أخبار العالم

واشنطن تُوسّع ضرباتها.. غارات أمريكية كثيفة تهز صعدة وتكشف عن تحول استراتيجي في اليمن العناوين البديل

كتبت: فاطمة إسماعيل

في الساعات الأولى من اليوم الخميس، الأول من مايو 2025، نفذت القوات الجوية الأمريكية سلسلة غارات مكثفة على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في محافظة صعدة شمالي اليمن، في إطار تصعيد عسكري متسارع يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في موقف واشنطن من الصراع اليمني. هذه العمليات الجوية جاءت عقب تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ما دفع الولايات المتحدة إلى تفعيل خيار الرد العسكري المباشر.

التقرير التالي يرصد تطورات هذا التصعيد، ويحلل أسبابه السياسية والعسكرية، كما يستعرض ردود الفعل الأولية والتداعيات المحتملة على المشهد الإقليمي والدولي.

أولًا: ميدان العمليات – ماذا جرى في صعدة؟

غارات عنيفة على مديرية كتاف

أعلنت مصادر ميدانية يمنية أن ثلاث غارات أمريكية استهدفت مواقع حيوية في مديرية كتاف بمحافظة صعدة، التي تُعد من أبرز معاقل جماعة الحوثي. وتشير المعلومات إلى أن الضربات أصابت مستودعات أسلحة ومراكز اتصالات عسكرية.

توسّع نطاق الاستهداف ليشمل الحديدة وصنعاء والجوف

الغارات لم تقتصر على صعدة وحدها، بل طالت أيضًا مواقع في محافظة الحديدة، وأطراف العاصمة صنعاء، وكذلك محافظة الجوف. استهدفت الضربات منصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة، بالإضافة إلى مخازن لوجستية يستخدمها الحوثيون في شنّ هجماتهم البحرية.

تأكيد حوثي وتنديد إعلامي

وسائل الإعلام التابعة للحوثيين أكدت تنفيذ الغارات، ووصفتها بـ”العدوان الأمريكي المباشر”، معلنة أنها تحتفظ بحق الرد. ولم تعلن الجماعة عن حجم الخسائر الناتجة عن الهجمات.

ثانيًا: الخلفيات السياسية والعسكرية للتصعيد

البحر الأحمر في قلب المعركة

تزامنت الغارات مع تصعيد غير مسبوق من قبل الحوثيين ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر. وقد اعتبرت واشنطن أن هذه الهجمات تمثل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، ما استوجب الرد عبر عمليات عسكرية نوعية.

تصعيد أمريكي ضد إيران عبر اليمن

التصعيد الأمريكي في اليمن يُقرأ أيضًا في سياق أوسع، مرتبط بتوتر العلاقات بين واشنطن وطهران، لا سيما مع استئناف المحادثات النووية. الولايات المتحدة ترى أن استهداف الحوثيين هو وسيلة للضغط غير المباشر على إيران.

دبلوماسية بالتوازي مع القوة

رغم التصعيد العسكري، لا تُغلق واشنطن الباب أمام الحلول السياسية. لكنها تسعى إلى تعديل موازين القوى ميدانيًا لإعادة فرض شروط جديدة على طاولة المفاوضات.

ثالثًا: الغموض في المواقف الرسمية وردود الفعل الدولية

صمت أمريكي رسمي

حتى لحظة إعداد التقرير، لم تُصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيانًا رسميًا حول طبيعة الغارات وأهدافها التفصيلية، ما يزيد من الغموض ويمنح المجال للتكهنات السياسية.

ردود حوثية متوقعة وصمت حكومي

بينما سارعت جماعة الحوثي إلى التنديد بالهجمات، غابت التصريحات الرسمية عن الحكومة اليمنية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول التنسيق السياسي والعسكري مع واشنطن.

المجتمع الدولي يراقب

لم تصدر حتى الآن مواقف صريحة من الجهات الدولية الفاعلة مثل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، سوى دعوات عامة إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.

رابعًا: التقييم العسكري والنتائج الأولية

أهداف محسوبة لضرب البنية التحتية العسكرية

تشير طبيعة الأهداف المستهدفة إلى رغبة أمريكية في تقويض القدرات العملياتية للحوثيين، خاصة ما يتعلق بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة.

عنصر المفاجأة في توقيت التنفيذ

شُنّت الغارات في توقيت مبكر من الفجر، ما يمنح العملية عنصر المفاجأة ويقلل من فرص التحرك الحوثي السريع للرد، ويدل على جمع استخباراتي دقيق قبل التنفيذ.

خامسًا: السيناريوهات المحتملة لما بعد الضربات

1. استمرار وتوسيع العمليات العسكرية

في حال لم تتوقف الهجمات الحوثية على السفن الدولية، من المرجح أن تتوسع العمليات الأمريكية لتشمل مواقع أوسع وربما تشمل مناطق حدودية مع السعودية.

2. تصعيد إيراني إقليمي

قد تواجه واشنطن ردًا إيرانيًا غير مباشر عبر وكلائها في العراق وسوريا، ما يفتح بابًا لتوسيع رقعة الاشتباك الإقليمي.

3. تحرك دبلوماسي دولي لكبح الانفجار

في المقابل، قد تبرز مساعٍ دبلوماسية دولية للوساطة والتهدئة، خاصة مع قلق عالمي من انزلاق الأوضاع في اليمن إلى مرحلة حرب مفتوحة.

الغارات الأمريكية على صعدة في الأول من مايو تمثل تحوّلًا نوعيًا في مسار الصراع اليمني، وتكشف عن استعداد واشنطن للرد المباشر على التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتقليص النفوذ الإيراني عبر ضرب وكلائه، يقف اليمن مرة أخرى على مفترق طرق حرج، بين احتمالات التصعيد الواسع أو العودة إلى طاولة التفاوض بشروط جديدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟