فن ومشاهير

محمد رشاد: «المستعمرة» فيلم له خصوصية في التلقي.. والهوس بالمناطق الصناعية قادني إلى كتابته

محمد رشاد: «المستعمرة» فيلم له خصوصية في التلقي.. والهوس بالمناطق الصناعية قادني إلى كتابته     
زيزي عبد الغفار   

بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ونجاحه في حصد نجمة الجونة البرونزية لأفضل فيلم روائي طويل في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، يستعد فيلم “المستعمرة” للمخرج محمد رشاد للمشاركة في الدورة الخامسة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في محطة جديدة في رحلته التي يهدى صوتا سينمائيا مصريا يصر على الغوص في أعماق السينما. المجتمع المهمش..

 

يحكي الفيلم قصة شقيقين يواجهان واقعًا قاسيًا بعد وفاة والدهما في حادث عمل غامض داخل أحد المصانع. ويعرض عليهم العمل في نفس المكان كتعويض للأسرة، بدلا من رفع دعوى قضائية. عندما يتولون عملهم الجديد، يبدأون في التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهم محتومة أم مخطط لها، وهكذا تبدأ رحلة مليئة بالأسئلة حول العدالة والكرامة والمعنى الحقيقي للحياة الكريمة..

 

وفي هذه المقابلة يتحدث المخرج محمد رشاد عن كواليس الفيلم، ورحلته الطويلة حتى وصوله إلى نجمة الجونة البرونزية لأفضل فيلم روائي طويل، ومعنى الجائزة بالنسبة له، وخطواته المقبلة. لذلك، إلى نص المقابلة.

 

 

كيف ولدت فكرة فيلم “المستعمرة”؟ هل كانت مستوحاة من حادثة حقيقية أم من انعكاس للواقع العام؟

 

الفكرة جاءت من هوسي بالمناطق الصناعية. ويرتبط أيضًا بذكرياتي عن والدي. كنت أراه كل صباح وهو يذهب إلى العمل بينما تأتي سيارة المصنع لاصطحابه. ظهر هذا الهوس في فيلمي الوثائقي “النسور الصغيرة” لأنني أحب المناطق الصناعية وأراها مناطق غنية بصريا. وبالصدفة كنت مع صديق والتقينا بآخر أخبرنا أن والده عامل بناء وسقط من طابق مرتفع ومات، فعرضت الشركة على الابن العمل هناك. والده مقابل عدم مقاضاتهم، وبالفعل قبل الشاب العمل لأنه لم يكن لديه أي فرص أخرى. وقتها بدأت أفكر: كيف يمكن للإنسان أن يبني مستقبله على حادثة وفاة والده؟ ومن هنا ولدت فكرة الفيلم.

 

 

استغرق الفيلم خمس سنوات للتحضير والإنتاج. لماذا وقتا طويلا؟ كيف حافظت على حماسك للمشروع؟

 

 

التحضير كان صعباً جداً سواء في اختيار أماكن التصوير أو الممثلين، خاصة الطفل الذي لعب دور الأخ الأصغر "مارو". لكن التحدي الأكبر كان توفير التمويل، لأن هذا النوع من الأفلام لا يجد بسهولة من يموله، لذلك استغرق الأمر وقتا طويلا لحشد الدعم من أكثر من جهة إنتاج..

 

 

اعتمد الفيلم على عروض طبيعية من ممثلين مبتدئين وغير محترفين. لماذا اخترت هذه الطريقة؟ وكيف تمكنت منهم من تحقيق هذه الأمانة؟

 

 

وبالفعل فإن بعض الوجوه التي ظهرت في المصنع هي عمال حقيقيون، وليس لديهم أي خبرة في التمثيل، والبعض الآخر غير معروف للجمهور. الأم مثلاً تعمل أستاذة في معهد السينما، لكنها ليست ممثلة معروفة، كما شارك عماد غنيم بأدوار صغيرة في أفلام قصيرة..

 

 

الحقيقة هي أن إصراري على أن يكون الممثلون غير معروفين للجمهور، نابع من رغبتي في أن يشعر المشاهد أنهم أشخاص من الواقع، بالإضافة إلى أنني كنت أبحث عن ملامح حادة وطبيعية، تتناسب مع طبيعة الفيلم..

أما بالنسبة لإخراج التمثيل، فقد كنت أبدأ دائمًا بالحديث مع الممثلين عن تاريخ الشخصيات: مثلًا "ادهم شكر" الذي لعب دور حسام، تحدثت معه كثيرًا عن علاقته بوالده المتوفى في الفيلم، وبدأت في خلق مواقف بينهما حتى يفهم تاريخ الشخصية. كما تحدثت مع الأم عن ذكرياتها مع زوجها وابنها قبل أن يتركهما. أنا أيضا قصدت ذلك

أسمح لهم بقضاء الوقت معًا لبناء علاقتهم، وخاصة بين الإخوة "سيف" و"مارو"ليظهر التناغم بينهما طبيعياً أمام الكاميرا.

 

 

تبدو العلاقة بين الأب والابن موضوعاً متكرراً في أفلامك، كما حدث في فيلمك الوثائقي «النسور الصغيرة». هل هو هاجس شخصي بالنسبة لك؟

 

 

أتساءل دائمًا عن العلاقة بين الأب والابن: ماذا يتوقعان من بعضهما البعض؟ في “النسور الصغيرة” تصالحت مع فكرة أن والدي يفعل ما يستطيع فعله، حتى لو كنت غير راضية عنه والعكس صحيح، لكن في النهاية أدركت أنه يحبني بطريقته الخاصة، لكنوفي «المستعمرة» يظل الأب حاضرًا في الخلفية كظل يحرك الأحداث، وتتكرر أسئلة حسام عنه مع مارو، لأن الأصغر يضع أخاه الأكبر مكان والده..

 

 

عُرض الفيلم لأول مرة في برلين، وحصل على جائزة في الجونة، وسيُعرض قريبًا في البحر الأحمر. ماذا تضيف لك هذه المساهمات كمخرج مستقل؟

 

 

بالنسبة لأفلام مثل “The Colony”، تعتبر المهرجانات وسيلة للعرض والتوزيع أكثر من أي شيء آخر. أنا سعيد لأن الفيلم يحظى بمشاهدة وتقدير، خاصة في المهرجانات الكبرى.

 

 

كما أكدت لي الجائزة أنني أسير في الطريق الصحيح، حتى لو لم يعجب البعض الفيلم، لأنني أعلم أنه فيلم له استقباله الفريد..

 

 

ما هي الخطوة التالية بعد “المستعمرة”؟ هل تفكر في مشروع جديد؟

 

وهناك خطط لطرح الفيلم تجارياً قريباً. كمخرج، لا يوجد مشروع محدد حالياً، فقط أفكار أولية لم تتبلور بعد.

والآن أركز على مشاريعي الإنتاجية وأعمل منتجة لفيلم المخرجة نادين صليب بالتعاون مع المنتجة هالة لطفي..

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى