سوق سوداء لبوابات الإنترنت في دمشق والسعر يصل إلى مليون ليرة

“لا يوجد بوابات حاليا، عليكم الانتظار حتى تركيب بوابات جديدة.. ووعدنا بها هذا العام”، كان هذا رد موظف شركة الاتصالات في مقسم المزرعة بدمشق عندما أردنا شراء مقسم انترنت ADSL، طلب منا الموظف تقديم الأوراق والانتظار، وتكرر نفس الرد تقريبا في مقسمات أخرى بدمشق، بالإضافة إلى مقسمي جرمانا وقدسيا بريف دمشق.
سوق الانترنت السوداء في دمشق
خيار الانتظار متاح بالتأكيد، لكن هناك خيار آخر فوري يوجهك إليه الموظفون أنفسهم، وهو السوق السوداء: «إذا اضطررت خذ هذا الرقم وتحدث معه وقل له إنك تعمل لديّ». اتصلنا بالشخص الذي تبين لاحقًا أنه أيضًا موظف في شركة الاتصالات، لكنه سمسار، وعرض علينا بوابات من شركات خاصة بأسعار متفاوتة، وتركيبها فوري.
وبدأت أسعار السماسرة من 500 ألف ليرة ووصلت إلى مليون ليرة في جرمانا وقدسيا، علماً أن هذه بوابات تابعة لشركات القطاع الخاص، بينما لم تكن بوابات شركة تسال التابعة لشركة الاتصالات متوفرة على الإطلاق.
وأكد موظف في شركة الاتصالات، أن شركة الاتصالات السورية تعطي الأولوية لتوسيع بوابات جديدة للشركات الخاصة على حساب مشتركيها، مشيراً إلى أن ذلك لا ينطبق على الشركة فقط بل على موظفيها أيضاً.
وتابع أن “شركات تزويد خدمة الانترنت لديها تغلغل واضح في صفوف الموظفين في شركة الاتصالات، حيث تغريهم بمبالغ مالية تفوق مئتي ألف ليرة سورية عن كل بوابة يبيعونها للزبائن الذين لا يستطيعون الاشتراك بخدمة ADSL عبر شركة الاتصالات للتراسل”.
ويشير الموظف إلى أن معظم موظفي قسم التجارب في المقاسم، إلى جانب بعض موظفي نوافذ تقديم طلبات اشتراكات الإنترنت، يتعاملون مع مزودي القطاع الخاص كعمل جانبي من خلال بيع البوابات، أو حتى أن بعضهم يكون موظفاً في تلك الشركات في المساء بعد انتهاء ورديتهم الصباحية في السورية للاتصالات، ولذلك فإن ولاءهم غالباً يكون لتلك الشركات الخاصة.
وأضاف أن «الموظف يوهم الزبون بأنه استطاع تأمين بوابة له بعد عناء البحث، ويتفق معه على السعر المرتفع بسبب ندرة البوابات، لكن الحقيقة أن الشركات الخاصة تضع أكثر من 12 مشتركاً على بوابة واحدة»، ما يسبب ضعف السرعة وانقطاع الخدمة بشكل متكرر، لكن عدم وجود البوابات يفرض على الزبائن قبول الوضع الحالي.
ويؤكد تصريح الموظف أن عبارة “شراء بوابة” عبارة غير دقيقة، وما يحدث هو تأمين شاغر في بوابة مشتركة للعميل حتى لو تجاوز العدد 12 مشترك في بوابة واحدة، وهذا قد يزيد من سوء الخدمة لجميع المشتركين في البوابة، مبيناً أن عدد المشتركين في البوابة الواحدة في شركة تارسول الأكثر طلباً لا يتجاوز 8، علماً أن الشركة أوضحت خلال السنوات السابقة أن نسبة شراكتها لا تتجاوز 4 لكل بوابة.
مشاركة وبيع بوابات الإنترنت
من جهة أخرى، هناك تجارة أخرى للبوابات في السوق السوداء ضمن شركة الاتصالات السورية تراسل، حيث تبدأ عملية إلغاء الاشتراكات في البوابات بسبب التأخر في دفع الفواتير، ويؤكد الموظف أنه فور حدوث الإلغاء المالي يقوم الموظفون بتقسيم البوابات في المقاسم وبيعها في السوق السوداء خلال ساعات بأسعار قد تصل إلى أكثر من مليون ليرة، خاصة في تلك المقاسم التي تعاني من غياب بوابات الإنترنت بشكل كامل لفترة من الوقت وزيادة كبيرة في الطلبات المتراكمة “على الدور”.
وفي عام 2021، قال المدير الفني لشركة الاتصالات السورية، مصعب الحاج علي، إن الشركة ليس لديها أي فكرة عن السوق الموازية، وأنه لا يمكن لأحد مهما كانت قوته في أي مركز هاتفي التلاعب بسعر بوابة الإنترنت، مشيراً إلى أن برنامج خدمة الزبائن “CCBS2” سيعمل على الحد من هذه الظاهرة في حال وجودها.
يذكر أن سعر الاشتراك ببوابة الانترنت الذي حددته الشركة السورية للاتصالات رسمياً هو 22500 ليرة سورية فقط، وهو آخر سعر حددته في شباط الماضي، مع رفع أسعار الاشتراك بالسرعة الشهرية لتصبح 7500 ليرة سورية لسرعة 512، و10800 لباقة 1 ميغا، و15000 ليرة سورية لسرعة 2 ميغا، و25000 لسرعة 4 ميغا، و42500 لسرعة 8 ميغا، و54000 لسرعة 16 ميغا، و75000 لسرعة 24 ميغا.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر