتلال عن شن غارات برية محدودة على جنوب لبنان، مستهدفة مناطق قريبة من الحدود تحت ذريعة حماية المستوطنات الإسرائيلية من تهديدات حزب الله. إلا أن هذا العدوان لا يُعد إلا استكمالًا لسياسة الاستهداف الممنهج للأراضي اللبنانية والاعتداء المستمر على سيادتها.
توسيع العمليات البرية بعد قصف همجي
وشهدت الساعات الماضية تطورات خطيرة على الجبهة، حيث أعلنت قوات الاحتلال عن توسيع نطاق عملياتها البرية في جنوب لبنان، والتي بدأت بعد حملة جوية عنيفة استهدفت مواقع متعددة لحزب الله. وتفيد التقارير أن هذه العمليات تعتمد على مجموعات صغيرة من قوات الكوماندوس الإسرائيلية التي تنفذ هجمات على القرى الحدودية، في محاولة لتقويض قدرات الحزب المتنامية.
ورغم حجم هذه الهجمات، تشير بعض المصادر إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية توسيع العمليات البرية بشكل أكبر، ما يعزز مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة قد تمتد لتشمل مناطق أوسع في لبنان. وقد رصدت تعزيزات كبيرة للقوات الإسرائيلية على الحدود خلال الأيام الأخيرة، في إشارة إلى استعداد الجيش الإسرائيلي لتصعيد العدوان.
حزب الله يصعد رده على الاحتلال
من جهته، أكد حزب الله اللبناني في بياناته الرسمية التزامه بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مشددًا على أن المقاومة لن تتوانى في الدفاع عن لبنان وسيادته. ويواصل الحزب تنفيذ هجماته على أهداف عسكرية إسرائيلية، كجزء من استراتيجية الردع التي يتبناها في مواجهة العدوان المتصاعد.
ويعتمد حزب الله في هذه الاستراتيجية على ترسانة متطورة من الأسلحة الصاروخية، التي تمثل تهديدًا مباشرًا للعمق الإسرائيلي. ومن المعروف أن الحزب يمتلك قدرات عسكرية هائلة تم تطويرها على مدى سنوات، مما يجعله قوة رئيسية في المنطقة وقادرًا على توجيه ضربات قاسية لأي تحرك إسرائيلي يستهدف لبنان.
استمرار العدوان الإسرائيلي يهدد استقرار المنطقة
العدوان الإسرائيلي على لبنان لا يتوقف عند الهجمات العسكرية المباشرة، بل يشمل أيضًا استهداف المناطق المدنية والمرافق الحيوية في جنوب لبنان. هذا التصعيد أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، الذين يعيشون تحت تهديد القصف المستمر، فيما يعاني الاقتصاد اللبناني من ضغوط متزايدة نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على بعض المناطق الحدودية.
التحركات العسكرية الإسرائيلية تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة توترًا متزايدًا، وسط مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة. إذ تستمر الأطراف الدولية في دعوة الجانبين إلى ضبط النفس، لكن مع استمرار الهجمات، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد.
وتستغل إسرائيل هذه الظروف لتنفيذ عمليات اغتيال ممنهجة ضد قيادات حزب الله، في محاولة لشل قدرات المقاومة وإضعاف تأثيرها في المنطقة. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة عدة محاولات إسرائيلية فاشلة لاستهداف شخصيات قيادية بارزة في الحزب، مما يزيد من احتمالية تصاعد العمليات العسكرية في المستقبل القريب.
الدور الإيراني وتنامي النفوذ الإقليمي
في ظل هذا التصعيد، تبرز إيران كلاعب أساسي في المعادلة الإقليمية، حيث تستمر في دعم حزب الله بالسلاح والتمويل. هذا الدعم يعزز من قدرات الحزب في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويعزز موقفه في الصراع الدائر على الساحة اللبنانية. ورغم الضغوط الدولية المتزايدة على إيران لتقليص دعمها لحزب الله، إلا أن طهران تعتبر الحزب جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لمواجهة النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
من جهة أخرى، يحاول الاحتلال الإسرائيلي استغلال التوترات الإقليمية لتبرير اعتداءاته المستمرة على لبنان. لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن المقاومة اللبنانية ما زالت صامدة في وجه العدوان، وأن محاولات إسرائيل لترهيب الشعب اللبناني لن تنجح في كسر إرادة المقاومة.
تداعيات التصعيد على المشهد السياسي اللبناني
تتزامن هذه التطورات العسكرية مع أوضاع سياسية واقتصادية مضطربة في لبنان، حيث يعاني البلد من أزمة اقتصادية خانقة تهدد استقراره. ويجد حزب الله نفسه في موقف حساس، إذ يحاول موازنة دوره العسكري في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مع التزاماته السياسية الداخلية.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الغارات الإسرائيلية على المناطق اللبنانية، تواجه الحكومة اللبنانية تحديات كبيرة في التعامل مع هذا التصعيد، وسط انقسام داخلي حول كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر