تقارير

افتتاح منتدى أستانا 2025.. توكاييف يدعو لسياسة الحوار ومواجهة النزاعات والتفاعل البناء  

كتب: د. عبد الرحيم عبد الواحد 

 

أستانا – أكد الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف أن بلاده تنظر إلى هذا العالم المضطرب من زاوية التفاعل البنّاء، محذرا من خطر تزايد استخدام الأسلحة النووية، ومشدداً في الوقت نفسه خلال كلمته الافتتاحية لمنتدى استانا الدولي 2025 في العاصمة الكازاخية اليوم – الثلاثاء- على خطورة النزاعات الحالية في العالم التي أصبحت أكثر تعقيداً واستدامة، وداعيا إلى انتهاج سياسة أولوية الحوار بدلاً من الانقسام، واحترام الحقوق السيادية للدول.

وأضاف الرئيس توكاييف خلال المنتدى الذي يحمل عنوان “تواصل العقول، وتشكيل المستقبل”، وبحضور الرئيس الرواندي بول كاغامي، ورئيسة مقدونيا الشمالية غوردانا سيلجانوفسكا دافكوفا، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وعدد كبير من الخبراء الدوليين وممثلي عالم الأعمال والمسؤولين الحكوميين:” نلتقي اليوم في لحظة فارقة من التاريخ، وسط حالة عميقة من عدم اليقين العالمي. وقد يرى البعض أن هذا الوقت يمثل مفترق طرق أو نقطة تحول في الشؤون الدولية، إلا أننا نؤمن أن مثل هذه التوصيفات من الأفضل أن تُترك للمؤرخين. أما الأهم اليوم، فهو كيف سنستجيب لهذا الواقع، فالخيار بين أيدينا—في القرارات التي نتخذها والقيم التي نتمسك بها”.

 

وقال الرئيس: “لا تزال الصراعات والحروب تنتشر عبر القارات والمجتمعات، حيث شهد العام الماضي وجود نزاعات مسلحة في 52 دولة حول العالم. وفي الوقت ذاته، بلغ الأثر الاقتصادي للعنف ما يقارب 19 تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل نحو 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومع ذلك، فإن ما يتجاوز هذه الأرقام هو واقع أكثر إزعاجاً: فالنزاعات الحديثة أصبحت أكثر تعقيداً واستدامة، وتشارك فيها أطراف متعددة، بما في ذلك جماعات غير حكومية، وتغذيها مشاعر الغضب والظلم المتجذرة”.

وأوضح الرئيس توكاييف:”في خضم هذه التحديات، يبرز عامل جديد يغير ملامح المستقبل—وهو الذكاء الاصطناعي. إن هذه التكنولوجيا المتقدمة تعيد تشكيل عالمنا، وتفتح آفاقاً جديدة للتفكير والحلول تتجاوز مفاهيم الماضي وخلافاته. وفي ظل هذا الواقع المتجدد، تبدو الصراعات العسكرية، المبنية على أحكام تاريخية أو عداءات سياسية، أمراً متجاوزاً بل وغريباً في غير محل”.


وقال: “في هذه اللحظة الحاسمة، فإن الخيارات التي نتخذها والقيم التي نؤمن بها هي التي ستحدد مسارنا نحو المستقبل، هي الذكاء الاصطناعي يمثل تحوّلاً جذرياً، وفرصة لاحتضان الابتكار ورسم طريق نحو مستقبل تسوده السلام الدائم والتعاون العالمي، ليكون ذلك واقعاً ملموساً لا مجرد حلم.”

وشدد الرئيس توكايف على أن بلاده في سياستها الخارجية، على أولوية الحوار بدلاً من الانقسام، وقال:على احترام الحقوق السيادية للدول، ولا يمكننا القبول بالغرور القومي أو تجاهل التقاليد التاريخية والثقافية للشعوب. وفي الوقت ذاته، لا بد من احترام حق جميع الأقليات القومية في التحدث بلغاتها وتطوير ثقافاتها، ولهذا السبب، فإننا في كازاخستان نتمسك بحزم بمبدأ ‘الوحدة في التنوع”.

وحذر الرئيس من خطر تزايد استخدام الأسلحة النووية وقال:” قد يحدث بسبب خطأ في التقدير أو حادث غير مقصود أو تصعيد عسكري، إن مجرد انفجار واحد يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. ويعتقد العلماء أن هذه العواقب لا تقتصر فقط على الدمار المباشر، بل قد تتسبب أيضاً في كارثة مناخية عالمية وتؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية”. وأوضح الرئيس توكاييف:”نحن في كازاخستان نعرف ما يعنيه هذا جيداً، فقد ظللنا نعاني حتى اليوم من الآثار التاريخية لـ 450 تجربة نووية أُجريت على أراضينا، ومن أجل السلام، تخلينا طواعية عن الترسانة النووية التي ورثناها، واليوم، نواصل الدعوة لعدم انتشار الأسلحة النووية والبيولوجية”.

وقال:”علينا أن ندرك أن تهديدات الأمن العالمي لا تقتصر فقط على الأبعاد الجيوسياسية. فالوضع العالمي الراهن مستمر في التغير، وهناك تصاعد في الحمائية، في حين أن التعددية تمر بحالة من التراجع، وفي ظل هذه الحالة من عدم اليقين، تصبح المهمة الأساسية هي الحفاظ على التعاون القائم، والعمل على استعادته إذا ما تم تقويضه”.

 

 

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى