تقارير

حرائق غابات مدمّرة تضرب إسرائيل.. تداعيات بيئية واقتصادية ودولية متسارعة

كتبت: فاطمة إسماعيل

تشهد إسرائيل موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق مختلفة غرب القدس، ما أجبر السلطات على إعلان حالة الطوارئ الوطنية، وإخلاء عدد من التجمعات السكانية، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الاقتصاد والسمعة الدولية للبلاد.

تفاصيل الحرائق: النطاق والدمار

اندلعت الحرائق بدايةً في مناطق غابات قرب بيت شيمش ومشيلات تسيون وبيت مئير، وتوسعت بسرعة مدفوعة برياح قوية ودرجات حرارة مرتفعة. أدت النيران إلى تدمير مئات الدونمات من الأحراش والمناطق الزراعية، وإصابة 17 من رجال الإطفاء و12 مدنيًا، فيما جرى إخلاء آلاف السكان من منازلهم.

أُغلقت طرق رئيسية مثل الطريق السريع رقم 1 الرابط بين تل أبيب والقدس، مما تسبب في شلل مروري كبير وأثر على حركة التنقل والتجارة.

الاستجابة الوطنية والدولية

أطلقت السلطات الإسرائيلية واحدة من أكبر عمليات الإطفاء في تاريخها، بمشاركة أكثر من 119 فرقة إطفاء و10 طائرات. واستُعين بالجيش الإسرائيلي للمساهمة في عمليات الإخلاء والمراقبة الجوية.

كما طلبت إسرائيل دعمًا دوليًا عاجلًا، حيث استجابت كل من إيطاليا، كرواتيا، قبرص، أوكرانيا، ورومانيا بإرسال طائرات متخصصة في إخماد الحرائق، في مشهد يعكس اعتماد إسرائيل المتزايد على الدعم الخارجي في مواجهة الكوارث الطبيعية.

التأثيرات الاقتصادية

تشير التقديرات الأولية إلى أن الحرائق قد تُلحق خسائر اقتصادية بملايين الدولارات، تشمل:

  • تلف البنية التحتية الزراعية والغابات التجارية.

  • توقف الأنشطة الاقتصادية في المناطق المتضررة.

  • ارتفاع تكاليف التأمين والنقل، خاصة بعد إغلاق الطرق الحيوية.

  • زيادة الضغط على الميزانية العامة في ظل التكاليف الضخمة لعمليات الإطفاء والإجلاء.

كما يُتوقع أن تتأثر الاستثمارات في قطاع الزراعة والسياحة البيئية سلبًا، مع تراجع ثقة المستثمرين في قدرة الدولة على التعامل مع التغير المناخي والكوارث الطبيعية.

انعكاسات دولية وصورة إسرائيل أمام العالم

على الصعيد الدولي، أثارت الحرائق نقاشًا واسعًا حول الاستعداد الإسرائيلي لمواجهة الكوارث البيئية في ظل التغير المناخي. كما سلطت الأضواء على اعتماد إسرائيل على المجتمع الدولي في مواجهة الأزمات، وهو ما قد يؤثر على صورتها كقوة إقليمية تعتمد على قدراتها الذاتية.

وفي السياق ذاته، أثارت منظمات بيئية إسرائيلية ودولية مخاوف من أن الحرائق قد تُسرّع من انقراض أنواع نباتية نادرة وتؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي في المنطقة.

التحقيقات والمخاوف المستقبلية

حتى الآن، لم يُعلن عن سبب محدد للحرائق، بينما تواصل الجهات المختصة التحقيق في إمكانية وجود عوامل بشرية أو إهمال وراء اندلاعها. ويخشى الخبراء من أن تشهد البلاد موجات مماثلة خلال الصيف القادم في حال لم تُتخذ إجراءات صارمة للتعامل مع أزمات المناخ.

تشكل حرائق الغابات الأخيرة في إسرائيل تحديًا بيئيًا واقتصاديًا غير مسبوق، يكشف عن هشاشة البنية التحتية في مواجهة التغيرات المناخية، ويطرح أسئلة جدية حول قدرة الدولة على التعامل مع كوارث طبيعية بهذا الحجم، وسط تزايد التبعات محليًا ودوليًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى