الاتحاد الأوروبي يحذر من مخاطر تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا

القاهرة: هاني كمال الدين
يشهد العالم في الوقت الراهن تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا بصورة تنذر بعواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي. فقد تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا بعد أن شنت القوات الجوية الأمريكية هجومًا استهدف منشآت نووية إيرانية حساسة، في خطوة وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها مفصلية في إطار مواجهة طموحات إيران النووية.
وفي خضم هذا التصعيد المقلق، دعت رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كايا كاللاس عبر صفحتها في منصة “إكس” كل من إيران، وأمريكا، وإسرائيل إلى وقف التصعيد فورًا والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكدت أن تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط بأسره، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار كسبيل وحيد لتجنب المزيد من التصعيد الخطير.
وأشارت كاللاس إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون هذه الأزمة في اجتماعهم المقبل يوم الاثنين 23 يونيو في لوكسمبورغ، حيث سيضع تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا على رأس جدول أعمالهم، في محاولة لإيجاد مخرج سلمي للأزمة قبل انفجارها.
وأضافت كاللاس في تحذير صريح أن السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية سيشكل تهديدًا خطيرًا على أمن المنطقة والعالم، مؤكدة ضرورة منع إيران من امتلاك هذا السلاح عبر الوسائل الدبلوماسية والرقابة الدولية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فجر 22 يونيو عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية: فوردو، ناتانز، وأصفهان. ووصف ترامب هذه العملية بأنها “لحظة تاريخية” لأمريكا وإسرائيل والمجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذا النجاح العسكري يجب أن يدفع طهران للجلوس مجددًا إلى طاولة المفاوضات.
وأوضح ترامب أن تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا نتج عن رفض طهران الالتزام بالاتفاقيات النووية واستمرارها في تخصيب اليورانيوم بنسب مرتفعة، محذرًا من أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن اتخاذ إجراءات جديدة إذا استمرت إيران في تحدي المجتمع الدولي.
وفي المقابل، أعربت عدة عواصم أوروبية ودولية عن قلقها الشديد من تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا، محذرة من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اندلاع صراع شامل يهدد استقرار المنطقة والعالم بأسره. وأكد مراقبون أن هذا التصعيد يفتح الباب أمام تدخلات أطراف إقليمية ودولية أخرى، ما قد يزيد من تعقيد المشهد.
من جانبها، لم تصدر إيران بيانًا رسميًا مفصلًا حول حجم الأضرار، لكن مصادر إعلامية إيرانية أكدت إصابة منشآت تخصيب اليورانيوم بأضرار جسيمة قد تعيق البرنامج النووي مؤقتًا. وفي رد فعل أولي، عقد مجلس الأمن القومي الإيراني اجتماعًا طارئًا أكد خلاله المسؤولون الإيرانيون استعدادهم للرد الحاسم في حال تكرار الهجمات.
أما في إسرائيل، فقد رحبت الحكومة بالهجوم الأمريكي واعتبرته خطوة حاسمة لردع إيران، حيث أكد مسؤولون إسرائيليون أن التنسيق بين تل أبيب وواشنطن سيظل حجر الزاوية في استراتيجية الردع الإقليمي.
وسط هذا المشهد المتفجر، يتصاعد الضغط الدولي لمحاولة كبح جماح تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا قبل أن يتحول إلى حرب إقليمية واسعة. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كافة الأطراف إلى ضبط النفس والعودة إلى المفاوضات تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددًا على أن الدبلوماسية تظل الطريق الوحيد لمنع امتلاك إيران للسلاح النووي.
ويرى محللون أن تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا يهدد بإفشال أي جهود لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، خصوصًا مع تمسك الأوروبيين بضرورة وضع آليات رقابية صارمة تمنع إيران من استغلال أي ثغرات مستقبلية.
أما داخل الولايات المتحدة، فقد أثار قرار ترامب جدلاً سياسيًا واسعًا بين مؤيدين يرون في الهجوم ضرورة أمنية لحماية المصالح الأمريكية، ومعارضين يحذرون من عواقب الدخول في حرب مفتوحة قد تضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة.
وفي ضوء استمرار تصاعد التوتر النووي بين إيران وأمريكا، تتزايد المطالبات الأوروبية والدولية بتحرك عاجل لإعادة جميع الأطراف إلى مسار الحلول السلمية قبل أن تتدهور الأوضاع بشكل غير قابل للسيطرة، في أزمة قد تضع الشرق الأوسط أمام أحد أخطر مفترقاته منذ عقود.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر