من ضيق التنفس إلى حرقة المعدة… تأثير تمدد الرحم على أعضاء الحامل

يعد ضغط الجنين على الأعضاء الداخلية من أكثر الأعراض المزعجة خلال فترة الحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة، وذلك نتيجة التوسع الطبيعي للرحم، والذي ينتقل من حجم صغير أسفل السرة إلى مستوى القفص الصدري تقريباً قبل الولادة. ويؤدي هذا التوسع إلى تغير أوضاع عدد من الأعضاء الحيوية داخل الجسم، وهو ما يفسر مجموعة من الأعراض الشائعة عند النساء الحوامل.

تأثير نمو الرحم على الأعضاء الداخلية
• المعدة والأمعاء: يدفع الرحم المعدة والأمعاء إلى الأعلى، مما يبطئ عملية الهضم ويزيد الشعور بالشبع والانتفاخ والحرقة، خاصة مع تأثير هرمون البروجسترون الذي يريح عضلات الجهاز الهضمي.
• المثانة: يقل حجمها الوظيفي بسبب الضغط المباشر عليها، مما يسبب كثرة التبول ليلاً ونهاراً.
• الرئتان والحجاب الحاجز: ارتفاع الرحم يقلل من سعة الرئة، مما يسبب الشعور بضيق في التنفس، خاصة في الثلث الأخير من الحمل.
• العمود الفقري والعضلات: يؤدي نمو الرحم إلى تغيير مركز ثقل الجسم، مما يزيد الضغط على أسفل الظهر ويؤدي إلى آلام العضلات واختلال التوازن.
• الكبد والطحال: قد يتحركان قليلاً عن وضعهما الطبيعي، إلا أنهما يتأقلمان تدريجياً دون أن يؤثر ذلك بشكل كبير على وظائفهما.

كيف يمكن التخفيف من هذه الأعراض؟
• تعديل وضعية النوم والجلوس: النوم على الجانب الأيسر والجلوس بشكل مستقيم مع دعم أسفل الظهر يساعد على تقليل الضغط وتحسين الدورة الدموية.
• الوجبات الصغيرة والمتكررة: تقلل الضغط على المعدة وتخفف من الارتجاع والحرقة.
• الحركة الخفيفة وتمارين التمدد: المشي وتمارين التمدد اليومية تعمل على تحسين الدورة الدموية وتخفيف آلام الظهر والإمساك.
• تمارين التنفس أو اليوجا الخفيفة: تساعد على تحسين قدرة الرئة وتخفيف الشعور بضيق التنفس.
• الترطيب وتناول الألياف: شرب الماء وتناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة يساعدان على الهضم ويقللان من الإمساك.
• الراحة المنتظمة: فترات الراحة ورفع القدمين تخفف من التعب وتقلل من التورم.

متى يجب عليك رؤية الطبيب؟

ويجب الاستشارة الطبية فوراً في حال ظهور أعراض غير طبيعية، مثل الألم الشديد أو المفاجئ، أو النزيف، أو ضيق شديد في التنفس، أو الدوخة أو الإغماء، أو تغير ملحوظ في حركة الجنين، أو صعوبة مستمرة في التبول، أو تورم شديد في الأطراف.

متى تعود الأعضاء إلى وضعها الطبيعي؟

بعد الولادة، ومع عودة الرحم تدريجياً إلى حجمه الطبيعي، تستعيد الأعضاء مواقعها الأصلية خلال فترة شهرين تقريباً، مع تحسن ملحوظ في التنفس والراحة العامة خلال الأيام الأولى بعد الولادة.