غزة في قلب العاصفة.. شبح المجاعة يخيم على القطاع وسط حصار خانق

كتبت: فاطمة إسماعيل

في وقت تتصاعد فيه أصوات الألم من شوارع غزة وأزقتها المنهكة، يغرق القطاع في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، فمع استمرار الحصار الكامل ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من 45 يومًا، تتدهور أوضاع السكان بوتيرة متسارعة، لدرجة تهدد حياة مئات الآلاف بالجوع والمرض، وسط عجز دولي عن التدخل الفعّال.

مطابخ الإغاثة تتوقف.. والمجاعة تطرق أبواب العائلات

انخفض عدد المطابخ المجتمعية التي كانت توزع وجبات ساخنة من 170 إلى أقل من 80، وسط تحذيرات من توقفها بالكامل خلال أيام معدودة بسبب نفاد التموين. هذه المطابخ كانت آخر ما تبقّى من شبكات الأمان الغذائي في القطاع.

• وفاة 52 شخصًا بسبب الجوع، بينهم 50 طفلًا

• أكثر من 10,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد

• أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة تصل إلى 1400%

تؤكد منظمات دولية أن غزة باتت تشهد مستويات مجاعة حقيقية، وأن الوضع خرج عن السيطرة في ظل استمرار الحصار التام منذ مارس 2025.

انهيار طبي ومعاملة غير إنسانية للمحتجزين

تواجه المستشفيات في غزة شللًا شبه تامًا نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما يُسجل يوميًا تصاعد في عدد حالات الوفاة نتيجة الأمراض المعدية وسوء التغذية.

وفي تطور صادم، اتهمت وكالة الأونروا إسرائيل بإساءة معاملة أكثر من 50 موظفًا تابعين لها خلال فترة احتجازهم، بينهم أطباء ومدرسون، مشيرة إلى استخدامهم كدروع بشرية وتعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي.

 غزة تحت الحصار: لا غذاء.. لا دواء.. ولا ممرات آمنة

منذ 2 مارس، فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على غزة شمل إغلاق جميع المعابر ومنع دخول أي إمدادات، حتى الإنسانية منها. هذه الخطوة تسببت بانهيار المنظومة المعيشية في كامل القطاع، وأدخلت السكان في نفق إنساني مظلم.

• أطول فترة منع للمساعدات منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023

• انهيار شبه كامل لشبكات المياه والكهرباء

• اختفاء الوقود من السوق

محاولات دولية متواضعة ومطالبات بمحاسبة تل أبيب

تقدمت إسبانيا رسميًا بطلب إلى محكمة العدل الدولية تُحمّل فيه إسرائيل مسؤولية التسبب في الكارثة الإنسانية بغزة، مؤكدةً أن ما يحدث يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

في المقابل، تتهم إسرائيل وكالة الأونروا بأنها “تخدم أجندات حماس”، وهو ما نفته الأمم المتحدة بشدة، محذرة من انهيار العملية الإنسانية بالكامل إذا لم يتم السماح بدخول المساعدات فورًا.

 أرقام تروي الكارثة