أخبار العالم

فشل خطط السلام: ماذا يفعل بليكن بآمال الفلسطينيين؟

فشل خطط السلام: ماذا يفعل بليكن بآمال الفلسطينيين؟

القاهرة: هاني كمال الدين  

يعيش العالم اليوم لحظات عصيبة من التاريخ الحديث، حيث تُسجل النزاعات المسلحة في عدة مناطق، وأحد أبرزها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يتجلى في تصاعد حدة الصراع في قطاع غزة. وبتسليط الضوء على هذا السياق، تبرز التصريحات والتصرفات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بليكن، والتي تثير تساؤلات جدية حول دور الولايات المتحدة في هذا النزاع وتأثيره على حياة الأبرياء.

يتساءل الكثيرون: كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها إذا اتبع بليكن القوانين الأمريكية وأوقف دعم تسليح إسرائيل؟ هذا السؤال، الذي يطرح في عدد من الصحف الأمريكية، يعكس تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث تتزايد التراجعات الإنسانية يوماً بعد يوم. فبينما تتواصل إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، تتوالى الأخبار المأساوية من قطاع غزة، حيث تُفقد أرواح العائلات وتُدمّر المنازل.

وفي تقرير نشرته صحيفة “ذا نيو ريبابلك”، تطرق كُتّاب المقال إلى كيفية خيانة بليكن للكونغرس وللرأي العام الأمريكي من خلال استمراره في دعم تسليح إسرائيل، على الرغم من التحذيرات والاعتراضات من داخل وزارة الخارجية. فبليكن، الذي كان بإمكانه تغيير مسار الحرب، اختار التضحية بالقوانين والشفافية من أجل استمرار تدفق الأسلحة، تاركاً وراءه مأساة إنسانية متفاقمة في غزة.

تناولت الصحيفة العديد من الرسائل الإلكترونية المسربة من وزارة الخارجية، التي تكشف عن وجود انقسامات عميقة داخل إدارة الرئيس جو بايدن. فبينما يدافع الدبلوماسيون الأمريكيون رفيعو المستوى عن استمرار دعم تسليح إسرائيل، يتعارض ذلك مع وجهات نظر خبرائهم، الذين يؤكدون أن الحصار الإسرائيلي على غزة يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

يتساءل المقال: كم من الأرواح كان بالإمكان إنقاذها لو أن بليكن اختار الاستماع إلى خبراء وزارة الخارجية وتطبيق القوانين الأمريكية؟ بينما تسعى إدارة بايدن إلى تحقيق السلام، يبدو أن بليكن، بتصرفاته، يشير إلى توجه مغاير، مما يُعقد جهود السلام ويزيد من تعقيد الوضع.

وفي سياق الأنباء، أعلنت حماس عن استعدادها لقبول خطة بايدن لوقف إطلاق النار، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أفشل هذه الجهود. كانت إدارة بايدن تُظهر، في بداية الأمر، استعدادية لممارسة الضغط على نتنياهو لإيقاف العمليات العسكرية، لكن الرسائل المتضاربة التي أرسلها بليكن حوّلت المسار إلى الاتجاه المعاكس.

إن رغبة بليكن في استمرار إمداد إسرائيل بالسلاح تتجاوز ما يمكن أن يُعتبر تصرفاً سياسياً عادياً، فهي تشير إلى استعداد واضح للإخلال بالقوانين الأمريكية والتضليل أمام الكونغرس، مما قد يؤثر على حياته السياسية مستقبلاً. يبدو أن التصريحات التي أدلى بها بليكن، التي تنفي أي تدخل إسرائيلي في وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، هي في الواقع محاولة للتلاعب بالحقائق، حيث جاءت تقارير مغايرة من وكالات أمريكية معنية بالمساعدات الإنسانية.

إن هذه التحديات تتطلب من الجميع التفكير ملياً في تأثير القرارات السياسية على الحياة اليومية للناس. فبينما ينعم بعض القادة بالحماية من عواقب قراراتهم، يدفع المدنيون ثمن هذه السياسات المدمرة. لقد حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة الأزمات الإنسانية بشكل يتماشى مع القيم الإنسانية والأخلاقية التي يجب أن تكون رائدة في السياسة الدولية.

يظهر التباين الكبير بين تصريحات بليكن والواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة، حيث يبدو أن السياسات الأمريكية لا تأخذ بعين الاعتبار المعاناة الإنسانية المستمرة. فهل ستستمر إدارة بايدن في تجاهل هذا الواقع الأليم، أم ستعمل على إيجاد حلول فعالة تساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام المنشود في المنطقة؟

في الختام، يشير هذا الوضع إلى ضرورة إعادة النظر في العلاقة بين السياسة الأمريكية والدول المتضررة من النزاعات. إذا كانت الولايات المتحدة تسعى فعلاً إلى تحقيق السلام والاستقرار، يجب أن تُعطى الأولوية للإنسانية، وأن تُعالج القضايا التي تؤثر على حياة الناس بشكل فعلي. إن القرارات التي تُتخذ في الغرف المغلقة تؤثر بشكل مباشر على المجتمعات، ولذا يجب أن يتم التعامل معها بمسؤولية وأخلاقية.

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من خليجيون 24

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Open chat
Scan the code
مرحباً هل يمكننا مساعدتك؟