"هيئة الطيران المدني" تسلط الضوء على مكانة الإمارات كمركز عالمي في التنمية المستدامة

"هيئة الطيران المدني" تسلط الضوء على مكانة الإمارات كمركز عالمي في التنمية المستدامة
أبوظبي في 9 أكتوبر/ وام / تعتبر الاستدامة جزءًا أساسيًا من هوية دولة الإمارات ورؤيتها المستقبلية، فمنذ تأسيسها، حرصت على أن تكون المسؤولية البيئية من القيم الأساسية التي تأسست عليها الدولة وبفضل هذه الرؤية، أصبحت دولة الإمارات نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة عبر مختلف القطاعات، لا سيما الطيران المدني، فمنذ أكثر من 15 عامًا.
وبحسب تقرير حديث صادر اليوم عن الهيئة العامة للطيران المدني في إطار سلسلة التقارير التي أطلقتها الهيئة بعنوان “رؤية من الداخل: الطيران المدني في دولة الإمارات” وتستعرض من خلالها أبرز ملامح التقدم، والتحديات، والفرص المستقبلية.. فقد وضعت الدولة خطة واضحة للحد من البصمة البيئية للقطاع، حيث مثل تقديم أول خطة وطنية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للطيران إلى المنظمة الدولية للطيران المدني “إيكاو” عام 2012 محطة هامة تؤكد التزام الإمارات طويل الأمد بالحفاظ على البيئة في هذا القطاع الحيوي.
وعقب الخطة الأولى خطة تفصيلية في عام 2018، صنفت كواحدة من أفضل الخطط على مستوى العالم، وقبل أيام قليلة، اعتمد مجلس الوزراء الموقر الإصدار الثالث من الخطة وتم تسليمه إلى منظمة الإيكاو، في تأكيد جديد على جدية الدولة في هذا الملف وحرصها على مواصلة العمل لتحقيق نتائج ملموسة.
وبحسب تقرير الهيئة، كانت الإمارات سباقة في تطبيق نظام “كورسيا” للتعويض عن الكربون وخفضه في الطيران الدولي، وهو النظام العالمي المعتمد من منظمة “إيكاو” عام 2016 وبدء تطبيقه عام 2019، وقد انضمت الإمارات إليه منذ مرحلته الطوعية في 2020، وأطلقت بنهاية 2024 أول منصة رقمية في المنطقة لتطبيق هذا النظام ضمن مشاريعها التحولية الكبرى كما عملت الدولة على تطوير أطر تنظيمية متقدمة لدعم إنتاج واستخدام الوقود منخفض الكربون وتعزيز التعاون بين جميع عناصر منظومة الطيران، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة.
وعلى المستوى الدولي، تلعب دولة الإمارات دورًا قياديًا من خلال شغل منصب نائب رئيس لجنتين رئيسيتين في منظمة “الإيكاو”، وهما: لجنة حماية البيئة في الطيران ولجنة تغير المناخ والبيئة، اللتان تمثلان ركيزتين أساسيتين في صياغة مستقبل الطيران المستدام.
وعلى الصعيد المحلي، يأتي قطاع النقل ضمن الركائز الأساسية لإستراتيجية الدولة للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050 ومن المبادرات الرائدة في هذا الإطار “خارطة الطريق الوطنية لوقود الطيران المستدام”، التي تهدف لإنتاج 700 مليون لتر سنويًا بحلول 2030، بما يسهم في تقليل الانبعاثات بنحو 4.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما أطلقت الدولة مبادرة “السوق العالمي للطيران المستدام “GSAM” لدعم الاستثمار والابتكار وتعزيز التعاون الدولي في هذا القطاع، وقد اعتمدتها منظمة “الإيكاو” كفعالية سنوية رسمية ضمن جدول أعمال المنظمة الدولية.
وعززت دولة الإمارات قدراتها البحثية من خلال توقيع الهيئة العامة للطيران المدني وشركة فولار للتنقل الجوي، مذكرة تفاهم لتطوير أول مركز لتقنيات الطيران الأخضر في دولة الإمارات، بهدف تعزيز حلول الطاقة النظيفة، ودعم البحث والتطوير في تقنيات الطيران المستدامة، وتعزيز التعاون الدولي في هذا الملف الحيوي.
كما يشارك مجتمع الطيران المدني في الدولة في تعزيز التحول نحو الطيران المستدام عبر عدة مبادرات بارزة، منها: التعاون بين أدنوك وBP و”مصدر” لإنتاج الهيدروجين والوقود المستدام من النفايات البلدية، وصندوق الإمارات للطيران المستدام بقيمة 200 مليون دولار التي أطلقته شركة “طيران الإمارات”، واتفاقية تجارية بين شركة الاتحاد للطيران وساتافيا لإدارة مسارات التكاثف والأرصدة الكربونية المستقبلية في العمليات التشغيلية اليومية، وشراكة بين شركة الاتحاد للطيران وشركة “Twelve” لتطوير واستخدام وقود الطيران المستدام، بالإضافة إلى شراكة بين شركة طيران الإمارات وشركة “شل” لإنتاج وقود مستدام مختلط وضمان سلسلة إمداد موثوقة على مستوى الدولة.
كما نفذت الناقلات الوطنية رحلات تجريبية باستخدام الوقود المستدام، مثل رحلة “ecoFlight” للاتحاد للطيران في 2021، ورحلة تجريبية لطيران الإمارات باستخدام 100% وقود مستدام في 2023.
ويظهر الدور الريادي للدولة كذلك من خلال استضافتها للعديد من الفعاليات الدولية الكبرى ذات الصلة، منها المؤتمر الثالث للإيكاو بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل “CAAF/3 ” في 2023، والذي أسفر عن الإعلان الصادر من دبي، عن اعتماد الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام “SAF” والوقود منخفض الكربون والطاقة النظيفة الأخرى، كما حدد هدف طموح لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطيران الدولي بنسبة 5% بحلول 2030.
كما استضافت الدولة في فبراير 2025، الندوة العالمية لدعم التنفيذ والسوق العالمي للطيران المستدام “GISS GSAM”، وكذلك استضافة “كونجرس مستقبل الطيران المستدام”، وأطلقت مبادرة السوق العالمي للطيران المستدام، مؤكدة التزامها المستمر بالعمل على تعزيز الجهود الدولية للتحول نحو منظومة طيران مستدام على المستوى العالمي.
ومن خلال رؤية واضحة وابتكار مستمر وتعاون دولي فعال، تواصل دولة الإمارات قيادة مسيرة الطيران نحو مستقبل أكثر تطورا واستدامة.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam