محمد حمدان ترند اليوم: هل يسعى حميدتي لتحقيق الاستقرار أم تعزيز الخراب في السودان؟

«خليجيون 24» القاهرة، 2 يناير 2025 – في تصريحات مثيرة للجدل، خرج محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تصريحاته التي جعلته “ترند اليوم” في وسائل الإعلام، حيث تحدث عن التحديات الأمنية والسياسية في السودان، مشيرًا إلى أنه يسعى لتحقيق الاستقرار العسكري وحماية وحدة البلاد. ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تثير تساؤلات كبيرة حول دوره الفعلي في تعميق الأزمات والخراب الذي يعصف بالبلاد.
ماذا وراء خطاب حميدتي؟
على الرغم من تأكيدات حميدتي في خطاباته بأنه يعمل على ضمان الاستقرار وحماية وحدة السودان، إلا أن العديد من المراقبين يرون أن خطاباته لم تكن إلا محاولة لإضفاء الشرعية على سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من الأراضي السودانية. فمع تصاعد التوترات الأمنية في العديد من المناطق، يرى البعض أن قواته كانت لها اليد الطولى في إشعال فتيل الحرب والصراعات المسلحة في السودان، مما أدى إلى تهجير الملايين وتدمير البنية التحتية.
المسؤولية عن الخراب الأمني
في وقت كان فيه السودانيون يعانون من تفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية، نجد أن حميدتي يواصل دعوته إلى مواجهة “المتفلتين” و”التمرد”، بينما يعتبره البعض العامل الرئيس في تفشي هذه الفوضى. تُتهم قوات الدعم السريع، التي يقودها، بممارسة انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في العديد من مناطق دارفور والنيل الأزرق، حيث وثقت تقارير حقوقية دولية تدمير القرى، وعمليات القتل العشوائي، وتهجير المدنيين.
الوحدة السودانية أم تعزيز الانقسامات؟
من خلال التصريحات المتكررة حول ضرورة الحفاظ على وحدة السودان، يبرز السؤال الأهم: هل يسعى حميدتي حقًا لتحقيق الوحدة أم أنه يغذي الانقسامات؟ إذ أن توسع النفوذ العسكري لقوات الدعم السريع في مختلف المناطق السودانية قد قوبل بانتقادات واسعة من القوى السياسية والمجتمعية، التي ترى أن هذا يعزز من وجود كيان موازٍ للجيش الوطني، مما يفاقم الأزمة السياسية في البلاد ويهدد بالانقسام.
التحديات المستقبلية: هل هناك أمل حقيقي؟
في حين يحاول حميدتي تصوير نفسه كمنقذ للسودان، يتساءل الكثيرون عن كيفية تحقيق الاستقرار في بلد يعاني من تزايد النفوذ العسكري لقواته على حساب المؤسسات المدنية. وقد أبدى الكثيرون شكوكًا حول قدرة القوات العسكرية على فرض الاستقرار في ظل المعاناة الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها الشعب السوداني. وما زال العديد من السودانيين يتساءلون: هل نحن بحاجة إلى مزيد من الانقسامات العسكرية، أم إلى اتفاق سياسي حقيقي يعيد السلام والاستقرار إلى السودان؟
نقد الخطاب السياسي: إخفاء الحقيقة أم تعزيز الهيمنة؟
تصريحات حميدتي حول “الاستعداد للتضحيات” و”النصر القريب” غالبًا ما تُعتبر مجرد تصريحات إعلامية تهدف إلى إخفاء الواقع المعقد الذي يعاني منه السودان. فبينما يدعو حميدتي إلى “المضي قدمًا” و”استعادة النظام”، يرى كثيرون أن هذه التصريحات لا تعكس سوى سعيه المستمر لتعزيز موقعه العسكري والسياسي، خاصة في وقت يعاني فيه السودان من انهيار اقتصادي وأمني غير مسبوق.
المضي في طريق الهاوية؟
إذا كان خطاب حميدتي يمثل دعوة إلى “النصر” و”الاستقرار”، فإن الواقع على الأرض يبدو مختلفًا تمامًا. الأزمة السودانية تتطلب حلولًا سياسية حقيقية وإرادة للتفاوض بين جميع الأطراف المعنية، بدلاً من التركيز على الحلول العسكرية التي ساهمت في تدمير البلاد. وفي حين قد يحاول حميدتي تجميل صورته كحامي للسلام، يبقى السؤال قائمًا: هل هو حقًا جزء من الحل، أم أنه مجرد عامل آخر في تأجيج الصراع والخراب الذي يعصف بالسودان؟
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر