صحة و جمال

اكتشاف علمي: 48 مادة في نبات الورد البري لمكافحة السرطان

«خليجيون 24» القاهرة، 28 يناير 2025

في اكتشاف علمي مذهل، تمكن باحثون روس من اكتشاف 48 مادة جديدة في نبات “الورد البري” لم تكن معروفة من قبل، من بينها مركبات ذات فعالية عالية في مكافحة السرطان. هذا الاكتشاف، الذي تم بالتعاون بين عدة مؤسسات بحثية روسية، يفتح آفاقًا جديدة لتطوير أدوية أكثر فعالية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك أورام الدماغ والجلد والعظام. باستخدام تقنية متطورة تعتمد على ثاني أكسيد الكربون تحت ضغط عالٍ، تمكن العلماء من استخراج هذه المركبات بشكل آمن وصديق للبيئة.


اكتشاف مركبات جديدة في الورد البري

تمكن فريق بحثي مكون من علماء من المدرسة الهندسية المتقدمة “أغروبيوتيك” في جامعة تومسك الحكومية، ومعهد فافيلوف للأبحاث الزراعية، وجامعة الدولة الفيدرالية الشرقية، ومركز الأكاديمية الروسية للعلوم الزراعية، من اكتشاف 48 مادة كيميائية جديدة في نبات “الورد البري” لم يتم التعرف عليها سابقًا. ومن بين هذه المواد، تم تحديد مركبين رئيسيين هما “يازيوسيدين” و**”سيرسيليول”**، واللذان يمتلكان خصائص مضادة للسرطان.

فعالية المركبات في مكافحة السرطان

أظهرت الدراسات أن مركب “يازيوسيدين”، الذي تم اكتشافه لأول مرة في ثمار “الورد البري”، قادر على تدمير الخلايا السرطانية في “الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال”، وهو أحد أكثر أنواع أورام الدماغ عدوانية. أما مركب “سيرسيليول”، فقد أثبت فعاليته في مقاومة تطور سرطانات الجلد والقولون وسرطان العظام (“الأورام العظمية”). هذه الاكتشافات تمثل خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات أكثر فعالية لهذه الأمراض المستعصية.

تقنية الاستخراج الصديقة للبيئة

للاستفادة من هذه المركبات، استخدم الباحثون تقنية متطورة تعتمد على ثاني أكسيد الكربون (CO2) تحت ضغط عالٍ، حيث يتم تحويل الغاز إلى حالة “فوق حرجة” تسمح باستخراج المواد الفعالة دون الحاجة إلى استخدام المذيبات العضوية التقليدية مثل الميثانول أو الإيثانول. هذه الطريقة تعد أكثر أمانًا للبيئة، حيث أن ثاني أكسيد الكربون غير سام ولا يسبب الاشتعال، كما يمكن إزالته بسهولة من المنتج النهائي.

تحقيق أقصى استفادة من الورد البري

قام الفريق البحثي بتحديد الظروف المثلى لاستخراج المركبات من ثلاثة أنواع مختلفة من “الورد البري”، وهي: “الورد البري الشائك”، “الورد البري ذو الأذن الكبيرة”، و**”الورد البري المجعد”**. تم ضبط درجات الحرارة بين 50-70 درجة مئوية، والضغط بين 200-250 ضغط جوي، مما سمح باكتشاف 283 مركبًا كيميائيًا، من بينها 48 مركبًا جديدًا لم يتم التعرف عليها من قبل.

تطبيقات مستقبلية واعدة

وفقًا للبروفيسور كيريل غولوكفاست، القائم بأعمال مدير المدرسة الهندسية المتقدمة “أغروبيوتيك”، فإن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تطوير “التعدين الأخضر” للمواد الحيوية النشطة، والتي تحافظ على البيئة وصحة المستهلكين. وأضاف أن الفريق البحثي قد استخدم هذه التقنية بنجاح في دراسات سابقة على نباتات مثل العنب البري والبقدونس البري، مما يعزز إمكانية تطبيقها على نطاق واسع في الصناعات الدوائية.

آفاق جديدة في علاج السرطان

يُعتقد أن هذه الاكتشافات ستساهم في تطوير أدوية جديدة تعتمد على المواد الطبيعية، مما يقلل من الآثار الجانبية للعلاجات الكيميائية التقليدية. كما أن استخدام تقنيات الاستخراج الصديقة للبيئة يعزز الاستدامة في الصناعات الدوائية، مما يجعل هذا الاكتشاف ذا أهمية كبيرة على المستوى العالمي.


يُعد هذا الاكتشاف العلمي علامة فارقة في مجال أبحاث السرطان، حيث يقدم “الورد البري” نفسه كمصدر طبيعي واعد لمركبات فعالة في مكافحة هذا المرض. مع استمرار الأبحاث، قد نرى قريبًا أدوية جديدة تعتمد على هذه المركبات، مما يعطي الأمل لملايين المرضى حول العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى