ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يوضح أثر أبو بكر الصديق في بناء الدولة الإسلامية

عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لمنتدى السيرة النبوية تحت عنوان: "من مواقف أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"بحضور الأستاذ الدكتور حسن القصبي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور أسامة مهدي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، أدار الندوة الشيخ محمود عبد الجواد الباحث بالجامع الأزهر.
وقال الدكتور حسن القصبي إنه منذ إعلان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إسلامه، وما مر به من أحداث واستعدادات، كان لها تأثير كبير على الأحداث الإسلامية، وتجلى هذا التأثير بشكل واضح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، في أمرين عظيمين: الأول، الحزم في ردّة المرتدين من بعض القبائل، والثاني، فرض دعوة أسامة بن زيد الذي أعده النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لمواجهة الروم في الشمال، بعد عودة النبي من فتح مكة، ورغبة الروم في منع الناس من الدخول. إلى الإسلام بعد معركة مؤتة.
وتابع: جيش أسامة بن زيد -وكان عمره ثمانية عشر عاما- كان جاهزا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم للحفاظ على حياة الإنسان ومواجهة الروم. وعندما بلغ أسامة نبأ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، رجع يستشير أبا بكر الصديق. وكان قرار أبو بكر الصديق إتمام ما أمر به النبي، وخرج بنفسه يمشي ليودع أسامة. وبعد انتصار أسامة وعودته، كلفه أبو بكر بمهمة قتال المرتدين، وهم ثلاثة أصناف: الخدم. الأوثان وعبادة البشر وتحريم الزكاة تصنيفها بتفسير خاطئ. ووضع أبو بكر هؤلاء في نفس الموقف، وقال مقولته الشهيرة لسيدنا عمر بن الخطاب: "والله لأقاتلن من يفرق بين الصلاة والزكاة"; وهذا دليل على قدسية الفرائض وأن الإسلام كل لا يتجزأ.
من جانبه أوضح الدكتور أسامة مهدي أن أبو بكر الصديق كان له أثر كبير ومحوري في الإسلام. وكان صاحب رأي ذكي وحكيم كان له آثار إيجابية كبيرة. وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي أبو بكر"وكان الهدف من ذلك تعليم الأمة مكانة الصحابة وفضلهم، وكان له الأثر الكبير في العناية بالقرآن الكريم من خلال جمعه الذي مثل خطوة تأسيسية لحفظ النص الإلهي.
وأضاف: إن إقامة الخلافة الإسلامية كان ضرورة قصوى لتوحيد كلمة المسلمين وإقامة دولة تقوم على العدل، وفي حادثة سقيفة بني ساعدة كان قرار الصحابة أن يخلف أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن اختيار الخليفة الأول كان على أساس عدله ونزاهته وتقواه، وكان اختياراً حراً ونزيهاً، وكان الجميع مقتنعين ومتحدين في كلمتهم باختيار أبي بكر. الصديق رضي الله عنه، وبعد ذلك قال كلمته الشهيرة: "إني قد وليت عليكم ولست بخيركم. إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني. فالضعيف فيكم قوي في عيني حتى آخذ الحق منه، والقوي فيكم ضعيف في عيني حتى آخذ الحق منه.
يذكر أن المنتدى "السيرة النبوية" تقام المجلة الأسبوعية كل أربعاء من كل أسبوع في الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيه من الدكتور محمد الدويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإلقاء الضوء على المعالم المشرفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيف نشأ، وكيف تعامل مع الناس، و وكيف أدار شؤون الأمة، لنتعرف على هذه المعاني النبيلة لنستفيد منها في حياتنا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




