أخبار العالم

القنبلة “GBU-57”.. سلاح أميركي خارق يهدد منشآت إيران النووية تحت الأرض

القاهرة: «خليجيون 24» 

كتبت/ مي عبد المجيد 

تُثار تساؤلات عديدة حول مدى فعالية الضربات الإسرائيلية في استهداف جوهر البرنامج النووي الإيراني، لا سيما أن منشأة فوردو، الواقعة على عمق يقارب مئة متر تحت الأرض، تبدو عصية على معظم أنواع القنابل التقليدية. وعلى عكس منشأتَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تُعد فوردو محصنة بدرجة عالية، بحيث لا يمكن اختراقها إلا باستخدام القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات “جي بي يو-57” (GBU-57)، والتي لا تمتلكها إسرائيل.

وتُعرف هذه القنبلة بأنها إحدى أكثر الأسلحة التدميرية تطوراً، إذ يبلغ وزنها 13 طناً، وتملك قدرة على اختراق عشرات الأمتار من الطبقات الأرضية قبل انفجارها، ما يجعلها السلاح الوحيد القادر على تدمير منشآت كهذه.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي تمكن خلال الأيام الخمسة الأولى من التصعيد من قتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وتدمير منشآت فوق الأرض، فإن جدوى هذه العمليات في ضرب البنية التحتية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني ما تزال موضع شك، وفق ما أشار إليه الباحث بهنام بن طالبلو من “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” في تصريح لوكالة “فرانس برس.”

وأشار الخبير في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات”، التي تُعد مقرّبة من التيار المحافظ الجديد في الولايات المتحدة، إلى أن “كل الأنظار تتجه نحو منشأة فوردو” الواقعة جنوبي طهران، باعتبارها الموقع الأكثر تحصيناً ضمن المنشآت النووية الإيرانية. لفت إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت عدم رصد أي أضرار في هذه المنشأة حتى الآن.

منشأة في مأمن من الضربات الإسرائيلية

على عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تقع منشأة فوردو على عمق كبير يصل إلى نحو مئة متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية.

وأكد الجنرال الأميركي مارك شوارتز الذي خدم في الشرق الأوسط، ويعمل حالياً خبيراً في مركز “راند كوربوريشن” للأبحاث، أن “الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة العسكرية التقليدية” على تدمير موقع كهذا. ويقصد شوارتز بهذه “القدرة التقليدية”، أي غير النووية، قنبلة “جي بي يو-57”.

ما قدرة قنبلة “جي بي يو – 57″؟

تتميز هذه القنبلة الأميركية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير. ويوضح الجيش الأميركي أن قنبلة “جي بي يو-57” “صممت لاختراق ما يصل إلى 200 قدم (61 متراً) تحت الأرض قبل أن تنفجر”.

وعلى عكس الصواريخ أو القنابل التي تنفجر شحنتها عند الاصطدام، تتمثل أهمية هذه الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات بأنها تخترق الأرض أولا ولا تنفجر إلا لدى وصولها إلى المنشأة القائمة تحت الأرض.

وتغلف هذه القنابل “طبقة سميكة من الفولاذ المقوى تمكنها من اختراق طبقات الصخور”، ويتجاوز وزنها 13 طناً، بينما يبلغ طولها 6,6 أمتار. وتكمن فاعليتها أيضا في صاعقها الذي لا يُفعّل عند الارتطام، بل “يكتشف التجاويف” و”ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ”، بحسب الخبير ماساو دالغرين.

وبدأ تصميم هذه القنبلة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وطُلِب من شركة “بوينغ” عام 2009 إنتاج 20 منها.

كيف تلقى القنابل الخارقة للتحصينات؟

لا تستطيع إلقاء هذه القنبلة إلا طائرات “بي-2” الأميركية. وكانت بعض هذه القاذفات الاستراتيجية الشبحية موجودة في مطلع أيار في قاعدة “دييغو غارسيا” الأميركية في المحيط الهندي، لكنها لم تعد ظاهرة في منتصف حزيران في صور أقمار اصطناعية من “بلانيت لابس” حللتها وكالة “فرانس برس”.

إلا أن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أكد أن قاذفات “بي-2” التي تُقلع من الولايات المتحدة تستطيع بفضل مداها البعيد “الطيران حتى الشرق الأوسط لشن غارات جوية، وهي سبق أن فعلت ذلك”. وبإمكان كل طائرة “بي-2” حملَ قنبلتَي “جي بي يو-57”.

وإذا اتُخذ قرار باستخدامها، “فلن تكتفي بإلقاء قنبلة واحدة وينتهي الأمر عند هذا الحد، بل ستستخدم أكثر من قنبلة لضمان تحقيق الهدف بنسبة مئة في المئة”، وفقاً لمارك شوارتز.

ورأى هذا الجنرال المتقاعد أن التفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران “يُقلل من المخاطر” التي يمكن أن تُواجهها قاذفات “بي-2”.

 وتوقع بهنام بن طالبلو أن “تترتب عن تدخل أميركي كهذا تكلفة سياسية باهظة على الولايات المتحدة”. ورأى أن ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني “لا يشكل وحده حلاً دائماً”، ما لم يحصل حل دبلوماسي أيضاً.

وفي حال لم تُستخدَم هذه القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات في نهاية المطاف، يُمكن للإسرائيليين، بحسب الخبير نفسه، مهاجمة المجمعات الواقعة تحت الأرض على غرار فوردو، من خلال “محاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء”، وهو ما حصل على ما يبدو في نطنز.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى