قلة الصحفيات تخنق صوت نساء كمبوديا

وأظهرت دراسة حديثة المركز الكمبودي للإعلام المستقل (CCIM) لا يزال عدد الصحفيات في كمبوديا منخفضًا للغاية، حيث لا يشكل سوى 10 إلى 13 بالمائة من الصحفيين المسجلين، مما يحرم نصف السكان من تمثيل أصوات النساء وخبراتهن في قضايا مثل العنف المنزلي، واستغلال العمل، والصحة والأمومة، والمشاركة السياسية، والاتجار بالبشر.

قالت شان سوكانتياوقالت المديرة التنفيذية للمركز، إن الصحفيات يتعرضن للتحرش اللفظي والجسدي من قبل السلطات المحلية والمسؤولين، وغالباً ما يضطررن للذهاب إلى المناطق النائية لتغطية قضايا حساسة مثل النزاعات على الأراضي والبيئة والسياسة، مما يعرض سلامتهن للخطر.

وأضافت أن المرأة أكثر عرضة للضغوط النفسية وقد تتخلى عن واجباتها بسبب المخاطر أو عدم وجود دعم أسري، داعية الحكومة إلى تعزيز قيمة الصحفيات وتدريب السلطات على قانون الإعلام ودور الصحفيين وكيفية التعامل مع طلباتهم.

وقال طيب اسنارثوقال المتحدث باسم وزارة الإعلام، إن نسبة النساء بين الصحفيين المسجلين وصلت إلى 13 بالمئة حتى نهاية أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الحكومة تعمل على زيادة هذا العدد من خلال التعاون مع الإدارات المحلية، وتشجيع المرأة على تطوير مهاراتها والمساهمة في وسائل إعلام حديثة وعالية الجودة.

لكن صحفية مخضرمة في بنوم بنه قالت إن عدد الصحفيات في كمبوديا آخذ في الانخفاض، مشيرة إلى أن العديد منهن يتركن المجال للعمل في شركات خاصة أو كمنشئات محتوى على الإنترنت، أو بسبب القيود العائلية ومخاطر المهنة، أو التمييز أو عدم الدعم من الزملاء الذكور، أو انخفاض الرواتب، أو ظروف العمل السيئة، والتحرش.

وأضافت الصحفية أن أبرز تجاربها كانت في تغطية احتجاج عمال المصنع عام 2013، حيث اندلعت أعمال عنف بين العمال والشرطة، مما جعلها تشعر أحيانًا بعدم احترام الصحفيات، ويُنظر إليهن على أنهن أقل كفاءة.

وأشار استطلاع CCIM إلى أن 67% يرون نقصًا في وجود النساء في المناصب القيادية، ويعتقد 27% أن النساء يحصلن على “قصص أكثر ليونة” مقارنة بالرجال، ويقول 23% أن الرجال لديهم فرص أفضل للترقية، مما يؤدي إلى تمثيل محدود لأصوات النساء في وسائل الإعلام.

وأشارت الصحفية إلى أن هناك تقدما في الوعي الجنساني واحترام قدرات المرأة، لكن التحديات لا تزال قائمة. ونصحت الشابات الراغبات في العمل الصحفي بعدم الاستسلام والشعور بأنهن أقل كفاءة من الرجال، مؤكدة أن المهارات والشغف والمثابرة هي مفتاح النجاح.