مؤتمر صحفي لوزير الإعلام يسلط الضوء على خطط الحكومة القادمة

كتبت/ مي عبد المجيد
عقد وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة المصطفى مساء الجمعة مؤتمراً صحفياً تطرّق فيه إلى آخر مستجدات عمل الحكومة السورية، متناولاً الإنجازات والتحديات، وأفق الانفتاح الاقتصادي، ودخول الاستثمارات الأجنبية والعربية بعد رفع العقوبات الدولية عن سوريا.
وأعلن الوزير المصطفى أن رئيس الجمهورية أحمد الشرع شدد خلال ترؤسه الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء على ضرورة تهيئة بيئة مناسبة للاستثمار، من خلال تشريعات جديدة وضمان حرية حركة الأموال، مؤكداً أن البلاد انتقلت إلى مرحلة جديدة من استعادة المكانة الدولية بعد استكمال بناء الثقة.
وأوضح الوزير أن الرئيس طرح خلال الاجتماع مجموعة توجيهات أبرزها دعوة للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات الطاقة والسياحة والصناعة، إضافة إلى المناطق الحرة والسكك الحديدية، كاشفاً عن قرب صدور قانون استثمار جديد لدعم هذه التوجهات.
ولفت الوزير إلى أن الرئيس أعاد التأكيد على أهمية “المعركة ضد الفقر”، باعتبارها معركة متعددة الأوجه تشمل التعليم والتأهيل البشري الذي يرتبط مباشرة بالإنتاج كماً ونوعاً.
إصلاحات مالية واسعة
أشار الدكتور المصطفى إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إصلاحات مالية واسعة تشمل نظم الدفع والعملات الرقمية، بما يواكب التطورات العالمية، مضيفاً أن الرئيس شدد على ضرورة مكافحة الفساد، والحفاظ على الأمن، وتعزيز التنسيق بين الوزارات.
وبيّن الوزير أن وزير الخارجية أسعد الشيباني قدم عرضاً حول تطورات السياسة الخارجية خلال الأشهر الستة الماضية، وتضمّن رفع العقوبات وعودة التمثيل الدبلوماسي، وافتتاح قنصليات جديدة في جدة وغازي عنتاب، وبون الألمانية.
واستعرض الوزير ما قدمه وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة بشأن إعادة هيكلة الجيش السوري، مشيراً إلى إصدار بطاقات عسكرية وتنظيمية، ومقترح بترفيع نحو 2500 ضابط منشق، والتنسيق مع وزارة الداخلية في ملفات التهريب والسلاح والمجموعات المسلحة.
وتحدث الوزير عن مداخلة وزير المالية محمد يسر برنية التي تناولت إعداد موازنة 2025، مشيراً إلى أن العجز سيتم تغطيته من المنح والصكوك، بينما أشار حاكم مصرف سوريا المركزي إلى مشروع طباعة عملة جديدة، وأكد وجود أزمة ثقة لا أزمة سيولة في القطاع المصرفي.
أضاف المصطفى أن وزير التنمية الإدارية محمد حسان السكاف استعرض خطط إعادة هيكلة الجهات العامة وتحقيق الكفاءة المؤسسية، بما يحدّ من البطالة المقنعة ويواجه الفائض الإداري.
أكد الوزير أن التحديات الراهنة مرتبطة بإرث النظام السابق والتدهور الإداري، إلى جانب آثار العقوبات، مشيراً إلى انتقال الوزارات حالياً من الخطط الإسعافية إلى خطط مرحلية واستراتيجية متوسطة وطويلة الأمد.
زيادة في الرواتب
أوضح الوزير أن عملية التنمية تشمل البنى التحتية والمناطق المحررة والمخيمات، مؤكداً بدء العودة من المخيمات إلى مناطق الاستقرار، ووجود استثمارات إقليمية وخليجية، بعضها سعودي سيتم الإعلان عنه قريباً.
وشدّد المصطفى على أن الحكومة بقيادة الرئيس أحمد الشرع تعمل بشكل متواصل، مشيراً إلى أن موازنة العام المقبل ستتضمن زيادات معتبرة في الرواتب، سيُعلن عنها قريباً.
وصرّح الوزير بأن رفع العقوبات تم من دون شروط مسبقة، بحسب تأكيد المبعوث الأميركي توماس باراك، الذي أشاد أيضاً بأداء الحكومة السورية، معتبراً أنها تعمل بشجاعة ومثابرة.
ولفت المصطفى إلى أن الحكومة التزمت ببنود الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، داعياً الطرف الآخر إلى الإيفاء بالتزاماته، لا سيما في ما يخص حرية العمل الصحفي وإطلاق سراح المعتقلين.
وكشف الوزير أن الحكومة تدرس إدراج اللغة الكردية في نشرات التلفزيون الرسمية، في إطار نهجها الداعم للتنوع الثقافي واللغوي المنصوص عليه في الإعلان الدستوري.
وأكّد الوزير أن الحكومة تواصلت مع قوى السويداء لتلبية مطالبها، إلا أن بعض هذه القوى تراجعت عنها، مشيراً إلى تصرفات اعتبرها لا تعبّر عن الوطنية، ومؤكداً أن العقلاء مطالبون بنبذ الدعوات إلى التدخل الخارجي.
رداً على سؤال حول الاعتداءات الإسرائيلية، أوضح الوزير أن هناك مفاوضات غير مباشرة قائمة ترتبط باتفاقية فصل القوات لعام 1974، وتتمسك الحكومة بالالتزام بها.
الواقع الإعلامي
أكد الوزير أن الوزارة تعمل على تفعيل المكاتب الإعلامية في المؤسسات الرسمية، وتعيين ناطقين رسميين، إلى جانب التعاون مع الإعلام المستقل، ومراجعة القوانين الخاصة بمنح التراخيص الإعلامية.
وصرّح الوزير أن الإعلام الوطني يجب أن يقوم على الموضوعية، ويمثّل الدولة والمجتمع لا الحكومة فقط، مؤكداً ضرورة تقديم خطاب متنوع يعكس شرائح المجتمع المختلفة ويبتعد عن البروباغندا.
واختتم المصطفى حديثه بالتشديد على أن مواجهة الأخبار المضللة تكون عبر دعم الإعلام المهني، سواء أكان حكومياً أم خاصاً أم دولياً، ما دام يتعامل بموضوعية، قائلاً: “ما دام المحتوى موضوعياً، فنحن نرحب به، حتى لو كان نقدياً”.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

