صراع في صفوف طالبان بشأن تعليم الفتيات: وزير يغادر واحتجاجات تتصاعد

القاهرة: هاني كمال الدين
شهدت حركة طالبان مؤخراً تصاعدًا في الانقسامات الداخلية حول قرارها بمنع الفتيات من استكمال تعليمهن الثانوي. هذا القرار، الذي فرضته الحركة بعد توليها السلطة في أفغانستان في عام 2021، أثار موجة من الانتقادات داخل الحركة نفسها، وأدى إلى مغادرة أحد كبار مسؤولي طالبان البلاد.
الخلفية: منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، إثر الانسحاب الأمريكي الفوضوي، أصبحت السياسات التي تتبعها الحركة أكثر تشددًا، لا سيما فيما يتعلق بحقوق النساء والفتيات. في سبتمبر من نفس العام، فرضت الحركة حظرًا على الفتيات من التعليم الثانوي، ما أثار موجة من الغضب محليًا ودوليًا.
الانقسامات داخل الحركة: وفقًا لتقارير من مصادر مطلعة على داخل حركة طالبان، تزداد الانقسامات بين الأعضاء الأكثر تشددًا في الحركة وأولئك الذين ينتمون إلى الجناح المعتدل. يأتي هذا في وقت حساس، حيث تواصل الحركة فرض قيود شديدة على المجتمع الأفغاني في مجالات عدة، بما في ذلك تعليم الفتيات.
تصريحات المسؤولين: في خطوة غير معتادة، أعلن شير محمد عباس ستانيكزاي، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية في حكومة طالبان، معارضته للقرار خلال احتفال تخرج في ولاية خوست في يناير 2023. وأكد أن منع الفتيات من التعليم ليس من الشريعة الإسلامية، بل هو “اختيار شخصي أو طبيعة للمجتمع” لا تتماشى مع القيم الإسلامية.
المغادرة إلى الإمارات: بعد هذه التصريحات، غادر ستانيكزاي أفغانستان متوجهًا إلى الإمارات العربية المتحدة، ليكون أول وزير رفيع المستوى يترك منصبه بسبب الخلافات الداخلية في الحركة. ورغم محاولات نائب رئيس الحكومة، عبد الغني برادر، لإقناعه بالعودة، إلا أن ستانيكزاي رفض العودة وأصر على موقفه الرافض لسياسات طالبان.
أثر القرار على المجتمع الأفغاني: يؤكد تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن نحو 2.2 مليون فتاة أفغانية حُرمن من التعليم مع بداية العام الدراسي الجديد، نتيجة لهذا القرار. هذا الواقع يزيد من تعميق معاناة الشعب الأفغاني، خصوصًا في ظل القيود التي تفرضها طالبان على حقوق النساء والفتيات.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر