أوزبكستان تطلق مشروعًا بيئيًا ضخمًا بدعم من البنك الدولي بقيمة 153 مليون دولار

القاهرة: هاني كمال الدين
في إطار الجهود الإقليمية الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية ومواجهة التحديات المناخية المتصاعدة في آسيا الوسطى، أعلنت حكومة أوزبكستان عن إطلاق مشروع ضخم لاستعادة المناظر الطبيعية في البلاد، وذلك بالتعاون مع البنك الدولي، وبتمويل يبلغ 153 مليون دولار أمريكي.
وقد جاء هذا الإعلان خلال فعاليات منتدى المناخ الدولي الذي انعقد في مدينة سمرقند يومي 4 و5 أبريل، حيث صرّحت وزارة البيئة وحماية الطبيعة وتغير المناخ في أوزبكستان أن المشروع الجديد يهدف إلى مواجهة ظاهرة تدهور الأراضي وتوسيع المساحات الغابية في البلاد، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان في المناطق المتأثرة بالتغيرات البيئية.
يشمل المشروع، الذي يأتي ضمن برنامج إقليمي أوسع لإعادة تأهيل الغابات والأراضي المتدهورة في آسيا الوسطى، ستة أقاليم رئيسية هي: جيزّاخ، وكاشقداريا، ونمنغان، وسمرقند، وسورخانداريا، وسيرداريا. ويُعد هذا المشروع نموذجًا متقدمًا للتعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة، حيث يسعى إلى دمج البعد البيئي في السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
ويتم تنفيذ المشروع من خلال وكالة الغابات التابعة لوزارة البيئة، حيث تتضمن الخطة سلسلة من الأنشطة الرامية إلى استعادة الأراضي المتدهورة باستخدام تقنيات الزراعة الحرجية، وإنشاء مزارع فاكهة، وتوسيع أنظمة الغابات الرعوية. كما سيسهم المشروع في توفير فرص عمل مؤقتة للسكان المحليين من خلال مشاركتهم في أعمال التشجير وإعادة الغطاء النباتي.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تقديم دعم مالي وتعليمي للمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بهدف تشجيع الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية، وزيادة إنتاجيتهم، وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما ستشهد المناطق المشمولة تحسينات في إدارة المحميات الطبيعية والغابات المحمية، من خلال إنشاء بنية تحتية حديثة تضم مراكز للزوار، ومنشآت إدارية، ومناطق تخييم ونزهات، ومسارات سياحية، وغيرها من المرافق البيئية التي تدعم السياحة المستدامة.
وأعلن وزير البيئة الأوزبكي، عزيز عبدالحكيموف، أن المشروع يمثل خطوة محورية في تحقيق أهداف خطة تطوير قطاع الغابات حتى عام 2030، والتي تهدف إلى زيادة الرقعة الغابية لتصل إلى 6.1 مليون هكتار. وأشار إلى أن إعادة تشجير الأراضي المتدهورة ستعزز مناعة المناظر الطبيعية في مواجهة تغير المناخ، وتحسّن ظروف الحياة في المجتمعات المحلية.
من جهتها، أوضحت تاتيانا بروسكورياكوفا، المديرة الإقليمية للبنك الدولي في آسيا الوسطى، أن هذا المشروع سيمكن أوزبكستان من المشاركة في برنامج RESILAND CA+، وهو مبادرة إقليمية تركز على تعزيز المرونة المناخية في المناطق الحضرية والريفية من آسيا الوسطى.
وبحسب بيانات وزارة البيئة، فإن مساحة الغابات التي تديرها وكالة الغابات تبلغ 4.4 مليون هكتار، ما يعادل نحو 10.6% من إجمالي مساحة البلاد، وتسعى الحكومة إلى رفع هذه النسبة بشكل كبير خلال العقد القادم.
ويأتي هذا المشروع تنفيذا لمرسوم رئاسي صادر في 27 مارس 2024 بشأن تنفيذ مشروع “استعادة المناظر الطبيعية الحرجية المستدامة في أوزبكستان”، والذي ينص على تنفيذ مجموعة من الإجراءات تشمل:
-
دعم إعادة نمو الغابات بشكل طبيعي على مساحة 176 ألف هكتار.
-
استصلاح المراعي في مساحة تصل إلى 38.5 ألف هكتار.
-
إدخال تقنيات حفظ المياه ومكافحة تآكل التربة في الغابات الجبلية بمساحة 15 ألف هكتار.
-
تنفيذ برامج زراعية حرجية على مساحة 14.2 ألف هكتار.
-
إنشاء غابات صناعية بمساحة 5 آلاف هكتار، بالإضافة إلى مزارع للنباتات الطبية بنفس المساحة.
كما يتضمن المشروع تطوير قاعدة بيانات وطنية متكاملة حول الغطاء الغابي، وإنشاء منصة رقمية تفاعلية تديرها وكالة الغابات، بهدف تحسين الإدارة البيئية وتعزيز الشفافية.
وفي إطار تعزيز التعاون العلمي، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الغابات وجامعة “Green University” لإجراء أبحاث متخصصة في مجال الغابات والتنمية البيئية المستدامة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحويل أوزبكستان إلى نموذج إقليمي في إدارة المناظر الطبيعية المستدامة، وجذب الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر، وتحقيق توازن بين متطلبات التنمية وحماية البيئة في ظل التحديات المناخية التي تواجه المنطقة.
- للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر