أخبار العالم

ايران تدشن استخدام صاروخ “خيبر شکن” في هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل

القاهرة: هاني كمال الدين  

في تصعيد خطير وغير مسبوق في مسار المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ باليستي جديد يحمل اسم “خيبر شکن” في هجوم نفذته طهران ضد أهداف إسرائيلية. هذا الإعلان الذي بثته وكالة “مهر” الإيرانية الرسمية، أكد أن الصاروخ تم استخدامه لأول مرة في الهجوم الصباحي، في خطوة تعد تحولا لافتا في طبيعة ومستوى القدرات العسكرية الإيرانية.

التفاصيل الدقيقة التي نشرها الحرس الثوري الإيراني عبر وكالة “مهر” أفادت بأن الصاروخ “خيبر شکن” ينتمي إلى الجيل الثالث من الصواريخ الباليستية التابعة لقوات الجو والفضاء في الحرس الثوري الإيراني. وتمتاز هذه الصواريخ برأس حربي قابل للانفصال، ما يمنحها قدرة على تجاوز الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ، ويزيد من فعاليتها التدميرية والدقة في إصابة الأهداف.

وأوضح البيان أن العملية الصاروخية شهدت إطلاق أربعين صاروخًا بالوقود الصلب والسائل في هجوم مكثف استهدف مواقع محددة داخل الأراضي المحتلة، في إشارة واضحة إلى تنامي القوة النارية والتكتيكية التي بات يمتلكها الحرس الثوري في مواجهة إسرائيل.

هذه الخطوة الإيرانية جاءت بعد ساعات من الإعلان المفاجئ الذي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الساعات الأولى من صباح الثاني والعشرين من يونيو. في تصريحه الذي وصفه بـ”اللحظة التاريخية”، أكد ترامب أن القوات الجوية الأمريكية شنت ضربات جوية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية شديدة الحساسية، وهي منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان، التي تشكل العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني.

وصف الرئيس الأمريكي هذه العملية بأنها تمثل إنجازًا عسكريًا بالغ الأهمية للولايات المتحدة وحلفائها في إسرائيل والمجتمع الدولي ككل. وأضاف ترامب أن هذا “النجاح المذهل” ينبغي أن يدفع إيران إلى القبول بخيار السلام، في إشارة واضحة إلى رغبة واشنطن في إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي.

وتتزامن هذه التطورات مع توترات متزايدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد العلاقات الإيرانية الإسرائيلية تصعيداً غير مسبوق. إذ ترى طهران في إسرائيل تهديداً دائماً لأمنها القومي، بينما تعتبر إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطراً وجودياً عليها، الأمر الذي يغذي سلسلة من المواجهات المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين عبر ساحات متعددة في المنطقة.

الصاروخ “خيبر شکن” يمثل نقطة تحول لافتة في الاستراتيجية الدفاعية والهجومية الإيرانية، فهو ليس فقط صاروخاً باليستياً متقدماً بل يحمل رمزية دينية وتاريخية في تسميته، إذ يشير إلى معركة خيبر الشهيرة. وبتطوير هذا النوع من الصواريخ، تؤكد طهران عزمها على تعزيز قدرتها الردعية أمام أي تهديدات محتملة.

ومن الناحية التقنية، فإن رأس الصاروخ القابل للانفصال يزيد من صعوبة اعتراضه عبر أنظمة الدفاع الجوي، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجهها أنظمة مثل “القبة الحديدية” الإسرائيلية في التصدي لهجمات متعددة ومتزامنة. ويفتح هذا التطور الباب أمام احتمالات جديدة في موازين القوة بالمنطقة، ويثير تساؤلات جدية حول فعالية المنظومات الدفاعية الغربية في حال حدوث تصعيد واسع النطاق.

في المقابل، لا تزال إسرائيل تلتزم بسياسة الغموض الاستراتيجي في ما يتعلق بردودها على الهجمات الصاروخية الإيرانية، وإن كانت التصريحات العلنية الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين تشي بأن تل أبيب تدرس خيارات رد رادعة قد تشمل توجيه ضربات استباقية أو توسيع نطاق الاستهداف داخل الأراضي الإيرانية.

وفي واشنطن، أثار الهجوم الإيراني الأخير نقاشاً حاداً داخل أروقة الإدارة الأمريكية والكونغرس حول جدوى التصعيد العسكري في مواجهة طهران، وما إذا كانت الاستراتيجية الأمريكية الحالية تحقق الأهداف المعلنة في كبح طموحات إيران النووية والإقليمية، أم أنها تدفع المنطقة نحو مواجهات أوسع يصعب احتواؤها لاحقاً.

ويرى محللون أن استخدام إيران لصاروخ “خيبر شکن” في هذا التوقيت يحمل رسائل متعددة الاتجاهات؛ فهو من جهة رسالة تحذير واضحة لإسرائيل وحلفائها الغربيين، ومن جهة أخرى يعزز الموقف التفاوضي الإيراني في أي محادثات مستقبلية محتملة حول برنامجها النووي أو ملفات المنطقة الأخرى.

أما دول المنطقة، فقد تابعت التطورات الأخيرة بقلق بالغ، خاصة في ظل مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة تشمل أطرافا إقليمية ودولية متعددة، وهو ما قد يهدد الاستقرار الهش في المنطقة برمتها.

ويشير مراقبون إلى أن هذا التصعيد يضع المجتمع الدولي أمام تحديات متزايدة تستدعي تحركات دبلوماسية عاجلة لنزع فتيل الأزمة وضمان عدم انفجار الأوضاع نحو حرب واسعة، خصوصاً مع استمرار تدفق التصريحات التصعيدية من جميع الأطراف المعنية.

ويبقى أن نجاح إيران في تطوير واختبار واستخدام صاروخ من هذا النوع يعزز مكانتها كلاعب إقليمي يصعب تجاوزه، ويعيد ترتيب الحسابات العسكرية والسياسية في المنطقة بشكل قد يرسم ملامح جديدة لموازين القوى في الشرق الأوسط في المرحلة المقبلة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى