مصر

ننشر نص كلمة رئيس مجلس الشيوخ الجديد

ألقى المستشار عصام فريد رئيس مجلس الشيوخ الجديد كلمة خلال الجلسة الافتتاحية اليوم بعد انتخابه وحصوله على 299 صوتا.

 

وتنشر بوابة روزال يوسف نص الكلمة:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإخوة والأخوات، أعضاء مجلس الشيوخ؛

 

أبدأ حديثي بتهنئتكم جميعا بفوزكم عضوا في هذا المجلس العريق، سواء بثقة الناخبين بمن فاز في الانتخابات، أو بثقة فخامة رئيس الجمهورية بمن تم تعيينه.

 

كما أتقدم بالشكر والامتنان لكم جميعا على انتخابي لرئاسة المجلس. وإنها لنعمة منك، وشرف كبير لي، أن عهدتني بهذه الأمانة وأمنتني على تنفيذها. وأدعو الله عز وجل أن يوفقني في أدائه لما يرضيه، وأن أكون عند حسن ظنكم في اختياري له.

 

أعزائي الأعضاء،

 

ومصر -شعبا وقيادة- تعرف قيمة مجلسكم العريق، الذي عمره أكثر من قرنين من الزمان، كأول مجلس برلماني في أفريقيا والشرق الأوسط، ولذلك ينتظر منكم أن تشاركوا بفعالية في المجالات البرلمانية والبرلمانية والسياسية، في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية تعرفونها جيدا.

 

داخل؛ وطن تم بناؤه من جديد، ولا يزال يُبنى على بنية تحتية عظيمة لم يشهدها تاريخه، مما ساهم في رفع تصنيف مصر في مؤشرات التنمية وجودة الطرق والمرافق لتصل إلى مصاف الدول المتقدمة.

 

وعلى هذه الهياكل ازدهرت الزراعة والصناعة والتجارة، وهيأت الظروف الاجتماعية لحياة كريمة وصحية وتعليمية وعلمية وتكنولوجية، من خلال عشرات المبادرات التي أطلقها الرئيس في هذه المجالات. كل هذا في ظل جماعة -أنتم تعرفونها جيداً- أرادوا لهذا البلد الخراب والخراب، فحفظه الله منهم وردهم على أعقابهم.

 

إقليميا ودوليا أكدت مصر مكانتها كقوة إقليمية عاقلة تمتلك القدرة وتختار الحكمة. وتم وضع خط أحمر للخطر القادم من غرب البلاد على الأمن القومي المصري، وحماية الحدود الجنوبية من خطر الحرب الأهلية في السودان الشقيق دون التدخل في الشئون الداخلية للبلدين.

 

ولم يتم إهمال حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، حيث فضل فخامة الرئيس السلام على القوة التي تمتلكها مصر، لذلك حظي هو ومصر باحترام الجميع.

 

وفي الشرق شهد العالم -الأسبوع الماضي- وشهدنا بكل فخر وفخر عظمة وأصالة الموقف المصري من العدوان الإسرائيلي على أهل غزة، بدءاً بإدانة العدوان، والتمسك بحل الدولتين، ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وحقهم في البقاء هناك عبر دولة ذات سيادة، وتقديم… المساعدة اللازمة لبقائهم؛ كل هذا رغم الصعوبات والعراقيل التي يضعها الطرف المعتدي.

 

وبفضل الله تحقق ما كان يتمناه السيد الرئيس، وجاء إليه زعماء العالم في شرم الشيخ تأييدا لموقفه، وكانوا شهودا على توقيع الاتفاق التاريخي لإنهاء الحرب بعد فترة طويلة من اليأس. لقد شهدنا جميعا فرحة أهل غزة بعودة الأمان إليهم بعد عامين من القتل والدمار والتهجير.

 

وكانت هذه شهادة من العالم على قيادة مصر بلا منازع للمنطقة.

 

أعزائي الأعضاء،

 

لقد منح الدستور مجلسكم صلاحيات عليا ومهام سامية.

 

وجعلها دار الخبرة التشريعية والفكرية للدولة المصرية.

 

وفي المادة 248، عهد إليه دراسة واقتراح ما يراه كافيا لتعزيز أسس الديمقراطية، وأبرزها الانتخابات والأحزاب والمجتمع المدني.

 

تعزيز قيم التسامح السياسي وتمكين المرأة وإشراك الشباب،

 

وغيرها من أركان الديمقراطية التي تدرسونها وتقترحون تعزيزها بأي شكل ترونه من مقترحات، بما في ذلك اقتراح تعديل القوانين، من خلال دراسة الأثر التشريعي للقوانين التي تمس المصالح الأساسية للمواطنين، كما جاء في المادة (63) من اللائحة الداخلية.

 

كما يحدده الدستور لدراسة ما يراه كافيا لدعم السلم الاجتماعي في مجالاته المختلفة، وأبرزها مكافحة الإرهاب والقضاء على أسبابه، ومعالجة الظواهر الاجتماعية السلبية التي ظهرت مؤخرا.

 

وإعلاء مبدأ المواطنة والوئام بين أبناء الوطن.

 

كما يختص الدستور باقتراح ما يراه كافيا لدعم المكونات الأساسية للمجتمع، وهي المكونات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المنصوص عليها في الفصل الثاني من الدستور في أربع وأربعين مادة.

 

وهي المواد من 7 إلى 50 والحقوق والحريات والواجبات العامة المنصوص عليها في الفصل الثالث من الدستور في ثلاث وأربعين مادة.

 

وهي المواد من (51 إلى 93)، إضافة إلى القيم العليا للمجتمع وتعميق النظام الديمقراطي وتوسيع مجالاته، بما في ذلك ما يتضمنه الفصل الخاص بنظام الحكم.

 

هذا بالإضافة إلى السلطات التشريعية المنصوص عليها في المادة (249) من الدستور، والأحكام الأخرى المشار إليها في المادة (254) التي تسري على مجلس النواب، بما في ذلك بعض الأدوات الرقابية مثل طرح موضوع عام للمناقشة لتوضيح سياسة الحكومة بشأنه، أو إبداء مقترح يهم في موضوع عام للحكومة، الخ. وستنتج دراستكم توصيات ومقترحات ترفع إلى رئيس الجمهورية وترسل إلى مجلس النواب الشقيق. مجلس النواب.

 

السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقرين؛

 

مهمتك ليست سهلة، بل هي عظيمة، وتتطلب عزيمة من أصحاب الهمم، وأنت الأكثر إصرارا بعلمك وخبرتك الكبيرة في مختلف مجالات الحياة.

 

وإنني على ثقة من أنكم تقدرونه كما يستحق، وستقومون به بحماس لا يختلط بالفتور، وبإصرار لا يختلط باللين، دون ولاء أو محاباة، ابتغاء عملكم وجه الله ومصلحة الوطن.

 

وما دمت على هذا الحال فإن توفيق الله حليفك تنفيذا لعهده الذي قطعه سبحانه على نفسه في قوله الكريم:

 

"إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا."

 

وفقكم الله لما فيه الخير، وسدد خطاكم على طريق رفعة أوطانكم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى