دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تطلق معرضها المتنقل "حبر من ذهب "

دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تطلق معرضها المتنقل "حبر من ذهب "
أبوظبي في 8 أكتوبر/وام/ أطلقت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتعاون مع جامعة ماكغيل الكندية معرضها المتنقّل “حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية”، لتسليط الضوء على غنى وجمال وثراء تراث المخطوطات العربية والإسلامية وما تركته من أثر عالمي بارز.
وجاء اختيار “قصر الوطن ” محطة أولى للمعرض نظراً لمكانته منارة ثقافية ومعمارية تحتفي بالإرث الحضاري، ولما يمثله من رمز وطني وثقافي يجمع بين العمارة الفريدة والمحتوى المعرفي الغني.
فالقصر لا يُعد مجرد معلم سياحي، بل يُجسّد رؤية دولة الإمارات في ترسيخ قيم الحوار والانفتاح الثقافي، ويُبرز دور المعرفة في بناء الجسور بين الحضارات.
يستمر المعرض على مدار 6 أشهر ضمن إقامة فنية خاصة، على أن ينتقل في يناير 2027 إلى جامعة ماكغيل في كندا، ليواصل رحلته في عرض هذا التراث أمام جمهور عالمي.
تُجسد هذه المبادرة – التي انطلقت من قصر الوطن في العاصمة أبوظبي – ريادة دولة الإمارات في صون التراث وضمان استدامته، وتُبرز جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تنظيم وعرض التراث الفكري العربي والإسلامي وتفسيره أمام الجمهور العالمي.
ويتضمن المعرض مجموعة حصرية من كنوز مقتنيات مكتبات أبوظبي، إلى جانب مساهمات بارزة من جامعة ماكغيل ومتحف زايد الوطني ومتحف اللوفر أبوظبي ومجموعات خاصة مرموقة في دولة الإمارات، مما يمنح الزوار فرصة فريدة للاطلاع على مقتنيات محلية نادرة، وبخاصة مُقتنيات متحف زايد الوطني المرتقب افتتاحه هذا العام.
يأخذ المعرض زواره في رحلة استكشافية تمتد عبر قرون من الإنجازات الفكرية والفنية، تُجسّدها مخطوطات نادرة حول التراث الفكري والفني للعالم الإسلامي في مجالات متنوعة كالعلوم والأدب، والدين، والفن، والفلسفة.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي إن معرض “حبر من ذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية” يُجسد شهادة حيّة على الإنجازات الفكرية والفنية للعالمين الإسلامي والعربي وأثرهما العالمي، ونعيد من خلال المعرض أيضاً إحياء تراث أبوظبي الغني من المخطوطات للزوار ، وتماشياً مع رسالتنا ورؤيتنا الاستراتيجية في الدائرة، نؤكد التزامنا بتعزيز الوعي وتسليط الضوء على أهمية الثقافة والفنون والتراث في بناء وتمكين المجتمع، ويُسهم المعرض في تعزيز التبادل الثقافي الدولي من خلال التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة، وإلهام الأجيال الجديدة على تقدير البحث العلمي والإبداع والتقاليد الغنية والعريقة لثقافة المخطوطات.
بدوره قال معالي محمد عبدالله الجنيبي، رئيس المراسم الرئاسية بوزارة شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء قصر الوطن إن إقامة فعاليات معرض “حبر منذهب: رحلة عبر المخطوطات العربية والإسلامية”، في قصر الوطن، تعبرعن مكانة القصر كونه معلمًا وطنيًا ثقافيًا بارزًا يختزل المشهد الحضاري لإمارة أبوظبي،الذي يجمع عراقة الماضي بإبداع العصر وابتكاراته ضمن إطار من القيم الوطنية وروح الاعتزاز بالهوية الثقافية وتأتي رسالة المعرض في إبراز الثراء الثقافي والفكري والإنساني الذي تزخر به المخطوطات بين دفاتها، لتجسد تطلعات القيادة الرشيدة في إحياء الموروث الثقافي، ليظل مصدر إلهام للأجيال خلال مسيرهم نحومستقبل يواصلون خلاله ما بدأ الأوائل مجالات العلوم والفنون وما تجلت عنه من ابتكارات ظلت تستنير بها البشرية إلى يومنا هذا، وإن ما ينطوي عليه المعرض من عمق وثراء في ظل التعاون والشراكة مع جهات عالمية، يفصح ريادة إمارة أبوظبي وخطواتها الحثيثة في صون التراث الإنساني إقليميًا وعالميًا.
وبخصوص الشراكة مع جامعة ماكغيل قال الدكتور ديب ساني، رئيس الجامعة إن المعرفة تمتلك قدرة استثنائية على تخطي الحدود الجغرافية واللغوية والزمنية، ويأتي معرض “حبر من ذهب” شاهداً حيّاً على هذه الحقيقة، من خلال شراكة دولية تقوم على الاحترام المتبادل، والتميّز الأكاديمي، والرغبة المشتركة في إبراز ما حققه العالم الإسلامي من إنجازات ثقافية وعلمية ، ويسرّنا أن يحتضن قصر الوطن هذا التعاون الفريد الذي يجمعنا بروح من التعلّم والحوار.
ويوفر المعرض لزواره تجربة غامرة تعكس عمق قراءة المخطوطات القديمة عن قرب، من خلال فك رموزها واكتشاف أسرارها وربطها بما تحمله من طبقات خفية للمعاني ، ويرتكز تصميمه على ثنائية الكشف والإخفاء بأسلوب يعزّز فضول الزائر ويحفّزه على خوض رحلة استكشاف متأنية، تكشف كنوز المخطوطات خطوة بعد أخرى.
ويتمحور المعرض حول 4 مواضيع رئيسية، تتناول جانبا مميّزا وفريدا من جوانب المخطوطة باعتبارها وعاءً للفكر والرؤية وتبدأ رحلة الزائر بالمعرض من “رحلة الخط العربي”، الذي يتتبع ويستعرض تطور الخط العربي منذ نقوشه الأولى وصولاً إلى تقاليده الرفيعة التي حوّلت اللغة إلى فن بصري راقٍ، في هذه الزاوية تتجاوز الكلمة المكتوبة حدود التواصل لتغدو هندسةً للمعنى والشكل.
ويواصل بعدها مساره إلى “زخرفة الكلمة المكتوبة” حيث تُعرض المخطوطات كتحف بصرية، مُزينة بالذهب والألوان والتصاميم الدقيقة في هذا المحور لا يُحتفى في هذا الجانب بما يُقرأ فحسب، بل بكيفية رؤيته، إذ تتحول كل صفحة إلى عمل فني غني بالإتقان والخيال والروحانية.
ومن الزخرفة إلى الفكر، يقود الزائر المسار إلى “الحواشي في المخطوطات”، الذي يكشف للزوار عالماً موازياً من المعرفة.
وتُختتم رحلة الزائر بـ”الطباعة الحجرية” لتعطيه لمحة نحو مستقبل إرث المخطوطات وكيف تجاوبت تقاليد المخطوطات مع الحداثة بمرونة، فمن خلال الطباعة الحجرية اكتسبت المعرفة المكتوبة أفقاً جديداً وانتشاراً أوسع، مما ضمن استمرار إرث المخطوطات في الإلهام والتطور عبر العصور.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam