أخبار العالم

تصعيد خطير في كشمير: الهند تضرب أهدافًا عسكرية وباكستان ترد بصواريخ

القاهرة: هاني كمال الدين  

في تصعيد خطير يعيد إلى الواجهة التوتر التاريخي بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا، نفذت القوات المسلحة الهندية هجومًا عسكريًا واسع النطاق على تسع مواقع في إقليم كشمير الخاضع لسيطرة باكستان، فيما ردّت إسلام آباد بضربات صاروخية طالت أهدافًا داخل الأراضي الهندية. هذا “الهجوم الهندي على كشمير” يهدد بإشعال فتيل نزاع إقليمي جديد، وسط تخوفات دولية من انفلات الوضع الأمني واندلاع حرب شاملة.

الهجوم الهندي على كشمير: تسع ضربات مركزة

أعلنت الحكومة الهندية، عبر تصريحات نشرتها وكالة “رويترز” ونقلتها وكالة “تاس” الروسية، أن القوات المسلحة شنت هجومًا مركزًا استهدف تسع مواقع تقع في الأجزاء الخاضعة لسيطرة باكستان في إقليم جامو وكشمير. وبحسب البيان الرسمي، فإن العمليات العسكرية “اقتصرت على أهداف عسكرية دقيقة” في محاولة، كما زعمت نيودلهي، لـ”الحد من التهديدات الحدودية المستمرة من قبل جماعات مسلحة مدعومة من الجانب الباكستاني”.

ويُعد هذا الهجوم تطورًا خطيرًا في النزاع الممتد منذ عقود بين البلدين حول كشمير، المنطقة المتنازع عليها والتي كانت دائمًا مصدر توتر دائم، حيث نشبت ثلاث حروب بين الجارتين بسببها منذ استقلالهما في عام 1947.

الرد الباكستاني العسكري: صواريخ تهز الحدود

ردّت باكستان سريعًا على الهجوم الهندي عبر إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الهندية، بحسب ما أوردته قناة “SAMAA TV” الباكستانية، التي نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن “صواريخ دقيقة التوجيه استهدفت مواقع هندية رداً على العدوان”.

ووفقًا للتقرير ذاته، فقد سُمع دوي انفجارات قوية في منطقة “موريدكي” القريبة من الحدود، حيث وقع ما لا يقل عن ثلاثة انفجارات متتالية، ما يعكس حجم الرد الباكستاني وسرعته، في مؤشر على احتمالية تصاعد الأزمة إلى مواجهات مباشرة أوسع.

إشارات الحرب: تعبئة عسكرية وتوقعات بتصعيد أكبر

لم تكن الضربات المتبادلة حدثًا عابرًا، بل جاءت وسط تصاعد اللهجة الحربية بين الطرفين. إذ أفادت وكالة “ANI” الهندية أن مخزون الذخائر الباكستاني محدود، نتيجة دعمها العسكري المكثف لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهو ما قد يضع الجيش الباكستاني في موقف صعب إذا طال أمد المواجهة.

ورغم أن التصريحات الرسمية من الجانبين لم تعلن عن عدد الخسائر البشرية أو حجم الدمار، إلا أن تسريبات من مصادر ميدانية توحي بأن بعض المواقع العسكرية تعرضت لأضرار جسيمة، ما يشير إلى أن الوضع على الأرض بات أقرب إلى اشتباك مفتوح.

كشمير: بؤرة النزاع المزمن

كشمير كانت ولا تزال بؤرة نزاع مفتوحة بين الهند وباكستان، فالمنطقة مقسّمة بين الطرفين، وتخضع جزئيًا لسيطرة كل منهما. إلا أن كلاً من نيودلهي وإسلام آباد تطالبان بالسيادة الكاملة على كامل أراضي الإقليم.

منذ إلغاء الحكومة الهندية الحكم الذاتي للإقليم في أغسطس 2019، تصاعد التوتر بشكل متواصل، حيث ردّت باكستان بخفض العلاقات الدبلوماسية ووقف التبادل التجاري، فيما واصلت الهند تعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

تحذيرات دولية من التصعيد

التطورات الأخيرة دفعت المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة. فالأمم المتحدة دعت إلى “ضبط النفس” و”وقف التصعيد”، مطالبة الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. أما الصين، الحليف المقرب من باكستان، فقد أبدت “قلقًا بالغًا” وطالبت بوقف فوري للعمليات العسكرية.

وفي الوقت نفسه، أبدت الولايات المتحدة قلقًا من التصعيد في كشمير، محذرة من أن أي خطأ في الحسابات قد يؤدي إلى اندلاع حرب لا يمكن السيطرة عليها بين قوتين نوويتين.

سباق التسلح والقدرات النووية

الهند وباكستان من الدول النووية في آسيا، وكل منهما يمتلك ترسانة معتبرة من الأسلحة النووية، الأمر الذي يجعل أي تصعيد عسكري بينهما ليس مجرد مواجهة تقليدية، بل تهديدًا وجوديًا للمنطقة والعالم.

الهجوم الهندي على كشمير ورد باكستان الصاروخي يعيدان إلى الأذهان مواجهات سابقة حدثت في عام 2016، عندما نفذت الهند عمليات “جراحية” ضد معسكرات في الجانب الباكستاني من كشمير. إلا أن التطورات الحالية تبدو أكثر تعقيدًا من حيث حجم الضربات وتسارع الرد.

الدور الإعلامي وتأثير الأخبار المزيفة

أثار التصعيد أيضًا موجة من الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع إلى تحذيرات من خطورة نشر معلومات غير موثوقة في مثل هذه الأزمات. وتضاربت الروايات حول عدد الضحايا، مما يعزز الحاجة إلى مصادر إعلامية مسؤولة تقدم تغطية دقيقة.

الجيشان الهندي والباكستاني كلاهما أطلقا تصريحات شديدة اللهجة، وكل طرف حمّل الآخر مسؤولية التصعيد، ما يشير إلى أن الأزمة لن تنتهي بسرعة ما لم يكن هناك تدخل دبلوماسي حاسم من أطراف دولية كبرى.

احتمالات السيناريو القادم: تصعيد أم تهدئة؟

في ضوء الهجوم الهندي على كشمير، يتساءل كثيرون عن السيناريو المتوقع. فهل سيتجه البلدان نحو تصعيد مفتوح؟ أم أن الضغط الدولي سيحول دون اندلاع مواجهة واسعة النطاق؟ حتى الآن، يبدو أن القرار لم يُتخذ بعد، وأن الطرفين يدرسان حجم الخطوة التالية بعناية شديدة.

باكستان تدرك أن إمكانياتها العسكرية قد تكون محدودة مقارنة بجارتها، فيما تحاول الهند فرض واقع ميداني جديد في كشمير، ما يزيد من تعقيد الموقف.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟