فن ومشاهير

السدو والغزل والسمن.. حرف يدوية متوارثة بين نساء الحدود الشمالية

الحرف اليدوية في منطقة الحدود الشمالية هي حرف متوارثة بين النساء وترتبط بطبيعة وبيئة المنطقة. ومن أشهرها صناعة السدو والشعر والمنسوجات والمشغولات اليدوية المطرزة والخياطة وصناعة الغزلات التي يستغرق بعضها 10 أيام متواصلة، والتي سجلت فيها المرأة الشمالية حضورا لافتا في المناسبات والمهرجانات الوطنية داخل وخارج المنطقة.

ويستضيف السوق الشعبي في مدينة عرعر، الذي افتتح منذ أكثر من 10 سنوات، العديد من الحرفيات المسنات وحفيداتهن، وخصصت لهن أماكن لعرض منتجاتهن ومشغولاتهن اليدوية، حتى أصبح من أهم الوجهات التراثية والتي تتميز بطابع شعبي ذو طابع عمراني تراثي يتناسب مع المنتجات الحرفية.
بالإضافة إلى قاعة «الخزامة» التي تهدف إلى تدريب الأسر الحرفية، وأبرزها دورات في «ثقافة البيع والشراء»، وثقافة الادخار، وكيفية القيام بالتسويق الإلكتروني، إضافة إلى دورات في تطوير الذات وما شابه ذلك.

صناعة صالونات الحلاقة

صناعة بيوت الشعر التقليدية من المهن النسائية المتوارثة في الحدود الشمالية. وتشتهر المنطقة بكثرة الأغنام التي يؤخذ منها الصوف الذي تنسج منه البيوت.

وتستخدم الحرفيات في صناعة بيوت الشعر ألواناً عديدة من شعر الماعز والأغنام، كما أن بيوت الشعر لها أحجام مختلفة، منها: “المثلث” الذي يتكون من 3 أعمدة.

المربع هو الذي يتكون من 4 أعمدة، والمربع هو الذي يتكون من 6 أعمدة، وهناك ما هو أكبر من ذلك.

مكونات صالون الشعر

تعتمد صناعة بيوت الشعر على مكونات أساسية منها ما يعرف بـ”المطرقة” وهي عبارة عن عصا لتنظيف الشعر، و”المخيط” وهي أداة حديدية، و”الخيوط” وهي قطع خشبية للشعر التثبيت والغزل والنفش، و”الأنابيب” لتثبيت جوانب المنزل، والخيوط. لغزل الصوف .

وتتراوح أسعار صالونات الحلاقة حسب النوع والحجم، حيث تبدأ من 1000 ريال وتصل إلى أكثر من 6000 ريال، ويستغرق نسجها ما بين 3 أيام إلى 10 أيام، حسب قوة العمل.
وأثناء صناعة الشعر تتبادل الحرفيات أبيات من القصائد والأشعار لقضاء وقت ممتع وجميل.

وتحظى بيوت الشعر بإقبال كبير من عشاق التخييم في المناطق الصحراوية، حيث تزخر منطقة الحدود الشمالية بتنوع بيئي يجذب محبي الرحلات البرية، خاصة في فصل الربيع.

مغزل

المغزل حرفة ونسيج تقليدي في منطقة الحدود الشمالية. وكانت تعتبر إحدى أدوات نسج الصوف الرئيسية في الماضي، وذلك لكثرة استخدامها واستهلاكها للوقت.

ومن المعروف أن المغزل كان يستخدم لغزل الخيوط، ثم لفها، وتمديدها، وأخيراً “ختمها”. وكان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً، إذ كانت النساء قديماً تعمل من الصباح الباكر حتى غروب الشمس.

مغزل الحرف اليدوية بمنطقة الحدود الشمالية - اليوم

تعتبر نسج الصوف بالمغزل من المهن القديمة والأصيلة للمرأة السعودية والشمالية على وجه الخصوص.

وانعكست وفرة مادة الصوف الخام على صناعة العديد من المنسوجات، ومن هذه المنسوجات المصنوعة يدوياً “السجاد” و”الألحف” وغيرها من المنسوجات، التي تستخدم كمفارش وأغطية خلال أيام الشتاء القاسية، وعالية الجودة. الحرف اليدوية ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى أعمال أخرى كالخياطة والتطريز.

سمن بري

ويعتبر استخراج السمن البري من الحرف اليدوية النسائية في منطقة الحدود الشمالية، حيث ينشط في فصل الشتاء ويكثر عليه الطلب من قبل الأهالي. ويستخدم كمكون رئيسي في العديد من الأطباق الشعبية، منها “العصيدة والخيمية” وغيرها.

ويرتبط استخراج السمن بطبيعة المنطقة الرعوية. أما الطريقة التقليدية لاستخراجه فهي حكر على النساء، وذلك من خلال تحضيره على عدة مراحل. بعد حلب الغنم، يوضع الحليب في قدر كبير، ويُسخن على النار حتى يغلي، ثم يُسكب في الأواني أو الأواني، ويُترك حتى يبرد قليلاً.
ثم تضاف الخميرة إلى الحليب الذي يتحول بعد ساعات إلى حليب “كثير”. ثم يوضع “الخثير” داخل “السميل” وهو وعاء جلدي مصنوع من جلود الأغنام أو الماعز، ويعالج بطريقة خاصة.

صناعة السمن البري هي حرفة يدوية في منطقة الحدود الشمالية – اليوم

ومن ثم تبدأ عملية “التخض” التي تستمر أكثر من نصف ساعة، حتى تتكون الزبدة من الحليب، ويتم تجميع كميات منها على مدار عدة أيام. بعد ذلك توضع الزبدة في قدر لتذوبها بالنار، وتتحول مباشرة إلى سمن عربي.
ويفرغ السمن أيضا في وعاء جلدي يسمى “النهو” أو “الزرف”، ويصنع بنفس طريقة “الصميل”. ثم يتم تخزينه لمستلزمات المنزل، أو بيعه، وأحياناً يضاف إليه عسل التمر (الدبس).

سوق السمن الشعبي

يعد سوق السمن الشعبي من أقدم الأسواق الشعبية في مدينة عرعر ويعود وجوده إلى 70 عاماً متحدياً الحداثة والتطور. وقد أضيفت إلى أنشطة السوق محلات تجارية بسيطة تُباع فيها مستلزمات محبي الصحراء من خيام وأواني وغيرها.

ويعود الاسم إلى كثرة السمن البري في ذلك الوقت، حيث لم يكن يبيعه أي محل، ولا تزال الكثير من النساء في منطقة الحدود الشمالية يستخرجونه للتجارة، ويصدرونه إلى الأسواق الشعبية والأسر المنتجة، ويضعونه في عبوات صغيرة. للبيع.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟