مايكروسوفت تعترف بأعطال خطيرة في تحديث Windows 11
القاهرة: مي كمال الدين
واجه مستخدمو نظام التشغيل Windows 11 مؤخراً مشكلات خطيرة بعد تثبيت التحديث الاختياري الذي صدر الأسبوع الماضي، وهو التحديث المعروف باسم KB5043145. هذه المشكلات أثارت قلقاً واسعاً بين المستخدمين، حيث أفادت تقارير أن التحديث تسبب في تعطل الأنظمة وإحداث أضرار تتطلب تدخلاً لإصلاحها. ووفقاً لموقع “3DNews”، فإن العديد من المستخدمين اشتكوا من عدم قدرتهم على إعادة تشغيل أجهزتهم، حيث واجهوا ما يعرف بـ “شاشة الموت الزرقاء” (Blue Screen Of Death) أو “شاشة الموت الخضراء” (Green Screen Of Death) بعد تثبيت التحديث.
تعد “شاشة الموت الزرقاء” واحدة من أبرز العلامات على وجود خلل جسيم في نظام التشغيل، وتظهر عادة عندما يواجه الكمبيوتر مشكلة فنية لا يستطيع النظام معالجتها بشكل تلقائي. وفي هذا التحديث بالتحديد، كانت المشكلة واسعة الانتشار لدرجة أن عدداً من المستخدمين لم يتمكنوا من استعادة وظائف النظام بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تقارير تفيد بأن التحديث تسبب أيضاً في مشاكل مرتبطة بوظيفة استعادة BitLocker، وهي إحدى الميزات المهمة التي توفر تشفيراً كاملاً للقرص لحماية البيانات الشخصية.
مشاكل متعددة تواجه المستخدمين بعد التحديث
إلى جانب مشكلات إعادة التشغيل وتعطل النظام، واجه المستخدمون مشكلات متعددة مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم. بعضهم أفاد بأن النظام استمر في تحميل Windows بشكل لا نهائي، ما أدى إلى تشغيل آلي لوظيفة الاستعادة عند محاولة إعادة ضبط التحديث. أحد المستخدمين أبلغ عن توقف حاسوبه المحمول عند شاشة شعار الشركة المصنعة، بينما كانت الدائرة الدوارة التي تشير إلى عملية التحميل تدور بلا توقف.
وقد أثرت هذه المشكلة على مجموعة متنوعة من الأجهزة والوظائف. على سبيل المثال، اشتكى البعض من أن الفأرة ولوحة المفاتيح والمنافذ الخاصة بـ USB توقفت عن العمل تماماً بعد التحديث، وهو ما أضاف إلى معاناتهم في استخدام الحواسيب. أما المستخدمون الآخرون فقد أبلغوا عن مشكلات في الاتصال بشبكات Wi-Fi، مما جعل من الصعب عليهم الاتصال بالإنترنت والعمل بشكل طبيعي. وهناك من أبلغ عن توقف نظام “Windows Subsystem for Linux”، وهو النظام الذي يسمح بتشغيل بيئة لينكس على Windows، وهو ما كان يشكل عائقاً كبيراً للمطورين الذين يعتمدون على هذه الوظيفة في عملهم اليومي.
رد فعل مايكروسوفت وسحب التحديث
بعد انتشار هذه الشكاوى على نطاق واسع، أقرت شركة مايكروسوفت بوجود مشكلة حقيقية في التحديث الجديد. وأعلنت الشركة أن المشكلة تؤثر على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بالإصدارين 23H2 و22H2 من Windows 11، وهما الإصداران اللذان يتضمنان تحسينات جديدة كانت مايكروسوفت قد طرحتها لتحسين أداء واستقرار النظام. وأمام هذه المشكلة، قامت مايكروسوفت بسحب التحديث من التوزيع، وأوقفت إصداره حتى يتم التحقيق في أسباب الأعطال التي وقعت.
أكدت مايكروسوفت أيضاً أنها تعمل حالياً على دراسة هذه الشكاوى بشكل دقيق وتبحث عن حل سريع لهذه المشكلات. وفي الوقت الحالي، توصي الشركة جميع المستخدمين المتضررين بالتواصل مع فريق الدعم الفني عبر “مركز ملاحظات Windows” للحصول على المساعدة اللازمة. كما نوهت الشركة إلى أن فريقها التقني يعمل على تحديث جديد يتضمن إصلاحات لهذه المشكلات، وسيتم طرحه في أقرب وقت بعد الانتهاء من الاختبارات الفنية اللازمة لضمان استقرار النظام بعد تثبيته.
التحديات التي تواجه التحديثات التكنولوجية
من الجدير بالذكر أن هذه الحادثة ليست المرة الأولى التي تسبب فيها تحديثات لنظام Windows 11 مشكلات للمستخدمين. عادةً ما تهدف التحديثات إلى تحسين الأداء وتصحيح الأخطاء، ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة. من الطبيعي أن تكون هناك بعض الأخطاء في أنظمة التشغيل المعقدة مثل Windows 11، خاصةً عند إضافة ميزات جديدة أو تحسينات على الأداء.
إدارة تحديثات البرامج، سواء كانت لأنظمة تشغيل أو تطبيقات، تعتبر عملية دقيقة تحتاج إلى تجارب مكثفة قبل أن تصل إلى المستخدم النهائي. وفي حالة مايكروسوفت، تقوم الشركة عادةً بإصدار تحديثات تجريبية (نسخة المعاينة) لفئة محدودة من المستخدمين لتقييم أدائها قبل إصدارها بشكل عام. ومع ذلك، فإن بعض الأخطاء قد لا تظهر إلا بعد وصول التحديث إلى جمهور أوسع من المستخدمين الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من الأجهزة والإعدادات.
التحديثات التكنولوجية تعتبر سلاحاً ذا حدين. فمن جهة، تسهم هذه التحديثات في تحسين الأمان والأداء، ومن جهة أخرى قد تؤدي إلى تعطل النظام إذا لم يتم اختبارها بشكل كافٍ. لهذا السبب، ينصح الخبراء دوماً بضرورة عمل نسخة احتياطية من البيانات الهامة قبل تثبيت أي تحديثات جديدة، وذلك لضمان حماية البيانات في حال وقوع أي مشكلة.
التحديات التي واجهتها مايكروسوفت في الماضي
إن المشاكل التي تسبب فيها التحديث الأخير لنظام Windows 11 ليست الأولى التي تواجهها مايكروسوفت في مجال تحديثات البرامج. على مدى السنوات الماضية، واجهت الشركة العديد من التحديات المتعلقة بتحديثات أنظمة التشغيل. ففي بعض الأحيان، كانت التحديثات تهدف إلى معالجة مشكلات أمنية عاجلة، لكنها في الوقت نفسه كانت تتسبب في ظهور مشكلات جديدة تتطلب إصلاحات إضافية.
في عام 2020، على سبيل المثال، أصدرت مايكروسوفت تحديثاً لنظام Windows 10 تسبب في تعطل عدد من الأجهزة بعد تثبيته. حينها، أبلغ المستخدمون عن مشاكل مشابهة لما حدث مع تحديث Windows 11 الأخير، مثل ظهور شاشة الموت الزرقاء وتوقف بعض الأجهزة عن العمل. وعلى الرغم من أن هذه المشكلات أثرت على نسبة صغيرة من المستخدمين، إلا أنها أثارت جدلاً واسعاً حول كيفية إدارة التحديثات واختبارها قبل طرحها للجمهور.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر