تقارير

هل تفشل واشنطن في إنقاذ السلام بين روسيا وأوكرانيا؟

كتبت: فاطمة إسماعيل

رغم المساعي الدبلوماسية المكثفة والمفاوضات الجارية خلف الأبواب المغلقة، يبدو أن آمال التوصل إلى اتفاق سلام شامل بين روسيا وأوكرانيا لا تزال بعيدة المنال. فقد اصطدمت جهود الوساطة الأمريكية بجدار من الشروط المتبادلة والتعنت السياسي، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انفجار الوضع الميداني مجددًا.

واشنطن تلوّح بسحب دعمها: “الوقت يداهم الجميع”

في رسالة غير مسبوقة، وجه وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، تحذيرًا صريحًا إلى طرفي النزاع مفاده أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن جهود الوساطة ما لم يتم تقديم مقترحات عملية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقال روبيو: “الوساطة ليست أبدية. نحتاج إلى مؤشرات حقيقية على النية لتحقيق السلام، لا مجرد تصريحات إعلامية.”

اقتراح روسي لهدنة مؤقتة يثير الجدل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام فقط خلال احتفالات “يوم النصر”، وهو ما قوبل بالرفض من أوكرانيا والدول الغربية، واعتُبر محاولة تكتيكية لكسب الوقت.

وأكدت موسكو تمسكها بشروطها، والتي تتضمن:

  • الاعتراف بسيطرتها على أراضٍ أوكرانية.

  • التزام كييف بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.

  • رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

أوكرانيا ترد بحزم: “لسنا بصدد احتفالات بل وقف نزيف دماء”

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أن بلاده لن تقبل بأي هدنة رمزية لا تؤدي إلى حل دائم. كما أعرب عن انفتاحه على هدنة مدتها 30 يومًا، شرط أن تكون شاملة وتُبنى على أساس احترام السيادة الأوكرانية بشكل كامل.

وصرّح قائلاً: “لا نبادل الأرواح بالمواكب. نحن بحاجة لسلام حقيقي، لا استراحة مؤقتة.”

الرياض في قلب الحدث: حوارات دقيقة وفرصة ضيقة

تُجرى حالياً لقاءات دبلوماسية عالية المستوى في العاصمة السعودية الرياض، حيث يُشارك مسؤولون من موسكو وواشنطن بشكل غير مباشر في محادثات تهدف إلى بناء أرضية مشتركة لوقف إطلاق النار، مع التركيز على حماية البنية التحتية الإنسانية في جنوب أوكرانيا ومنطقة البحر الأسود.

وتُعد هذه الاجتماعات فرصة نادرة وسط تصعيد إعلامي وعسكري متواصل.

مع تعنّت الجانبين وتمسك كل طرف برؤيته، تتزايد المؤشرات على أن المفاوضات قد تواجه انهيارًا وشيكًا إذا لم يُحقق اختراق سياسي حقيقي خلال المرحلة المقبلة.

القلق الدولي يزداد، والمجتمع الأوروبي يضغط من أجل حل سريع، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية والأمنية المستمرة للحرب.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى