نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكوري الجنوبي

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الكوري الجنوبي "لي جاي ميونغ".
وفيما يلي نصها:
"بسم الله الرحمن الرحيم”
فخامة الرئيس لي تشاي ميونغ
رئيس جمهورية كوريا الصديقة،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بفخامة الرئيس "لي"في زيارته الأولى لمصر، والتي تأتي في إطار الرغبة المشتركة في دفع العلاقات بين البلدين، وتتزامن مع احتفال هذا العام بمرور ثلاثة عقود على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجمهورية كوريا، حيث شهدنا طوال هذه السنوات تطور علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، على أساس الاحترام المتبادل ودعم السلام والتنمية والرخاء، وصولاً إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة.
تشكل العلاقات المصرية الكورية جسرا للتواصل الحضاري والثقافي. كما أنها تقدم نموذجاً للتعاون الاقتصادي القائم على التكامل وتعظيم المنفعة المتبادلة من قدرات البلدين وطاقات شعبيهما.
وبناء على هذه الأرضية المشتركة؛ لقد خاطبت فخامة الرئيس "لي" أتناول اليوم كافة جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي، ومشاركة الشركات الكورية في العديد من المشروعات المهمة في مصر. وأغتنم هذه الفرصة لأدعوهم إلى تعزيز أعمالهم وتوسيع استثماراتهم. كما أدعو الشركات الكورية الجديدة إلى دخول السوق المصري والاستفادة من الفرص الواعدة التي يوفرها.
وتم الاتفاق خلال المباحثات على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية لإطلاق المزيد من أوجه التعاون في مختلف المجالات. ويشمل الذكاء الاصطناعي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خاصة أن هذا المجال متعدد القطاعات، ويساهم في زيادة الإنتاجية وتوسيع الأعمال في عدة مجالات، فضلاً عن تشجيع قطاع الأعمال الكوري على إطلاق مصانع لإنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا في هذا المجال، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن جذب الشركات الكورية المتخصصة في إنتاج السيارات وبناء السفن لتعزيز تواجدها في مصر، وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض للاستفادة من الاستثمار. والحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية في هذه القطاعات.
كما تناولناها بشكل إيجابي؛ مقترح إنشاء جامعة كورية متخصصة في العلوم والتكنولوجيا في مصر، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية في مصر، بهدف نقل الخبرة التعليمية وتبادل الخبرات، كما شهدنا اليوم توقيع البلدين مذكرتي تفاهم في مجال الثقافة والتعليم.
السيدات والسادة،
على الجانب الآخر؛ كما تطرقت مباحثاتنا اليوم إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فضلا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية لمواجهة التحديات الحالية. وأهمها مواجهة الإرهاب، ومكافحة الأوبئة، ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي، والالتزام بأحكام القانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.
وفي هذا السياق، استعرضت: جهود مصر فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين، والتي توجت مؤخرًا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، من خلال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في عام 2018. "قمة شرم الشيخ للسلام"وفي 13 أكتوبر 2025 وبحضور دولي واسع شرحت لفخامة الرئيس "لي"إن موقف مصر الثابت، المنطلق من أهمية حل الدولتين، من أجل التوصل إلى سلام دائم وشامل وعادل، يشير إلى تطلعنا إلى اعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، دعما لهذا المسار، وتقديرنا للمشاركة الكورية الفاعلة مستقبلا، في عملية إعادة إعمار قطاع غزة.
ختاماً؛ وأكرر ترحيبي بفخامة الرئيس "لي" وفي القاهرة، نتطلع إلى العمل معًا لتحقيق الرخاء لشعبينا الصديقين، والبناء على ثلاثة عقود من النجاح المشترك.
واسمحوا لي، قبل أن أعطي الكلمة لفخامة الرئيس، أن أعرب عن تحياتي وتقديري لفخامة الرئيس خلال زيارته الأولى لمصر، وكذلك للروح السياسية الكبيرة والإرادة في تطوير التعاون بين البلدين.
وأقول لفخامة الرئيس إننا من جانبنا في مصر نشارككم هذه الإرادة والاستعداد لتقديم كافة التسهيلات للشركات الكورية، وليس الشركات فقط، بل أيضا لمختلف القطاعات الكورية للتعاون معنا في مختلف المجالات التي تحدثنا عنها، سواء الاقتصادية أو التجارية أو الثقافية أو العسكرية.
مرة أخرى أرحب بفخامة الرئيس، وسأكون سعيدا بزيارة كوريا الجنوبية مرة أخرى بعد تسع سنوات من الزيارة الأولى، وأتمنى لكم كل التوفيق."
استقبل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته الرئيس "لي جاي ميونغ" رئيس جمهورية كوريا وزوجته.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مراسم الاستقبال الرسمية تضمنت عرض حرس الشرف، وعزف السلام الوطني، والتقاط صورة تذكارية للرئيسين وحرمهما، تلتها جلسة تشاور مغلقة بين الزعيمين، تلتها جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأشار السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس السيسي بدأ اللقاء بالترحيب بضيف مصر الموقر في زيارته الأولى لمصر منذ توليه منصبه في يونيو 2025، والتي تتزامن مع احتفال البلدين بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وشدد الرئيس على أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة في كافة المجالات، خاصة المجال الاقتصادي والاستثماري والثقافي، وكذلك في مجال التعليم، مشيدا بالتجربة التنموية الكورية، معربا عن تطلع مصر لزيادة حجم أعمال واستثمارات الشركات الكورية في مختلف القطاعات ذات الأولوية، خاصة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات وبناء السفن والذكاء الاصطناعي والبتروكيماويات والتعدين، مع التركيز على توطين هذه الصناعات داخل مصر.
كما أبرز الرئيس الضمانات والحوافز الاستثمارية والمزايا التنافسية التي تقدمها الدولة المصرية للسوق المصري.
ومن جانبه أعرب الرئيس لي جاي ميونج عن شكره للرئيس السيسي على حفاوة الاستقبال، مؤكدا حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في كافة المجالات سواء على مستوى العلاقات التنموية الحكومية أو من خلال نشاط الشركات الكورية في السوق المصري.
كما أشاد بالإنجازات التي حققتها مصر خلال العقد الماضي، والتي كان آخرها افتتاح المتحف المصري الكبير.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت أيضاً القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرض السيد الرئيس جهود مصر لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مؤكداً موقف مصر الثابت القائم على حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، ثمن الرئيس الكوري دور مصر المحوري في تحقيق السلام ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة جهود الرئيس التي أدت إلى وقف الحرب في قطاع غزة واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكدا دعم بلاده لحل الدولتين والجهود المصرية ذات الصلة.
كما استعرض الرئيس الكوري موقف بلاده إزاء التطورات في شبه الجزيرة الكورية وشرق آسيا، حيث أشاد السيد الرئيس بجهود جمهورية كوريا في الحفاظ على علاقات متوازنة وتعاونية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
كما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول الأوضاع في عدد من دول المنطقة، وشددا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لأزماتها، والحفاظ على مقدرات شعوبها. وأوضح المتحدث الرسمي أنه تم التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




