صور| متاحف حائل.. رحلة عبر الزمن تروي تاريخ الموروث العريق

وتشكل المتاحف نافذة على الماضي تحكي للزوار تاريخ أهل المنطقة من خلال مجموعة فريدة ومتنوعة من القطع والأدوات التاريخية والتراثية التي تمثل متطلبات واحتياجات تلك الفترة.
متاحف حائل
تقول الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث بجامعة حائل الدكتورة سامية سليمان الجابري: “تكمن أهمية المتاحف في الحفاظ على التراث وحمايته من الاندثار، وتعريف الأجيال بتراثها الحضاري والثقافي. كما أنها توفر بيئة غنية بالمعلومات تساعد على تعزيز المعرفة التاريخية والعلمية لدى الزوار الدوليين والسياح القادمين من خارج المملكة. سواء كانوا من الطلاب والباحثين، أو المهتمين بالجانب الثقافي الأثري، إضافة إلى ذلك تعتبر المتاحف وجهة سياحية مميزة ومشجعة على السياحة الثقافية وتغني زوارها بكمية واسعة ومتنوعة من… الأدوات والأدوات التراثية النادرة مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي للمنطقة.
وأكدت الاهتمام الكبير للقيادة الرشيدة – أيدها الله – بتعزيز دور المتاحف باعتبارها مراكز حضارية وثقافية تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وترسيخ الهوية الوطنية من خلال إبراز التراث الثقافي والإنساني.
المعالم الثقافية
ومن تلك المتاحف التي تزخر بها منطقة حائل متحف “الأصالة” الذي يعتبر أحد المعالم الثقافية والتراثية والسياحية البارزة في المنطقة. ويساهم في التعريف بالتراث العربي والسعودي، ويعرض التحف والأدوات التي تلقي الضوء على حياة الأجيال السابقة، بالإضافة إلى الأثاث التقليدي من المجالس التقليدية. الكراسي التراثية والخزائن المصنوعة يدوياً والتي كانت تستخدم في المنازل القديمة.
يقول صاحب متحف “الأصالة” علي بخريسة: “يستقبل المتحف الزوار من العرب والأجانب، ويثريهم بمعروضات متنوعة تلقي الضوء على تاريخ وتقاليد منطقة حائل، أبرزها وهي أدوات تراثية قديمة مثل: صناعة الفخار، وأدوات الطبخ، وأدوات الصيد، بالإضافة إلى مجموعة من الأزياء التقليدية التي ترتديها قبائل المنطقة، منها الملابس الرجالية والتي تشمل السديري، والدغلة، الكوت، والبشت، تضاهيها الملابس النسائية المطرزة والمنسوجة يدوياً، والتي تشمل المروضون، والدغلة، والصباح، والبرقع “أغطية الوجه”، و”الدرعة” التي كانت ترتديها نساء حائل قديماً، بالإضافة إلى عدد من السيارات الكلاسيكية من مختلف الماركات.
المقتنيات الفريدة
ويحتوي المتحف، الذي استغرق إعداده، بحسب بخريسا، 20 عاما من خلال رحلات بحثية داخل المملكة وخارجها، مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية مثل السيوف والخناجر والبنادق القديمة، إلى جانب مجموعة من المجوهرات والزينة التقليدية التي كان يرتديها الملوك. المرأة في المناسبات الاجتماعية وتتميز بتصاميمها التراثية الأصيلة. بالإضافة إلى البيوت التقليدية التي كانت سائدة في المنطقة، والمتميزة في تصاميمها ومواد بنائها المحلية.
ومن المتاحف الشهيرة في منطقة حائل متحف “وجدت أثراً من الماضي”، وهو عبارة عن بيت طيني يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام. وقام صاحبه خالد المطرود بتحويله إلى متحف يضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من المقتنيات الفريدة الموزعة في أجنحة وممرات المنزل بأكثر من (2000) قطعة أثرية. بالإضافة إلى المجالس التراثية التي تتميز بارتفاع سقفها الذي يصل أحياناً إلى 8 أمتار وعرضها 15 متراً، كرمز ينتمي للمنطقة في طريقة بناء هذه المجالس التي تختلف في شكلها. في الصيف والشتاء، بالإضافة إلى بيت حائل القديم الذي يتميز بكثرة غرفه وأفنيته التي توفر التهوية الطبيعية من خلال أشجار النخيل والبرتقال والأترج في الواجهة.
استقطبت المتاحف الخاصة بمنطقة حائل محبي المقتنيات الأثرية، ونالت استحسانها. وبحسب فادي العبد الله، أحد هواة المقتنيات، فإنها تؤرخ تفاصيل حقبة ماضية وتدمجها مع الحاضر كإرث أصيل يربط الماضي بالحاضر. ويرى المقيم عنتر الكيلاني من جمهورية مصر العربية أن ذلك يسمح بالتعرف على التراث الثقافي. وتاريخ المملكة بشكل عام والمنطقة بشكل خاص من خلال الأدوات الأثرية، بالإضافة إلى نقل صورة عن ماضي المنطقة وطرق عيش أهلها، وكيفية تكيفهم مع… تلك الفترات الزمنية.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر