رئيس الوزراء: مصر أدت واجبها بمنتهي القوة والشفافية والشرف والحكمة والنزاهة في القضية الفلسطينية

ولم نتخلى عن إخواننا الفلسطينيين يوماً واحداً، رغم كل حملات التشويه والإنكار والتشكيك.
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي.
وبدأ رئيس الوزراء كلمته بتسليط الضوء على أبرز حدث هذا الأسبوع وهو مؤتمر شرم الشيخ للسلام، قائلا: أبدأ حديثي بأبرز حدث هذا الأسبوع، وأعتقد أنه الحدث الأبرز لعام 2025، وهو مؤتمر شرم الشيخ للسلام، الذي انعقد برئاسة مشتركة لمصر والولايات المتحدة الأمريكية، وبحضور عدد كبير من زعماء العالم، وأكثر من 20 رجلا وامرأة. القادة الذين شاركوا معنا جميعا. للاحتفال بتوقيع هذه الاتفاقية التاريخية التي ساهمت في وقف حرب شرسة وكارثية ضد إخواننا في فلسطين استمرت لمدة عامين كاملين.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي قائلا: قبل أن أستعرض تفاصيل القمة التي تمت بشراكة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة قطر الشقيقة، وتركيا، أود أن أؤكد على عدة نقاط رئيسية مهمة للغاية نتذكرها معا. ووسط كل مشاهد الحرب المؤلمة والمأساوية التي كنا نعاني منها جميعا، والتي نرى تفاصيلها كل يوم على شاشات التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، وقفت مصر مع قيادتها وشعبها وقواتها المسلحة وكافة مؤسساتها ودبلوماسيتها. رصينة، أن تقوم بواجبها بمنتهى القوة والشفافية والشرف والحكمة والنزاهة في هذه الحالة منذ اليوم الأول.
وتابع رئيس الوزراء: قواتنا المسلحة كانت واقفة شامخة لحماية حدودنا وأمننا الوطني، ولم ولن تتنازل عن أي حق من حقوق هذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعا. ومدت مصر يد العون لأشقائنا في فلسطين بكل ما نستطيع من قوة في ظل ما أتيحت لنا في ظل هذه الحرب اللاإنسانية التي فرضت على إخواننا في فلسطين، ولم نتخلى عنهم يوما واحدا، رغم كل حملات التشويه والإنكار والتشكيك فيما تفعله مصر. لقد بذلت مصر كل جهودها مع أشقائها في قطر، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وكافة الدول الأخرى في كافة المحافل والمؤتمرات الدولية. لقد اهتمت مصر دائمًا بعرض القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وحقه الدائم في إقامة دولته المستقلة. لقد نجحنا بالفعل في المشاركة مع كافة حلفائنا وأصدقائنا في تشكيل رأي عالمي مليء بالدعم والتأييد للموقف الذي بدأته مصر في هذه الحرب منذ البداية، وهناك الآن رأي عالمي تم تشكيله لدعم الفلسطينيين ودعم فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو ما ظهر بوضوح في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من خلال الاعتراف المتكرر بفلسطين من قبل العديد من الدول.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة المصرية خلال الفترة الماضية، عبر أجهزتها المختلفة سواء الدبلوماسية أو السيادية، أجرت مفاوضات طويلة وشاقة لتحقيق عملية وقف إطلاق النار، سواء تحققت في منتصف الحرب، أو الاتفاق النهائي الذي توج بالنجاح في الأيام القليلة الماضية، مؤكدا وضوح الأمور بالنسبة للدولة المصرية منذ اليوم الأول للحرب مع اختلاف الخطط التي تعددت. ومحاولات المرور بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل وتهجير الأشقاء الفلسطينيين من البلاد. وطنهم الأصلي بحجة الظروف الإنسانية التي يعانون منها، وكذلك المشاكل والتحديات التي يواجهونها، وضرورة التوجه إلى أماكن أخرى تضمن لهم حياتهم وبقاءهم، كما أكد موقف مصر الواضح والرفض لأي محاولات تستهدف تهجير الأشقاء الفلسطينيين، وهو ما يعني تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
وفي هذا الصدد، جدد رئيس الوزراء تحياته وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، قائلا: إن الرئيس السيسي منذ اليوم الأول لهذه الأزمة كان صمام أمن الدولة المصرية، برؤيته الواضحة وموقفه الثابت الذي لم يتغير قيد أنملة في هذا الأمر."وأضاف: من خلال متابعة التصريحات المختلفة وكل مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية نجد أنها هي نفسها منذ اندلاع الأزمة، لافتا إلى أن ما حدث في مؤتمر شرم الشيخ للسلام والاتفاق الذي تم التوقيع عليه يأتي تحقيقا لمختلف الثوابت التي دعت إليها مصر منذ اللحظة الأولى لهذه الأزمة.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال فعاليات مؤتمر شرم الشيخ للسلام، والتي أكد خلالها على ثوابت الدولة المصرية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، وأن كافة الخطوات التي يتم اتخاذها على أرض الواقع اليوم هي مقدمة واستشراف لتحقيق هذا الأمر في المستقبل القريب إن شاء الله.
وأشار رئيس الوزراء إلى أننا تابعناه بكل فخر واعتزاز خلال مؤتمر شرم الشيخ للسلام الذي يعيد لمصر ويذكرنا جميعا بأن مصر كانت دائما رائدة في السلام. وأشار في هذا الصدد إلى ما أشار إليه رئيس الجمهورية خلال كلمته، من أن مصر كانت أول دولة اتخذت هذا القرار خلال السبعينيات، من خلال الزعيم الراحل محمد أنور السادات، للمضي قدما في عملية السلام، مضيفا: اليوم مصر تكرر نفس القضية، ليس لنفسها، ولكن للأشقاء. إن الفلسطينيين، ومن خلال التعاون والتنسيق مع مجموعة من الدول الشقيقة والحليفة والصديقة، بما في ذلك الأشقاء في دولة قطر، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ودولة تركيا، ومختلف الدول الصديقة والداعمة، التي شهد قادتها هذا الاتفاق المهم، يتطلعون إلى استكمال الخطوات المتبقية بعد هذا الاتفاق، والتي نأمل أن تنهي معاناة الشعب الفلسطيني.
وأضاف: نأمل جميعا أنه بعد تثبيت وقف إطلاق النار، سيتم اتخاذ عدة خطوات، أبرزها: إعادة الإعمار، مؤكدا أن مصر ستستضيف مؤتمر إعادة الإعمار خلال الفترة المقبلة، وأنه لا تزال هناك خطوات صعبة وشاقة في عمليات التفاوض، واستقرار الأوضاع على الأرض، والانتقال إلى خطوات أخرى، ولكن أملنا في الله عز وجل، بالإضافة إلى الإخلاص في هذا الملف والتفاوض القوي الذي شهده الجانبان. وتشارك الدول الداعمة لإنجاح هذه المبادرة والاتفاق، وستتكلل هذه الجهود بالنجاح إن شاء الله.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى الادعاءات الموجهة ضد مصر بعدم فتح حدودها لإدخال المساعدات، ودائما ما أكدنا أن المعبر له اتجاهين، رغم أن مصر تسيطر على اتجاه واحد داخل الحدود المصرية، إلا أن الاتجاه الآخر ليس تحت السيطرة المصرية، لافتا إلى أن أوضح دليل على ذلك هو أنه بعد الاتفاق مباشرة كان هناك حجم ضخم من شاحنات المساعدات تدخل من الجانب المصري، لافتاً إلى مشاركة وزيرة التضامن الاجتماعي في المؤتمر الصحفي الذي سيتحدث فيه بالتفصيل عن المساعدات التي تم تقديمها خلال الفترة الأخيرة.
وانتقل رئيس مجلس الوزراء حديثه إلى الشأن الاقتصادي، حيث أوضح أنه خلال جولته بمحافظة القليوبية أشار إلى إعلان… "ستاندرد آند بورز" زيادة ورفع التصنيف الائتماني لمصر، والانتقال من المستوى (B-) إلى (B) مع نظرة مستقبلية مستقرة، لافتاً إلى أن هذا أعلى تصنيف تمنحه المؤسسة لمصر منذ سبع سنوات، وفي نفس الأسبوع أكدت المؤسسة "فيتش" على التصنيف المتقدم لمصر ذات النظرة المستقبلية المستقرة، وبالتالي فإن كل هذا بمثابة شهادة تقدير للخطوات الإصلاحية التي نفذتها الدولة والحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة، والتي أدت إلى تحسن كافة المؤشرات الاقتصادية وأصبحت محل إشادة من جميع أنحاء العالم.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى أبرز ما جاء في التقرير المحدث الصادر عن "صندوق النقد الدولي" والذي رفع توقعاته بزيادة نمو الاقتصاد المصري لعام 2025 من 4% إلى 4.3%، بالإضافة إلى توقعاته بأن يرتفع نمو الاقتصاد المصري خلال عام 2026 إلى 4.5% على الأقل، بالإضافة إلى تأكيده "البنك الدولي" وفي هذا الصدد، رفع توقعاته للاقتصاد المصري إلى أبعد من ذلك، موضحا أن كل هذه المؤسسات الدولية المعنية بالاقتصاد تؤكد أن الدولة المصرية تسير على الطريق الصحيح في برنامج الإصلاح الاقتصادي.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر