الأمم المتحدة: لا حياة في غزة والوضع مروع ولا يغتفر

الأمم المتحدة: لا حياة في غزة والوضع مروع ولا يغتفر
وكانت ووتريدج تتحدث عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان إلى المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء.
وقالت ووتريدج وهي تقف في أحد مستودعات المساعدات هناك: “يوجد هنا ما يكفي من الغذاء لمئتي ألف شخص لمدة شهر كامل. وما يكفي من الأدوية لتشغيل مراكزنا الصحية التسعة و38 نقطة طبية، أي لتقديم الرعاية لنحو 1.6 مليون شخص. هناك مستلزمات نظافة، وبطانيات لـ 200,000 أسرة، ولوازم تعليمية لـ 375,000 طفل – كلها هنا فقط”.
ووصفت الوضع بأنه “مروع ولا يغتفر”، مضيفة أنه كان من الممكن أن تصل تلك الإمدادات إلى غزة بعد ظهر اليوم، فهي على بُعد ثلاث ساعات فقط من القطاع.
وأشارت إلى أن مخازن الأونروا في غزة خاوية مضيفة أنه “مر 11 أسبوعا من الحصار. في هذه المرحلة، كل ما نرسله هو محاولة لإصلاح الضرر الذي حدث بالفعل. بالنسبة للكثيرين، فات الأوان”.
“أين يفترض أن يذهب الناس؟”
وتحدثت المسؤولة الأممية عن الضربات العشوائية حيث قُتل معلمان من الأونروا في قصف طال مدرسة تابعة للوكالة تحولت إلى مأوى. وتشير التقارير الأولية إلى أن سبعة أشخاص قتلوا في القصف بمن فيهم أطفال.
وأشارت أيضا إلى معاناة الزملاء على الأرض ومنهم “زميلي وصديقي حسين الذين أبلغني للتو أنه دفن من تبقى من عائلته – خالاته وأعمامه وأطفاله – بعد غارة على جباليا. أمضى أياما في انتشال الأطفال من تحت الأنقاض. يقول إن اثنين لا يزالان تحت الأنقاض: طفل في العاشرة من عمره وآخر في السابعة من عمره”.
وأفادت كذلك بأنه مع استمرار الحملة العسكرية، تجبر أوامر النزوح العائلات على الفرار مرارا وتكرارا.
وقالت: “أمس في خان يونس، صدر أمر نزوح واسع النطاق آخر لمنطقة تغطي الآن 23 في المائة من قطاع غزة بأكمله. أين يُفترض أن يذهب الناس؟”
وأضافت ووتريدج: “كم يحتاج العالم أن يرى أكثر من ذلك من أجل التحرك؟ وما الذي يمكن أن نقوله غير ذلك؟”
عائلة نازحة تستقل عربة يجرها حمار تحمل متعلقاتهم.
وضع غير قابل للاستمرار
بدوره، الدكتور أكيهيرو سيتا مدير الصحة في الأونروا وصف الوضع في غزة بأنه “غير قابل للاستمرار” وأنه “يزداد سوءا يوما بعد يوم”.
وفي معرض تقديمه للتقرير الصحي السنوي للأونروا، قال الدكتور سيتا إن الوثيقة “تُظهر فخرنا” بمواصلة تقديم الرعاية الصحية في جميع أنحاء المنطقة رغم التحديات الاستثنائية. وأضاف: “قدمنا 8.5 مليون استشارة طبية منذ بدء الحرب، ولم نتوقف أبدا”.
وأشار كذلك إلى أن مراكز الأونروا الصحية في الضفة الغربية، لا تزال قادرة على تلبية احتياجات المرضى، مضيفا كذلك أن هناك مركزين صحيين في القدس الشرقية لا يزالان يعملان.
وبالعودة للحديث عن غزة، قال المسؤول الأممي: “لا حياة في غزة – هذا ما يقوله موظفونا. عندما يُسألون كيف حالكم؟ يجيبون أنا لست بخير. قال لي أحد الموظفين أنا أفكر في أمرين فقط؛ كيف أعيش، وكيف أموت”.
وتطرق إلى التداعيات على القطاع الصحي ونفاد الإمدادات الطبية، مضيفا: “نحن أكبر مقدم للرعاية الصحية الأولية في غزة. بدون أدوية، ماذا عسانا أن نفعل؟”
وقال إنه على الرغم من امتلاء مستودعات المساعدات في الأردن، ولكن لا يصل شيء إلى المحتاجين، موجها نداءً إلى المجتمع الدولي: “أرجوكم، دعونا نجلب الأدوية والطعام للتخفيف من معاناة الناس في غزة”.
وضع يزداد سوءا
الدكتور ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي عاد للتو من مهمة في غزة الأسبوع الماضي، قال في المؤتمر الصحفي إن الوضع يزداد سوءا مع كل زيارة.
وأضاف: “في كل مرة تدخل فيها غزة، تعتقد أن الوضع لا يمكن أن يزداد سوءا – لكنه يزداد سوءا”.
ووصف وضع النظام الصحي في غزة بأنه “يُدفع إلى أقصى حدوده”، حيث تقصف المستشفيات وتتناقص الإمدادات المنقذة للحياة، مضيفا أن هناك نقصا حادا في كل شيء بما في ذلك المحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية، والأنسولين، والمطهرات، وحتى مواد التنظيف الأساسية.
وقال إن المستشفى الإندونيسي في شمال غزة الذي يشهد محيطه نشاطا عسكريا وأعمالا عدائية مكثفة منذ 18 أيار/مايو، لم يبقَ فيه سوى 15 شخصا، بمن فيهم المرضى والموظفون، وورد أن المولد الكهربائي قد أُصيب، مما تسبب في انقطاع تام للتيار الكهربائي. وأضاف: “إنهم بحاجة ماسة إلى الطعام والماء”.
وأفاد بأن منظمة الصحة العالمية تخطط لعملية إجلاء للمرضى إلى مستشفى العودة، المرفق الوحيد الذي يعمل جزئيا في شمال غزة، ومُثقل بالأعباء ويعاني من نقص حاد في الإمدادات.
وأفاد كذلك بتعرض مستودع تابع لمنظمة الصحة العالمية في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة إلى قصف يوم أمس الاثنين مما أدى إلى تدمير 30 في المائة من الإمدادات الحيوية في ذلك المستودع، وفقا لما ذكره مدير المستشفى.
وتحدث بيبركورن عن تأثير الحرب على الصحة النفسية قائلا: “لقد عانى سكان غزة من صدمة لا تُوصف لمدة 19 شهرا”، مضيفا: “نتحدث عن الصمود، ولكن لا ينبغي لأحد أن يتحلى بهذا الصمود والشجاعة لمجرد البقاء على قيد الحياة”.
ودعا المسؤول الأممي إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج غير المشروط عن الرهائن، ووصول إنساني غير مقيد لتمكين الأمم المتحدة وشركائها من القيام بعملهم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un