كيف تساعدين طفلك على تكوين الصداقات؟

تعد الصداقات المدرسية جزءًا أساسيًا من تنمية الأطفال وتكوين شخصيتهم، فهي لا تقل أهمية عن التفوق الأكاديمي. إلا أن بعض الأطفال يجدون صعوبة في الاندماج مع أقرانهم، وهنا يأتي دور الوالدين في تعليم مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.

وبحسب تقرير صادر عن معهد تشايلد مايند المتخصص في الصحة النفسية، يمكن للوالدين دعم أطفالهم من خلال التدريب المنزلي على تبادل الأدوار والمشاركة أثناء اللعب، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بطرق إيجابية.

تؤكد عالمة النفس ماري روني أن الأطفال المندفعين قد يواجهون الرفض من زملائهم في الفصل بسبب سلوكهم السريع أو غضبهم عند الخسارة، بينما يشعر الأطفال الأكثر تشتتاً بالضياع داخل مجموعات اللعب. ولذلك توصي بتنفيذ تمارين “لعب الأدوار” في المنزل لتعليمهم كيفية حل النزاعات.

أما بالنسبة للأطفال الخجولين، تقترح الدكتورة راشيل بوسمان تنظيم مواعيد لعب قصيرة ومريحة في المنزل، حيث يمكنهم التفاعل دون قلق. وتضيف أن المهم ليس عدد الأصدقاء، بل نوعية الصداقة، فحتى صديق واحد داعم يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في ثقة الطفل بنفسه.

كما يُنصح الآباء بأن يكونوا قدوة لأطفالهم في السلوك الاجتماعي، وأن يمنحوهم فرصًا تدريجية لممارسة الأنشطة الجماعية أو الأندية التي تناسب ميولهم.
ويشدد الخبراء على أهمية فهم شخصية الطفل، لأن الانطواء ليس نقطة ضعف، بل قد يكون تعبيراً عن حب العزلة الإبداعية.

وفي النهاية تبقى الصداقة بالنسبة للأطفال هي المدرسة الأولى للحياة، حيث يتعلمون المشاركة والتسامح والتواصل، وهي مهارات سترافقهم طوال حياتهم.