وزارة الثقافة و"الشارقة للتراث" يتحاوران في جلسة "أن تكتب مدينة.. الجغرافيا كحكاية"

وزارة الثقافة و"الشارقة للتراث" يتحاوران في جلسة "أن تكتب مدينة.. الجغرافيا كحكاية"
الشارقة في 8 نوفمبر / وام / نظّمت وزارة الثقافة أمس بجناحها في معرض الشارقة الدولي للكتاب وبالتعاون مع معهد الشارقة للتراث جلسةً حواريةً بعنوان “أن تكتب مدينة.. الجغرافيا كحكاية” شارك فيها سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث وفهد المعمري الكاتب والباحث وعلي العبدان الكاتب والفنان التشكيلي.
وناقشت الجلسة حكاية المدن من خلال أدب الرحلة المعاصر مع استدعاء المدونات القديمة التي دوّنها الرحالة والجغرافيون والبلدانيون المسلمون على مدى قرون طويلة وما تحمله من أثر في الوعي الثقافي العربي إضافة إلى ما تمثّله من ذاكرة ثقافية حية أثّرت في الكتّاب العرب المعاصرين كما استكشفت الجلسة رمزية الرحلة في المنام بالعودة إلى الموروث العربي في كتب تفسير الأحلام لتقدّم رؤية جديدة لموقع أدب الرحلة العربي المعاصر في زمن السرعة والتنقّل.
وتحدث في الجلسة الدكتور عبدالعزيز المسلم عن تجربته الخاصة في تدوين المشاهدات والانطباعات من خلال ما يُعرف اليوم بـ”أدب الرحلة المعاصر”، مستعرضًا تجربته في مؤلفيه «مدائن الريح» و«مدونة مسافر» اللذين وثّق فيهما رحلاته حول العالم والمدن التي زارها والعلامات التي استوقفته ومشاهداته وانطباعاته عن المدن والشوارع والمعالم التي زارها حول العالم، مشيرا إلى أن الرحّالة المعاصر يكتب تجربته فور وصوله إلى المدينة أو حتى من المطار في دلالة على ديناميكية العصر وسرعته مقارنة بالماضي الذي اتسم بالتأمل والتمهّل.
من جانبه استعرض فهد المعمري أعمالًا كلاسيكية ونماذج من المدونات القديمة للرحالة والجغرافيين الأوائل الذين أسّسوا لبنية هذا الأدب في الثقافة العربية، مشيراً إلى تجربته في كتاب «تلخيص الصفحات في أدب الرحلات» الذي تناول فيه رحلات عربية مميزة.
وتناول علي العبدان مفهوم الرحلة في المنام محلّلًا دلالاتها في النصوص القديمة والمعاصرة، مشيرًا إلى النظريات الحديثة التي تربط بين الحلم والرحلة والخيال الإنساني، معتبرًا أن الحلم هو نوع من السفر الداخلي الذي يوازي الرحلة الواقعية في المكان.
وأشار إلى أن الموروث العربي في كتب تفسير الأحلام يبرز العلاقة بين الرمز والحلم والسفر في الثقافة العربية وامتداداتها في السرد المعاصر.
وفي ختام الجلسة أكّد المشاركون أن أدب الرحلة العربي يظلّ حاضرًا في الذاكرة وغائبًا في الممارسة، مؤكدين الحاجة إلى إحياء هذا الفن العريق الذي حفظ لنا عبر التاريخ حكايات المدن والناس والمشاهد وجسّد شغف العربي الدائم باكتشاف الجغرافيا عبر الحكاية والذي لا يزال يشكّل ركيزةً أساسيةً في التراث الثقافي العربي إذ حفظ للعرب سجلًا ثريًا من الأسفار والمشاهد والمدونات التي تؤرّخ لتجارب الإنسان عبر الزمان والمكان داعين إلى إحياء هذا اللون الأدبي ومواصلة استثماره في سرد التجربة الإنسانية المعاصرة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam




