وزير الري: الشعب الفلسطيني واجه قيودًا ممنهجة على أبسط حقوقه الإنسانية وأكثرها قداسة حقه في الحصول على المياه

وأشار الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إلى أن من أكثر التحديات الإنسانية والتنموية إلحاحاً في عصرنا الحالي هي أزمة المياه في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، حيث وصلت معاناة إخواننا الفلسطينيين إلى مستويات كارثية، حيث واجه الشعب الفلسطيني قيوداً ممنهجة على أبسط حقوقه الإنسانية وأكثرها مقدسة، وهو الحق في الوصول إلى المياه، حيث تم استخدام المياه كأداة لتحقيق العدالة. السيطرة عليها، ومن المؤسف أنها تحولت إلى سلاح للعقاب الجماعي، فما كان في السابق تحدياً ناجماً عن الندرة أصبح اليوم كارثة إنسانية شاملة.
وأكد سويلم خلال مشاركته في إحدى الجلسات "تعزيز القدرة على الصمود من خلال الاستثمارات الاستراتيجية في قطاع المياه في فلسطين"ضمن الأنشطة "أسبوع القاهرة للمياه الثامن" بعد ما يقرب من عامين من العدوان المستمر، أصبحت أنظمة المياه والصرف الصحي في غزة في حالة خراب. وتعرض أكثر من 90% من مرافق المياه لأضرار بالغة أو دمرت بالكامل، وأكثر من 97% من مياه غزة لم تعد صالحة للاستهلاك البشري، وتوقفت محطات معالجة مياه الصرف الصحي عن العمل، مما أدى إلى تلوث المياه الجوفية التي تعتمد عليها الأسر، ومشي الأطفال. كيلومترات تبحث عن بضعة لترات من المياه غير الآمنة، بينما تكافح المستشفيات لضمان الحد الأدنى من النظافة.
أما في الضفة الغربية فالوضع ليس أقل سوءا. وفي بعض المجتمعات، لا يتجاوز استهلاك الفرد 30 لترا يوميا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 100 لتر للشخص الواحد يوميا. فالمزارعون غير قادرين على ري أراضيهم، في حين يتم عرقلة مشاريع التنمية بشكل منهجي. ولذلك فإن ما نشهده ليس أزمة فنية فحسب، بل أزمة إنسانية واختبار أخلاقي. لنا جميعا في هذه المنطقة.
واليوم، كما كانت دائما، تؤكد مصر تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني. إن التزام مصر لا يقتصر على الأقوال، بل يقوم على العمل والتعاون والمسؤولية المشتركة. ومع اقتراب الاتفاق المرتقب لإنهاء الحرب في غزة، تؤكد مصر عزمها على تحويل لحظة الأمل هذه إلى لحظة بناء وصمود.
وأشار وزير الري إلى أن حكومة جمهورية مصر العربية، من خلال وزارة الموارد المائية والري، على استعداد تام لحشد الخبرات الفنية المصرية في مجالات الهندسة الهيدروليكية وإدارة المياه الجوفية وتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي لدعم بعثات التقييم وإعادة التأهيل في غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص المصري في جهود إعادة بناء البنية التحتية للمياه. والتنسيق مع سلطة المياه الفلسطينية لوضع خطة شاملة للتعافي والاستثمار في القطاع. ماء.
وأضاف أن عملية إعادة بناء قطاع المياه في فلسطين يجب أن تقوم على ثلاث ركائز أساسية: الاستجابة الإنسانية العاجلة من خلال استعادة الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة كأولوية لإنقاذ الأرواح، والاستثمار الاستراتيجي في إعادة بناء الأنظمة اللامركزية والقادرة على التكيف مع المناخ، والتعاون الإقليمي من خلال دمج فلسطين في إطار إقليمي مشترك للأمن المائي.
وفي هذا السياق، ومع احتمال أن تستضيف مصر وتقود مؤتمر تمويل إعادة إعمار غزة القادم، فإننا لن ندخر جهدًا لضمان حصول قطاع المياه على الأولوية والتمويل الذي يستحقه. وستعمل مصر أيضًا على تنسيق الجهود مع الصناديق العربية والجهات المانحة الدولية وبنوك التنمية لإنشاء نافذة تمويل مخصصة لمشاريع المياه والصرف الصحي في فلسطين، بما في ذلك الإصلاحات الطارئة والاستثمارات طويلة الأجل.
وعلى المستوى الدولي، ستواصل مصر الدعوة إلى إنشاء تحالف من الشركاء العرب والإقليميين والدوليين لإعادة بناء قطاع المياه الفلسطيني ودعم خطة الإنعاش التي تقودها سلطة المياه الفلسطينية.
وأكد سويلم أن مصر تتعهد بالسير في هذه العملية جنبًا إلى جنب مع فلسطين، ومع جميع الشركاء الملتزمين بتحقيق العدالة والسلام في منطقتنا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر