الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار فرصة لتجنب تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار فرصة لتجنب تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي للملف النووي الإيراني
جاء ذلك في جلسة الإحاطة نصف السنوية التي عقدها مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء بشأن تطبيق القرار 2231، والذي أيد خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني. يشار إلى أن اجتماع اليوم هو آخر إحاطة بموجب القرار 2231 الذي سينتهي مفعول سريانه في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وقالت المسؤولة الأممية إن الخطة – التي تم اعتمادها في عام 2015 لضمان الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الإيراني – واجهت العديد من التحديات، وكان آخرها التصعيد العسكري الخطير الذي شهدته المنطقة.
وقالت السيدة ديكارلو إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الولايات المتحدة “يعد إنجازا مهما من شأنه أن يسحب إيران وإسرائيل والمنطقة من حافة الهاوية”، وأكدت أن شعبي إيران وإسرائيل قد عانيا كثيرا بالفعل.
وفقا لوزارة الصحة الإيرانية، قتل منذ ما لا يقل عن 606 أشخاص منذ بدء الصراع، منهم 107 قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأصيب 5332 آخرون. فيما قتل 28 شخصا وجرح 1472 في إسرائيل، وفقا للسلطات هناك.
وذكّرت السيدة ديكارلو المجلس بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي رصدت زيادة كبيرة في إنتاج وتراكم اليورانيوم عالي التخصيب من قبل إيران، مضيفة أن الوكالة فقدت استمرارية معرفتها بالعديد من جوانب البرنامج النووي للبلاد حيث لم تتمكن من القيام بأنشطة التحقق والرصد منذ أكثر من أربع سنوات.
كما أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر في أيار/مايو إلى أنها “غير قادرة على التحقق من إجمالي مخزون اليورانيوم المخصب في البلاد، ولم تفعل ذلك منذ شباط/فبراير 2021”.
وقالت وكيلة الأمين العام إن جوهر هذا الصراع يكمن في طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وأضافت: “بعد الاشتباكات المميتة التي جرت خلال الأيام الاثني عشر الماضية، يعد اتفاق وقف إطلاق النار فرصة لتجنب تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي للقضية النووية الإيرانية”.
قالت السيدة ديكارلو إن الدبلوماسية والحوار والتحقق لا تزال الخيار الأمثل لضمان الطابع السلمي الخالص للبرنامج النووي الإيراني، وتحقيق فوائد اقتصادية ملموسة للشعب الإيراني. وأكدت مجددا على ما أدلى به الأمين العام من استعداد الأمم المتحدة لدعم جميع الجهود التي تعزز السلام والحوار والاستقرار في المنطقة.
وأشارت إلى أن المنظمة ستواصل دعم تنفيذ القرار 2231 حتى تاريخ انتهائه، المحدد في 18 تشرين الأول/أكتوبر، ما لم يقرر المجلس خلاف ذلك.
الاتحاد الأوروبي
رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة، السفير ستافروس لامبرينيدس، قال إن “هذه الجلسة تُعقد في ظل ظروف بالغة الخطورة، مع دورة تصعيد خطيرة في أعقاب العمل العسكري ضد المواقع المتعلقة بالبرنامج النووي في إيران”. وأشار إلى تزايد خطر خروج هذا الصراع عن السيطرة بسرعة – مع “عواقب كارثية على المدنيين، والمنطقة، والعالم”.
وأضاف أنه بعد أربعة أشهر من الآن، لن يكون مجلس الأمن معنيا بمسألة الملف النووي الإيراني بموجب القرار 2231 (2015)، مؤكدا بشكل عاجل على ضرورة العودة إلى حل دبلوماسي. وقال: “لا يمكن التوصل إلى حل دائم للملف النووي الإيراني إلا من خلال صفقة تفاوضية، وليس العمل العسكري”.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعملا منسقا لعمل اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، والتي تتألف من الأطراف الحالية في الخطة — الصين، فرنسا، ألمانيا، إيران، روسيا، والمملكة المتحدة. كانت الولايات المتحدة طرفا أصليا في خطة العمل الشاملة المشتركة لكنها انسحبت في عام 2018.

سلوفينيا
بصفته ميسّر مجلس الأمن المعني بتطبيق القرار 2231 (2015)، وصف مندوب سلوفينيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير صمويل زبوغار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) بأنها “بلا شك أحد أعظم إنجازات التعددية في العقد الماضي“، مشيرا إلى أنها أرست نظاما قويا عالجت، بشكل شامل، قضية أمن دولي ملحة.
ومع ذلك، فقد عانت الخطة من انتكاسات في السنوات الأخيرة، كما أشار، معربا عن أسفه لانسحاب الولايات المتحدة منها و”تراجع إيران تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة”. وأكد أن إعادة إرساء التعاون البناء لإيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر أساسي وسيساعد البلاد على استعادة ثقة المجتمع الدولي بشأن أنشطتها النووية.

الولايات المتحدة
من جانبها، قالت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا إن فشل إيران في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي “أدى إلى إطالة أمد الصراعات وترسيخ حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها لسنوات عديدة”.
وقالت إن أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التحقق والرصد “يُظهر بوضوح أن إيران واصلت تسريع أنشطتها النووية دون أي مبرر مدني موثوق”.
وأعربت السيدة شيا عن أسفها لأن بعض أعضاء هذا المجلس “اختاروا غض الطرف عن – إن لم يكن تشجيع – عدم امتثال إيران”، مضيفة أن بلادها لن تفعل ذلك.
وقالت إن الهدف مما وصفتها بـ “العملية التاريخية” التي نفذتها بلادها كان إضعاف قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي و”تخفيف التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل والمنطقة، وعلى نطاق أوسع، على السلم والأمن الدوليين”.
واختتمت كلمتها بالقول: “في هذه اللحظة الحرجة، يجب علينا جميعا حث إيران على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام والازدهار – والوفاء بالتزاماتها الدولية”.
إيران
مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني قال إننا اليوم “أقرب إلى الدبلوماسية من أي وقت مضى”، وشكر “دولة قطر الشقيقة والصديقة” على جهودها الدبلوماسية المخلصة لإنهاء “العدوان الإسرائيلي” على بلاده ومنع المزيد من تصعيد التوترات الإقليمية.
أكد السيد إيرواني على ضرورة انتهاء العمل بالقرار 2331 في موعده المحدد، مضيفا أن إيران ترفض “أي محاولة لإحياء بنود منتهية الصلاحية تحت أي ذريعة”.
وقال السيد إيرواني إن “ازدواجية المعايير صارخة”، موضحا أنه بينما تحتفظ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بترسانة نووية هائلة “وتتغاضى عن مخزون إسرائيل غير المعلن، فإنها تزعم زورا أن برنامج إيران السلمي يهدد السلم والأمن الدوليين”.
وقال إن الإجراءات “التصحيحية” التي اتخذتها بلاده عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق تتوافق تماما مع الخطة والقرار 2331، “وكانت تهدف فقط لاستعادة التوازن وتشجيع جميع الأطراف على العودة إلى التزاماتها”.
وقال إن إيران لم تبدأ هذه الحرب أبدا، وبمجرد توقف العدوان، أوقفت “ردها العسكري المشروع أيضا”. وأضاف قائلا: “الحرب الطويلة وواسعة النطاق التي اعتقدوا أنها ستجبر إيران على ما يسمى بالاستسلام غير المشروط وتجعلها تتخلى عن برنامجها النووي السلمي من خلال الترهيب والتهديد واستخدام القوة قد فشلت بشكل أوضح من أي وقت مضى”.
وقال السفير الإيراني إن هذا “هذا يثبت حقيقة بسيطة بشكل أوضح من أي وقت مضى، أن الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لحل الأزمة غير الضرورية بشأن برنامج إيران السلمي”.
إسرائيل
المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة السفير داني دانون قال إن بلاد – ومنذ إطلاق عملية “الأسد الصاعد” – عملت على إزالة تهديد وجودي مزدوج يتمثل في التهديد النووي والصواريخ الباليستية. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي حقق “تفوقا جويا كاملا فوق طهران، ووجّه ضربة قاسية للقيادة العسكرية، ودمر العشرات من أهداف النظام الإيراني”.
واتهم إيران بخداع العالم لسنوات، مستخدمة الدبلوماسية غطاء للمضي قدما في برنامجها النووي، حسبما قال، مشيرا إلى أنه “لا يزال هناك وقت لاتخاذ إجراءات فعّالة وحاسمة لضمان عدم عودة خطر إيران النووية أقوى من ذي قبل”.
وأضاف: “لقد حققت قواتنا هدف عمليتنا في إزالة هذه التهديدات بالتنسيق الكامل مع الرئيس ترامب. وافقت إسرائيل على اقتراح الرئيس ترامب بوقف إطلاق النار، ونشكر الولايات المتحدة على دعمها ودورها الحاسم في إزالة التهديد النووي الإيراني”.
يمكنكم متابعة البث الحي للاجتماع (بالترجمة الفورية إلى اللغة العربية) في الفيديو أدناه.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : un