صحة و جمال

لا للأدوية… جرّب التجديد العقلي اليومي

القاهرة:مي كمال الدين  

كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة تورونتو أن إدخال تجربة جديدة يوميًا، مهما كانت بسيطة، يمكن أن يؤدي إلى تحسين ملحوظ في الذاكرة والحالة النفسية، وخصوصًا لدى كبار السن المعرضين لتدهور الوظائف المعرفية. الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature: Scientific Reports، قدّمت نتائج واعدة تفيد بأن التغيير الطفيف في تفاصيل الحياة اليومية يُمكن أن يصنع فرقًا حقيقيًا في أداء الدماغ وجودة الحياة.


🔬 تجربة علمية في ظروف استثنائية

خلال صيف عام 2020، وفي خضم القيود التي فرضها الحجر الصحي، شارك 18 شخصًا في السبعينيات من أعمارهم في تجربة امتدت لثمانية أسابيع، استخدموا خلالها تطبيقًا ذكيًا على هواتفهم لتسجيل الأنشطة التي خاضوها، والمشاعر التي رافقت كل تجربة. الهدف كان رصد تأثير التجديد اليومي على الأداء الذهني والمزاج.

النتائج كانت لافتة: كلما أقدم المشارك على فعل شيء جديد — مثل تغيير مسار المشي، أو تجربة طعام جديد، أو بدء محادثة غير معتادة — ارتبط ذلك بارتفاع واضح في المشاعر الإيجابية، وتحسن في التركيز والذاكرة، بل وشعور عام بأن الوقت يمرّ بسرعة أكبر.


🧠 الدماغ يستجيب للتجديد

وجد الباحثون أن التجارب الجديدة، حتى البسيطة منها، تُنشط مناطق رئيسية في الدماغ، أبرزها الحُصين والجسم المخطط، وهما المسؤولان عن تنظيم الذكريات والتحفيز العاطفي. كلما كانت الروابط العصبية بين هاتين المنطقتين أقوى، كانت الاستجابة للتجديد أكثر وضوحًا. وهذا ما يفتح آفاقًا واعدة لتطوير نمط حياة يومي يضمن تنشيط الدماغ، بعيدًا عن العلاجات الدوائية.


👵 كبار السن… الفئة الأكثر استفادة

أبرزت الدراسة أن الفئة العمرية الأكبر هي الأكثر استجابة للتغيير الإيجابي. فبينما قد يتراجع الأداء العقلي مع التقدم في السن، فإن جرعة يومية من الجديد — مهما كانت صغيرة — قادرة على كبح هذا التراجع، وتحفيز الدماغ على الاستمرار في العمل بكفاءة.


🔄 لا حاجة إلى تغييرات جذرية

الرسالة الأهم التي خرج بها الباحثون هي أن التحسين لا يتطلب مغامرات خارقة أو تغييرات جذرية، بل يكفي تعديل بسيط في الروتين اليومي. فتح نافذة في وقت غير معتاد، أو المشي في شارع لم تُسلكه من قبل، أو حتى تبديل ترتيب الأثاث — كلها محفزات حقيقية للدماغ.


📌 توصيات علمية لتطبيق التجربة:

  • خصّص لحظات يومية لتجربة أمر غير مألوف.

  • دوّن مشاعرك بعد كل تجربة لتعزيز الوعي بالتأثير.

  • حفّز محيطك على تبني هذه العادة لتوسيع أثرها.

  • استمر في التجديد دون ضغط، فالتراكم اليومي هو الأهم.


✅ خلاصة علمية:

تؤكد نتائج هذا البحث أن التغيير اليومي البسيط يمكن أن يكون أداة فعالة في الحفاظ على حيوية الدماغ، وتحسين الحالة النفسية، ومقاومة التراجع المعرفي المرتبط بالعمر. في عصر تسوده السرعة والتكرار، بات من الضروري أن نُعيد النظر في روتيننا اليومي، ونمنح عقولنا فرصة التجديد.

نشاط صغير، أثر عظيم… ابدأ اليوم.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
Scan the code
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك؟