تقارير

بعد أكثر من عقدين، الأمم المتحدة تنهي وجود بعثتها في العراق وتؤكد استمرار الشراكة

بعد أكثر من عقدين، الأمم المتحدة تنهي وجود بعثتها في العراق وتؤكد استمرار الشراكة     

🔹يوم عظيم يشهد فيه المجتمع الدولي الإغلاق المشرف والكريم لبعثة أممية.

🔹مغادرة البعثة الأممية لا يعني نهاية للشراكة القوية بين العراق والأمم المتحدة، بل بداية لفصل جديد يتجذر في قيادة العراق لمستقبله.

🔹الطريق إلى السلام والأمن والاستقرار كان طويلا وصعبا، لكن بدعم المجتمع الدولي خرج العراق منتصرا.

🔹إشادة بإجراء الانتخابات، وإعراب عن الأمل في أن تتشكل الحكومة الجديدة بدون تأخير.

🔹تصاعد الاحتياجات الإنسانية بسبب آثار الصراعات، ونحو مليون عراقي لا يزالون نازحين منهم أكثر من 100 ألف شخص غالبيتهم من اليزيديين من سنجار.

🔹تحديات كثيرة لا تزال قائمة في مجال حقوق الإنسان وبالتحديد ضمان إعمال وحماية حقوق الأقليات والنساء والشباب.

🔹تطلع إلى نقل الولاية المتعلقة بالمفقودين من الكويتيين ومواطني الدول الثالثة والممتلكات المفقودة من اليونامي إلى ممثل رفيع وفق قرار مجلس الأمن.

آخر إحاطة قبل انتهاء عمل البعثة

بعد أكثر من عقدين من العمل في دعم الاستقرار والتحول السياسي في العراق، تستعد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لإنهاء ولايتها آخر العام الحالي، طاوية بذلك صفحة أممية مهمة.

استهل محمد الحسان إحاطته بالإعراب عن امتنانه العميق لحكومة العراق لاستضافتها بعثة اليونامي وشراكتها معها منذ انطلاقها قبل 22 عاما. كما قدم شكره للعراق والكويت على تعاونهما ودعمهما في تنفيذ ولاية البعثة.

وأضاف: “اليوم يوم عظيم يشهد فيه المجتمع الدولي اختتاما مشرفا وكريما لبعثة أممية”.

واستعرض الحسان مسيرة عمل يونامي منذ تأسيسها عام 2003 في بلد عانى “عقودا من الديكتاتورية، والحروب، وإرهاب داعش”، مؤكدا أن العراق خرج منتصرا بـتضحيات لا حصر لها وبدعم من المجتمع الدولي.

واغتنم الحسان المناسبة لتكريم ذكرى جميع الذين فقدوا حياتهم خلال عمل البعثة، من بينهم موظفو الأمم المتحدة الـ 22 الذين قضوا في تفجير فندق القناة عام 2003، مشيدا بهم وبزميله الراحل سيرجيو فييرا دي ميلو الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وموجها التحية للناجين الذين بقيت آثار هذا العمل الإرهابي محفورة فيهم.

مغادرة اليونامي ليست نهاية المطاف

وأكد المسؤول الأممي أن مغادرة بعثة اليونامي لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة، “بل إنها تُمثل بداية فصل جديد متجذر في قيادة العراق لمستقبله”.

وقال إن الأمم المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب العراق للبناء على مكاسبه التي حققها بشق الأنفس، من خلال توفير الخبرة الفنية والمشورة والدعم البرامجي من قِبل فريق الأمم المتحدة القُطري في مسائل مثل النمو الاقتصادي الشامل، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، وحقوق الإنسان، والنزوح، والمشاركة الكاملة والهادفة للنساء والشباب والأقليات.

إشادة بصمود الشعب العراقي

الحسان أشاد بـصمود العراق وشعبه في بناء مستقبل أكثر أمنا وازدهارا، مستذكرا الإنجازات الوطنية التي تحققت تدريجيا رغم كل الصعاب. وأكد أن العراق نجح في تعزيز الديمقراطية عبر ثلاث عشرة عملية انتخابية ناجحة واعتماد دستور جديد.

وسلط الحسان الضوء على الانتخابات البرلمانية السادسة التي أُجريت في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، واصفا إياها بأنها كانت من “أكثر الانتخابات حرية وتنظيما ومصداقية”، حيث سجلت زيادة ملحوظة في إقبال الناخبين بلغت 56%. وهنأ الشعب العراقي والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة اليونامي على الخدمات المقدمة خلال هذه الانتخابات.

وأعرب الحسان عن ثقته في أن العراق سيواصل البناء على هذه القاعدة الانتخابية المتينة، داعيا إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة دون تأخير، ومشيرا إلى أن تشكيل حكومة إقليم كردستان لا يزال معلقا بعد عام من المفاوضات. 

وقال إن العلاقة بين بغداد وأربيل تعد شراكة بالغة الأهمية تتطلب تعاونا وحوارا أكثر انفتاحا على أساس الدستور العراقي.

الالتزام بأعلى معايير حماية حقوق الإنسان

وهنأ محمد الحسان العراق على انتخابه عضوا في مجلس حقوق الإنسان، مشددا على أن هذه العضوية تأتي مع مسؤولية مماثلة تتمثل في الالتزام بأعلى معايير حماية حقوق الإنسان.

وتطرق إلى التحديات العديدة التي قال إنها لا تزال ماثلة في هذا الصدد، لا سيما فيما يتعلق بضمان الحماية الكاملة وإعمال حقوق الأقليات والنساء والشباب، ومواصلة دعم حرية التعبير كركيزة أساسية للحوار العام المفتوح في مجتمع ديمقراطي قوي. ويشمل ذلك أيضا احترام حقوق الفتيات ومنع زواج القاصرات.

العلاقات مع الكويت

بالانتقال إلى ملف العلاقات مع الكويت، أعرب الحسان عن تطلعه إلى نقل ولاية المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة والممتلكات المفقودة – بما في ذلك الأرشيف الوطني – إلى ممثل رفيع المستوى، وفقا لما قرره مجلس الأمن.

وشجع كلا البلدين على تجديد الجهود لإغلاق هذه الملفات العالقة التي تضم أكثر من 300 شخص مفقود. ورحب بالاجتماعات الأخيرة لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، داعيا إلى تحقيق نتائج عملية وملموسة.

وأضاف: “أشجع كلا من العراق والكويت على الحفاظ على علاقات قوية قائمة على مبادئ حسن الجوار، واحترام مـيثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بالإضافة إلى سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها. أكرر، مرة أخرى، أنني لا أرى أي سبب يمنع العراق والكويت من التمتع بأفضل العلاقات. إن استعادة الثقة المتآكلة تتطلب خطوات ملموسة لتجنب تكرار أخطاء الماضي”.

العراق يعرب عن الامتنان لبعثة اليونامي

المندوب الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير لقمان الفيلي قال إن بعثة اليونامي لم تكن مجرد بعثة سياسية خاصة، بل “كانت بعثة ديناميكية مؤثرة وفعالة استطاعت التكيف وإعادة توجيه مسارها لتلبية احتياجات العراق المتغيرة حين بدأ بالتعافي والانتقال إلى دولة معتمدة على نفسها”.

وأوضح أن نشاط البعثة تحول بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة ليركز أكثر على مساندة الوزارات الحكومية على مواءمة أهداف التنمية الوطنية العراقية مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

ومن خلال هذا التعاون، وفقا للسفير العراقي، كانت بعثة يونامي داعمة للعراق في الانتقال من جهود إدارة الأزمات إلى جهود التخطيط التنموي طويل الأمد والاعتماد على الذات “واليوم ومع انتهاء ولاية البعثة ينظر العراق بامتنان إلى ذلك التاريخ المشرف الحافل بالتعاون ويفتخر بتلك الشراكة الناجحة بينه وبين الأمم المتحدة”. 

وقال السفير الفيلي إن انهاء مهمة يونامي في العراق يمثل بداية لمرحلة جديدة من العلاقة بين العراق والأمم المتحدة عبر برامج مشتركة نحو شراكة داعمة تركز على التنمية المستدامة. 

وأوضح أن هذه البرامج تتسق تماما مع جهد العراق وسعيه تجاه توسيع أطر التعاون الدولي المتوازن الذي ينسجم مع أولوياته الوطنية في مجالات الإصلاح الإداري والاقتصادي وبناء القدرات ويتطلع العراق إلى علاقة تعاون قطاعي جديد مع الأمم المتحدة تقوم على أسس شراكة متوازنة والاحترام المتبادل.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : un

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى