تقارير

تأثيرات محتملة لبركان «هايلي غوبي» على منطقة الخليج

توقع رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات الفلكية، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، تحرك سحب الرماد المنبعثة من بركان هيلي جوبي وغاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) نحو أجزاء من شبه الجزيرة العربية، خاصة اليمن وعمان.

شهدت منطقة عفار في إثيوبيا حدثا جيولوجيا استثنائيا مع ثوران بركان “هايلي جوبي” لأول مرة في التاريخ الحديث، الأمر الذي أثار اهتمام العلماء ووكالات الأرصاد الجوية حول العالم.

وقال الجروان، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»: «بدأ أول ثوران معروف لبركان هايلي جوبي في 23 نوفمبر 2025 في حوالي الساعة 08:30 صباحاً بتوقيت جرينتش، ويعتبر هذا البركان من النوع الدرعي، ويقع في منطقة نائية ضمن الصدع الأفريقي الكبير، وهو جزء من نظام بركاني يمتد عبر إثيوبيا وإريتريا. وعلى الرغم من أن المنطقة معروفة بنشاطها الجيولوجي، إلا أن هذا الخصوص لم يشهد البركان أي ثوران مسجل منذ آلاف السنين.

وأضاف: “بدأ الثوران المفاجئ بإطلاق عمود كثيف من الرماد ارتفع إلى السماء أكثر من عشرة كيلومترات، وهو ما ظهر بوضوح على صور الأقمار الصناعية ومنصات الرصد الجوي. وتزامن ذلك مع انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، مما زاد المخاوف بشأن التأثيرات البيئية والصحية، خاصة مع احتمال تحرك السحب البركانية نحو المناطق المأهولة بالسكان في شبه الجزيرة العربية”.

وأوضح الجروان أنه نظراً لقوة الثوران الكبيرة، أصدرت مراكز التحذير من الرماد البركاني تنبيهات للطيران المدني، حيث يمكن أن تؤثر جزيئات الرماد الدقيقة على محركات الطائرات وأنظمة الملاحة. كما أوصت السلطات المحلية بعدم الاقتراب من منطقة البركان وتجنب استنشاق الهواء الملوث بالغازات.

وأشار إلى أن هذا الحدث أثار اهتمام المجتمع العلمي، فهو يمثل فرصة نادرة لدراسة النشاط البركاني الذي يستيقظ بعد فترة طويلة جدا من السكون. كما يسلط الضوء على تعقيدات الصدع الأفريقي الذي يشهد تحولات جيولوجية قد تكون مؤشرا على تغيرات أوسع في القشرة الأرضية، لافتين إلى أنه على الرغم من تراجع ثورانه وفقا لآخر التقارير، إلا أن الخبراء يؤكدون على ضرورة الرصد المستمر، إذ قد تتبع الثورات الأولى انفجارات لاحقة في بعض البراكين الدرعية. وفي الوقت نفسه تبقى الأولوية لسلامة السكان ومراقبة حركة سحب الرماد للحد من المخاطر المحتملة.

وتوقع الجروان أن تكون هناك بعض التأثيرات المحتملة لثوران بركان هايلي جوبي في شبه الجزيرة العربية، موضحا أن ثوران بركان هايلي جوبي في إثيوبيا أدى إلى تحرك سحب الرماد البركاني وغاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) نحو أجزاء من شبه الجزيرة العربية، خاصة اليمن وعمان، مما تسبب في انخفاض جودة الهواء واحتمال حدوث تهيج في العين والجهاز التنفسي بين السكان.

وأضاف أن تفاعل الغازات مع بخار الماء قد يؤدي إلى تشكل أمطار حمضية خفيفة في المناطق المتضررة، كما يشكل الرماد المرتفع في الجو تهديدا لسلامة الطيران فوق البحر الأحمر والمناطق المجاورة، مشيرا إلى أنه على الرغم من عدم التأكد من التأثيرات المناخية الواسعة، إلا أن الحدث يتطلب متابعة مستمرة من قبل الجهات المختصة نظرا لاحتمال تغير اتجاهات السحب البركانية خلال الأيام التالية.

وأوضح الجروان أن أحدث البيانات من “VAAC Toulouse” تشير إلى أن سحابة الرماد (وSO₂) تتجه نحو الشرق والشمال الشرقي (ENE)، باتجاه الأجزاء الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وتشير وسائل الإعلام إلى أن الرماد امتد بالفعل ليصل إلى أجزاء من اليمن بسبب الرياح.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى