إلغاء صلوات رأس السنة عند حائط البراق… الخوف يسيطر على الاحتلال
القاهرة: هاني كمال الدين
في ليلة الأول من أكتوبر، أعلنت حكومة الاحتلال عن بدء عملية برية محدودة في لبنان، حيث استهدف جيش الاحتلال مراكز “حزب الله” على طول الحدود. غير أن هذه العملية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة بأن تتحول إلى حرب إقليمية شاملة، إذ شنّت إيران، التي تعتبر الحليف الأساسي لـ”حزب الله” وواحدة من أبرز أعضاء “محور المقاومة”، هجوماً صاروخياً مكثفاً على دولة الاحتلال في مساء الثلاثاء.
انفجارات في القدس وتل أبيب وغلق مطار بن غوريون
وفقًا لشهادات شهود عيان، أطلقت إيران في تلك الليلة 182 صاروخاً باليستياً باتجاه دولة الاحتلال. سُمعت انفجارات في القدس وتل أبيب ومعظم أنحاء الأراضي المحتلة، بينما تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لجيش الاحتلال. وفي ظل الهجمات الإيرانية، تم إغلاق مطار بن غوريون. وتشير التقارير إلى أن معظم الصواريخ تم اعتراضها بواسطة نظام “حيتس” خارج حدود الأراضي المحتلة، وخاصة فوق الأراضي الأردنية.
في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني، جاء فيه: “لقد استهدفنا مواقع أمنية وعسكرية في قلب الأراضي المحتلة، وسيتم الإعلان عن تفاصيل العملية لاحقاً”.
جيش الاحتلال يقيّم الموقف ويستعد للرد
من جهته، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجاري: “تمكنا من اعتراض العديد من الصواريخ، وهناك بعض الإصابات. نقيم الوضع حالياً ونطلب من الجميع عدم نشر أي معلومات قد تفيد العدو”. وأشار إلى أن التهديدات الإيرانية في الأجواء ليست متوقعة حالياً، مضيفاً أن جيش الاحتلال سيتخذ قراراته في الوقت المناسب. “الهجوم لن يمر دون رد، ولدينا خطط جاهزة للهجوم”، قال هاجاري.
وفيما بعد، وردت تقارير عن سقوط ضحية وحيدة جراء الهجمات الصاروخية، حيث قُتل فلسطيني من قطاع غزة كان يتواجد في مدينة أريحا بعد أن سقطت صواريخ إيرانية في المنطقة.
تحليلات وردود فعل
كتب الخبير دانني تسيتيرينوفيتش، من معهد الأمن القومي لدولة الاحتلال، على منصة “إكس”، أن الهجوم الإيراني هذه المرة يختلف تماماً عن محاولات الهجمات السابقة، حيث استهدفت إيران هذه المرة مناطق مأهولة بالسكان. وأشار إلى أن هذا مجرد بداية لأحداث مرتبطة بإيران، مؤكداً أن رد جيش الاحتلال سيكون حاسماً ولن يكون مجرد رد رمزي.
الهجوم الإيراني جاء بعد أقل من 24 ساعة من بدء العملية البرية التي أطلقها جيش الاحتلال في جنوب لبنان. وقد شاركت فيها قوات النخبة من الفرقة 98، والتي تم نقلها من قطاع غزة إلى الشمال. تحت غطاء المدفعية وضربات جوية، تقدمت القوات الإسرائيلية نحو القرى اللبنانية القريبة من الحدود، بهدف إنشاء منطقة عازلة بعمق 20 كيلومتراً داخل الأراضي اللبنانية. وكان الهدف من هذه العملية تمكين ما بين 60,000 و 100,000 من سكان شمال دولة الاحتلال من العودة إلى ديارهم بعد أن تم إجلاؤهم بسبب الهجمات.
إجراءات احترازية ودعوات لإخلاء المناطق اللبنانية
أصدرت قيادة جيش الاحتلال أوامرها بإخلاء السكان في 30 قرية لبنانية قريبة من الحدود، كما دعت السكان إلى الامتناع عن التحرك من شمال لبنان إلى جنوبه، وذلك تفادياً لحدوث أي مواجهات أو عمليات هجومية ضدهم.
رد “حزب الله” على التوغل البري
من ناحية أخرى، نفت “حزب الله” الأنباء التي أفادت بتوغل قوات الاحتلال في الأراضي اللبنانية، مشيرةً إلى أن القوات لم تتمكن حتى من عبور الحدود بعد مرور 20 ساعة على بدء العملية. المتحدث باسم “حزب الله”، محمد عفيف، أكد في مقابلة مع قناة “الجزيرة” أن الجماعة مستعدة للمواجهة المباشرة في حال تجرأ جيش الاحتلال على التقدم إلى الأراضي اللبنانية. كما وصف عفيف الصور التي نشرها جيش الاحتلال عن الأنفاق والمخازن التي تم اكتشافها بأنها “أخبار زائفة”.
الموقف الدولي ودور الولايات المتحدة
صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نجحت في إقناع حكومة الاحتلال بعدم تنفيذ غزو بري شامل. ووفقاً للتقارير، فإن جيش الاحتلال سيكتفي بتنفيذ عمليات محدودة وأن العملية الحالية لن تستمر أكثر من بضعة أيام. وقد تعهدت حكومة الاحتلال لواشنطن بأن العملية لن تتحول إلى حملة مطولة تستمر لأسابيع.
إلغاء صلوات رأس السنة وتوقعات التصعيد
في ظل الاستعدادات لأي تصعيد محتمل، شددت القيادة الإسرائيلية إجراءاتها على سكان دولة الاحتلال، حيث فرضت قيوداً على التجمعات ليس فقط في الشمال بل في مناطق أخرى من البلاد. وفي خطوة تعكس حجم التوتر والخوف من الهجمات الإيرانية، تم إلغاء صلوات رأس السنة اليهودية “روش هاشناه” في ساحة البراق في القدس. وبدلاً من التجمعات، ستُبث الصلوات عبر التلفزيون كما حدث خلال جائحة كورونا.
سيناريوهات مستقبلية ومآلات الصراع
الأسئلة الرئيسية التي تشغل المحللين حالياً تتعلق بما إذا كانت إيران ستواصل هجماتها الصاروخية، وكيف سيرد جيش الاحتلال على هذه الهجمات. حتى الآن، أظهرت إيران قدرتها على استهداف مواقع حساسة داخل دولة الاحتلال، ما يزيد من الضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ إجراءات محسوبة لتجنب تصعيد أكبر قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق.
في ختام المشهد الحالي، يبقى الصراع مفتوحاً على احتمالات متعددة، في ظل تداخل المصالح الإقليمية والقوى الدولية الفاعلة في المنطقة. يرى المحللون أن المنطقة قد تشهد تصعيداً خطيراً في الأيام المقبلة إذا ما استمر الطرفان في تبادل الهجمات، خاصة مع زيادة دور إيران و”حزب الله” في المواجهة المباشرة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر