دراجات كهربائية «غير مرئية» تتجول في الشوارع الداخلية وتربك السائقين

أثار تزايد استخدام الأطفال للدراجات الكهربائية المنخفضة السرعة والمعروفة باسم “الدرفت” في الشوارع الداخلية وبعض الطرق الرئيسية، مخاوف بين مستخدمي الطريق، بسبب صعوبة مراقبتها، حيث أن سرعتها وسرعتها المنخفضة للغاية تمنع السائقين من رؤيتها، مما يجعلها خطرا غير مرئي يهدد بوقوع حوادث خطيرة.
ويربط المواطنون انتشار ركوب هذا النوع من الدراجات الهوائية باعتدال الطقس وزيادة أوقات الفراغ، إضافة إلى سهولة شرائها عبر المتاجر الإلكترونية أو الأسواق المفتوحة، دون ضوابط واضحة تحدد الفئة العمرية أو أماكن الاستخدام، وهو ما حول الأحياء السكنية إلى ساحات مغامرة غير محسوبة العواقب.
وشدد خبراء قانونيون على أن المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه السلوكيات تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأسرة، فهي الجهة التي لها صلاحية السماح أو المنع، محذرين من أن تمكين الأطفال من ركوب الدراجات الهوائية غير المرخصة أو غير المخصصة للطرق العامة قد يرقى إلى مستوى الإهمال، خاصة إذا أدى إلى تعريض الطفل أو غيره للخطر.
وتفصيلاً، أبدى مواطنون بالمنطقة الشرقية قلقهم من تزايد انتشار الدراجات الكهربائية منخفضة الارتفاع من نوع «المشروع» في الشوارع الداخلية والرئيسية، مؤكدين أن خطورتها لا تكمن فقط في سرعتها، بل أيضاً في صعوبة ملاحظتها من قبل السائقين، ما يجعلها عرضة للاصطدام بها، خاصة عند التقاطعات ومخارج الأحياء السكنية.
وقال المواطن عبدالله الحفيتي، إن هذه الدراجات تسير داخل الأحياء السكنية وعلى بعض الطرق الرئيسية، مشيراً إلى أن العديد من سائقيها يتعمدون التحرك بسرعات عالية، أو المناورة بين المركبات بشكل مفاجئ، مما يربك حركة المرور ويشكل خطراً مباشراً على السائقين والمشاة على حد سواء، مضيفاً أن انخفاض مستوى هذه الدراجات يجعل من المستحيل رؤيتها، خاصة في الليل أو عند خروج المركبات من مواقف السيارات والمنازل.
وقالت المواطنة ريم علي النقبي، إن انتشار الدراجات الدرفت الكهربائية بين الأطفال والمراهقين يرتبط بشكل مباشر باعتدال الطقس وزيادة أوقات الفراغ، ما شجع الكثيرين على الخروج إلى الشوارع الداخلية لاستخدامها كوسيلة للترفيه، بعيداً عن الإشراف المباشر للعائلة.
وأضافت أن سهولة شراء هذا النوع من الدراجات عبر المتاجر الإلكترونية أو الأسواق المفتوحة، ساهمت في زيادة انتشارها، في ظل غياب ضوابط واضحة تحدد الفئة العمرية المناسبة لاستخدامها، أو اشتراط تخصيص أماكن مخصصة لها، مشيرة إلى أن بعض الأسر لا تدرك خطورة السماح باستخدام هذه الدراجات على الطرق العامة، وتتعامل معها على أنها لعبة آمنة.
وأوضح النقبي أن هذا الواقع حول الأحياء السكنية إلى ساحات مغامرات غير محسوبة العواقب، إذ تشهد الشوارع الداخلية سباقات عشوائية ومناورات خطيرة بين المركبات، ما يضاعف احتمال وقوع الحوادث ويهدد سلامة الأطفال أنفسهم، إضافة إلى المشاة وسائقي المركبات.
وشددت على أن المشكلة لا تتعلق بالهواية بحد ذاتها، بل بسوء استخدامها وغياب التنظيم، داعية إلى تكثيف التوعية الأسرية، للتأكد من توجيه الأطفال لاستخدام هذه الدراجات في أماكن مخصصة وآمنة.
بدوره أكد المواطن سعيد اليماحي أن استمرار هذه السلوكيات يعكس حاجة ملحة لحلول عملية تتجاوز التحذيرات المتكررة، داعيا إلى تكثيف حملات الرصد الميداني وتشديد الإجراءات بحق المخالفين، إضافة إلى دور الأسرة في منع الأطفال من استخدام هذه الدراجات في غير الأماكن المصرح بها.
إلى ذلك، أوضح المستشار القانوني والمحامي رشيد الحفيتي، أن القانون لا ينظر إلى هذه الحوادث على أنها “هواية بريئة”، بل سلوكا مخالفة يعرض القاصر للخطر ويضع ولي أمره تحت المساءلة، لافتا إلى أن “ضعف إجراءات السلامة في الدراجات الكهربائية منخفضة السرعة، وعدم ارتداء سائقيها الخوذات أو معدات الحماية، يضاعف احتمالية وقوع إصابات خطيرة”.
وأضاف: «إن السماح بقيادة هذه الدراجات على الطرق الداخلية أو الرئيسية، رغم التحذيرات الرسمية المتكررة، يعد انتهاكاً لواجب الرعاية والحماية الذي يفرضه القانون على الوالدين والمسؤولين عن رعاية الطفل».
من جهتها، أكدت المستشارة التربوية والقانونية موزة مسعود، أن الفئة العمرية ما بين 10 و14 عاماً هي الأكثر انجذاباً لهذا النوع من الدراجات، بعيداً عن التقليد والتحدي، مؤكدة أن بعض الأطفال ينظرون إلى الشوارع الداخلية على أنها حلبات سباق، في ظل غياب الرقابة الأسرية المباشرة.
وأشارت إلى أن عدداً من الأسر لا تدرك خطورة هذه السلوكيات، أو تتسامح معها من باب الترفيه، داعية إلى تعزيز الحوار الأسري، وتوضيح أن قوانين المرور وضعت لحماية الأرواح وليس لتقييد المتعة، مشددة على أن البديل الآمن هو الأماكن المخصصة المجهزة بمعايير السلامة.
وأكدت المستشارة القانونية والمحامية أساور المنصوري أن قانون المرور نص على عقوبات واضحة للحد من انتشار السلوك الخطير، منها الغرامة وحجز ومصادرة الدراجة الهوائية عند ضبطها في أماكن غير مرخصة.
وأوضحت أن قيادة دراجة نارية غير مرخصة، أو بدون رخصة قيادة تجيز لصاحبها ركوبها، تعد مخالفة جسيمة، تتضاعف خطورتها عند القيادة بتهور أو تعمد مخالفة قواعد المرور، حيث يشكل ذلك خطراً مباشراً على حياة السائق والآخرين.
وأضافت أن القانون يحظر استخدام الدراجات الترفيهية ذات الثلاث عجلات فأكثر على النهر وكتف الطريق، ويقصر استخدامها على المناطق الرملية أو المناطق المخصصة لذلك، مع أخذ تعهدات من أصحابها بعدم استخدامها على الطرق العامة.
المحامي راشد الحفيتي :
. القانون لا ينظر إلى “الدرفت” على أنه هواية، بل سلوك يعرض القاصر للخطر، ويعرض ولي أمره للمساءلة.
ريم علي النقبي:
. يرتبط انتشار الانجراف بين الأطفال والمراهقين بشكل مباشر باعتدال الطقس وزيادة وقت الفراغ.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر




