بشهادة شقيقه.. ما موقف نضال سيجري من الثورة وهل مول “الأسد” علاجه؟

تحدث الطيار الحربي السابق محمد سيجري خلال ظهوره في برنامج “وفي رواية أخرى” على قناة “العربي” عن المواقف السياسية والإنسانية لشقيقه، الممثل الراحل نضال سيجري، مسلطاً الضوء على موقفه من الثورة السورية، وحقيقة تمويل نظام بشار الأسد لعلاجه من مرض السرطان.

وأوضح محمد سيجري أن شقيقه نضال كان معروفاً بشجاعته واستقلاليته، قائلاً: “كثيرون وضعوا علامات استفهام حول موقف نضال من الثورة السورية، لكن من يعرفه عن قرب يدرك شجاعته حتى في استقالته من المسرح القومي، ومواقفه الاجتماعية والسياسية كانت دائماً واضحة وصريحة”.

وأكد أن شقيقه نضال كان شخصية عصامية ووطنية، لا يسعى وراء أي منصب أو مكاسب شخصية، موضحاً أنه لم يكن بحاجة لرفع شعارات ليُعلن عن مواقفه، بل جسدها من خلال أفعاله، حين كان يدعم أصدقاءه المعتقلين ويقف إلى جانبهم في أصعب الظروف.

وبيّن محمد أن شقيقه نضال كان له دور بارز خلال الثورة السورية في دعم المعتقلين، إذ توجه برفقة الفنان السوري مكسيم خليل وعدد من الممثلين إلى اللاذقية لدعمهم، مضيفاً: لم يتردد في النزول إلى الشارع رغم المخاطر، وجلس مع الأهالي، وأصرّ على البقاء في اللاذقية حتى التقى المحافظ حينها، رياض حجاب، وتمكن من التوسط بنجاح للإفراج عن عدد من المعتقلين”.

وروى محمد سيجري موقفاً لنضال قبل اندلاع الثورة السورية، عندما تلقى طلباً من عائلة طفل يعاني من إعاقة في منطقة الشيخ بدر للقائه، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من انشغاله حينها، أصر نضال على زيارة الطفل شخصياً، رافضاً تجاهل أي نداء إنساني.

ما حقيقة تمويل نظام الأسد لعلاج نضال سيجري؟

نفى محمد سيجري بشكل قاطع الأخبار التي تداولت أن نظام بشار الأسد تكفّل بعلاج شقيقه من سرطان الحنجرة الذي أُصيب به عام 2009، قائلاً: “كنت الشخص الأول الذي علم بإصابته.. أنا من رافقته في جميع مراحل العلاج، من إجراء الخزعات إلى التنقل بين بيروت وألمانيا وواشنطن”.

وأضاف: “في بداية العلاج، اقترح البعض إرسال سيارة من القصر الجمهوري لنقله لجلسات العلاج، لكنني رفضت، وكنت أقوم بنقله بنفسي.. كل تكاليف العلاج كانت على نفقتنا الخاصة، ولم يدفع أحد أي شيء، لا بشار الأسد ولا غيره”.

وتابع: “تفاجأنا بعد وفاته بوجود أخبار تزعم أن بشار الأسد تكفل بعلاجه.. هذا غير صحيح على الإطلاق.. نضال لم يتلقَ أي دعم من النظام.. نحن عائلة مستقلة، ولم نقبل بأي مساعدة من أي جهة”.

نضال سيجري والتهديدات الأمنية

وخلال المقابلة، تطرق محمد سيجري أيضاً للحديث عن تعرض شقيقه نضال لمضايقات وتهديدات أمنية من قبل نظام الأسد، إذ قال: “كثيرون لا يعرفون أن نضال اعتُقل من قبل المخابرات الجوية وتعرض للتهديد بأطفاله.. وحتى خلال فترة علاجه، مُنع من مغادرة البلاد”.

وأوضح أن نضال كان من بين الفنانين الذين خططوا إلى دخول حي بابا عمرو المحاصر لدعم أهالي الحي وكسر الحصار المفروض عليهم من قبل نظام الأسد.

وختم الطيار السوري حديثه عن شقيقه، قائلاً: “هناك مواقف كثيرة لنضال لا يعرفها الناس، لكن نضال كان في الحقيقة مريضاً.. وأفتخر بما فعله، لأنه في وقت كان فيه غيره جالساً على السرير، كان هو يحاول أن يتكلم ويناضل حتى آخر لحظة من حياته”.