ترامب يتحدى الزمن: 100 يوم لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا

القاهرة: هاني كمال الدين –
في ظل تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة طموحة تهدف إلى حل الصراع الروسي الأوكراني في غضون 100 يوم فقط. هذه المبادرة، التي أثارت جدلًا واسعًا، تأتي في وقت لا يزال فيه الطريق إلى السلام مليئًا بالتحديات. فهل يمكن تحقيق هذا الهدف الطموح في مثل هذا الإطار الزمني القصير؟ وما هي العقبات التي قد تواجه هذه الجهود؟
ترامب يطلق عملية تفكير جماعي:
في خطاب وجهه إلى السلطات الروسية، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عقد مفاوضات فورية لإنهاء الصراع مع أوكرانيا. وأكد ترامب في خطابه على احترامه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربًا عن أمله في تحقيق سلام دائم. ومع ذلك، حذر ترامب من أن عدم الامتثال لهذه الدعوة قد يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا، بما في ذلك تقييد جميع الصادرات الروسية إلى الولايات المتحدة.
ووفقًا لتقارير نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال، فقد كلف ترامب المبعوث الخاص لشؤون أوكرانيا، كيت كيلوغ، بمهمة إنهاء الصراع في غضون 100 يوم. ومع ذلك، تبدو هذه الخطة طموحة للغاية، خاصة في ظل الشكوك التي تبديها موسكو تجاه هذه الجهود.
ردود الفعل الدولية:
من جانبها، أبدت موسكو تشككها في إمكانية تحقيق مثل هذا الهدف في الإطار الزمني المحدد. وأشار المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إلى أن روسيا لا تثق في الجهود الغربية، معتبرًا أن أي هدنة قد تستغلها أوكرانيا لإعادة تجميع قواتها وإعادة تسليحها بدعم من الغرب، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع.
أما في كييف، فقد عبرت السلطات الأوكرانية عن أملها في التوصل إلى حل دائم، لكنها شددت على ضرورة أن تكون أي اتفاقيات طويلة الأمد وليست مؤقتة. وأكدت أوكرانيا أن الحلول السريعة قد لا تكون مستدامة، خاصة في ظل تعقيدات الصراع الذي دام لسنوات.
التحديات التي تواجه الخطة:
على الرغم من الحماس الذي تبديه إدارة ترامب، فإن الخطة الحالية تفتقر إلى تفاصيل واضحة. فالمقترحات التي قدمها كيلوغ، والتي تشمل مزيجًا من “العصا والجزرة”، لم تلقَ ترحيبًا كبيرًا من أي من الطرفين. فكل من موسكو وكييف يبحثان عن حلول طويلة الأمد، وهو ما يتطلب وقتًا وجهدًا أكبر مما تسمح به الخطة الحالية.
هل يمكن تحقيق السلام في 100 يوم؟
في حين أن الجدول الزمني الذي حدده ترامب قد يبدو طموحًا، إلا أنه قد يكون بمثابة حافز لإعادة إطلاق عملية السلام. فالضغوط التي يمارسها ترامب، سواء عبر التهديد بفرض عقوبات أو عبر الدعوة إلى مفاوضات مكثفة، قد تدفع الأطراف إلى إعادة النظر في مواقفهم.
ومع ذلك، فإن تحقيق السلام يتطلب أكثر من مجرد ضغوط سياسية. فالصراع الروسي الأوكراني له جذور عميقة تتعلق بالسيادة والأمن القومي، وهي قضايا لا يمكن حلها بين عشية وضحاها.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر