الألمان يستعدون لمرحلة ما قبل الحرب وسط تحولات كبرى

كتب: هاني كمال الدين
تشهد القارة الأوروبية تحولات استراتيجية متسارعة، حيث تقترب ألمانيا من مرحلة جديدة تتطلب استعدادات غير مسبوقة. وفقًا لتقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية، فإن البلاد مقبلة على فترة تُوصف بمرحلة ما قبل الحرب، مما يستدعي إعادة هيكلة الجيش وتحضير المجتمع لمواجهة تحديات غير معهودة.
نهاية السلام الدائم.. وبداية مرحلة جديدة
أشارت “دير شبيغل” إلى أن الفكرة التي كانت سائدة لعقود حول استقرار السلام في أوروبا بدأت تتلاشى، لتحل محلها مخاوف من تصاعد الصراع العسكري. واعتبرت المجلة أن احتمال مشاركة الجنود الألمان في عمليات عسكرية دفاعًا عن أوكرانيا لم يعد مستبعدًا، رغم أنه كان يُنظر إليه سابقًا على أنه سيناريو غير واقعي.
وأضاف التقرير أن التصريحات الغربية المتكررة حول ضرورة دعم أوكرانيا قد تكون محاولة لجعل الوضع أكثر وضوحًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يعكس تغيرًا جوهريًا في الاستراتيجية الأوروبية.
البوندسفير بحاجة إلى تعزيز قدراته البشرية
بحسب التقرير، فإن الجيش الألماني (البوندسفير) يواجه تحديات كبيرة تتجاوز الحاجة إلى التمويل والتسليح، إذ يتطلب الأمر زيادة عدد أفراده بشكل ملحوظ. ووفقًا للتقديرات، فإن الجيش بحاجة إلى ما لا يقل عن 50 ألف جندي إضافي، وربما يصل العدد إلى 90 ألفًا لتعزيز جهوزيته لمواجهة أي طارئ.
وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع الألماني على ضرورة امتلاك “قدرات قتالية متطورة”، بينما شددت وزيرة الخارجية على أهمية “تعزيز الإمكانات الدفاعية”. كما تُطرح بقوة فكرة إعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية، مما قد يُحدث تغييرات عميقة في المجتمع الألماني.
مخاوف أوروبية من تصعيد محتمل
في سياق متصل، صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا بأي شكل من الأشكال قد يكون بمثابة رسالة قوية لموسكو، ما يثير تساؤلات حول مدى التصعيد المحتمل في المواجهة مع روسيا.
مع تصاعد التوترات في أوروبا، تبدو ألمانيا أمام نقطة تحول تاريخية، حيث تواجه قرارات مصيرية بشأن سياستها الدفاعية ودورها في الصراع القائم، في ظل مشهد جيوسياسي يتغير بسرعة.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر