ولادة أول طفلة من رحم مزروع في بريطانيا: إنجاز طبي يفتح آفاقًا جديدة للأمل
القاهرة: مي كمال الدين
في إنجاز طبي غير مسبوق، شهدت المملكة المتحدة ولادة أول طفلة من رحم مزروع، حيث أنجبت البريطانية غريس ديفيدسون، البالغة من العمر 36 عامًا، طفلتها “آيمي إيزابيل” في فبراير 2025، بعد خضوعها لعملية زراعة رحم ناجحة من شقيقتها الكبرى، آيمي بوردي، في عام 2023.
خلفية طبية: متلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر
وُلدت غريس ديفيدسون بدون رحم بسبب إصابتها بمتلازمة ماير-روكيتانسكي-كوستر-هاوزر (MRKH)، وهي حالة نادرة تؤثر على الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تكون الرحم غائبة أو غير متطورة، بينما تبقى المبايض سليمة وتعمل بشكل طبيعي. هذا يعني أن غريس لم تكن قادرة على الحمل والولادة بشكل طبيعي، لكنها كانت مؤهلة لتلقي زراعة رحم.
تفاصيل العملية الجراحية
في أغسطس 2023، خضعت غريس لعملية زراعة رحم استمرت 18 ساعة في مستشفى تشرتشل في أكسفورد، حيث تبرعت شقيقتها الكبرى، آيمي بوردي، برحمها بعد أن أكملت عائلتها. قاد فريق الجراحة الأستاذ ريتشارد سميث، الذي عمل على أبحاث زراعة الرحم لأكثر من 25 عامًا، بالتعاون مع الجراحة إيزابيل كيروجا.
الحمل والولادة
بعد نجاح العملية، خضعت غريس لعلاج خصوبة باستخدام أجنة مجمدة تم إنشاؤها مسبقًا. في فبراير 2025، أنجبت طفلتها “آيمي إيزابيل” بعملية قيصرية في مستشفى كوين تشارلوت وتشيلسي في لندن. تم اختيار الاسم الأول تكريمًا لعمتها المتبرعة، آيمي، والاسم الثاني تكريمًا للجراحة إيزابيل كيروجا.
الأثر الطبي والاجتماعي
تُعد هذه الولادة إنجازًا طبيًا كبيرًا في المملكة المتحدة، حيث توفر أملًا جديدًا للنساء اللاتي يعانين من العقم الناتج عن غياب أو تلف الرحم. حتى الآن، تم إجراء أكثر من 100 عملية زراعة رحم حول العالم، مما أدى إلى ولادة أكثر من 50 طفلًا. في المملكة المتحدة، تم تنفيذ أربع عمليات زراعة رحم حتى الآن، مع خطط لإجراء 15 عملية أخرى.
التحديات المستقبلية
على الرغم من النجاح، تواجه عمليات زراعة الرحم تحديات، بما في ذلك الحاجة إلى تناول أدوية مثبطة للمناعة لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض الأخرى. لذلك، يُخطط لإزالة الرحم المزروع بعد إنجاب طفل أو طفلين.
آفاق المستقبل
يأمل الأطباء والباحثون في أن تصبح عمليات زراعة الرحم خيارًا متاحًا على نطاق أوسع، مع إمكانية تمويلها من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في المستقبل. حاليًا، تُمول العمليات من قبل جمعيات خيرية، بينما تتحمل العائلات تكاليف علاج الخصوبة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
