نهيان بن مبارك: المبتعثون سفراء للوطن وتجسيد لهويتنا وقيمنا

نهيان بن مبارك: المبتعثون سفراء للوطن وتجسيد لهويتنا وقيمنا
أبوظبي في 14 يوليو / وام / قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن إن الطلبة المبتعثين من أبوظبي للدراسة في الخارج هم طلائع قادة المستقبل وعليهم أن ينظروا إلى دراستهم في الخارج باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من ارتباطهم القوي بالوطن ومحبتهم له وحرصهم على تحقيق آماله كافة وعليهم أن ينظروا إلى دراستهم في الخارج، باعتبارها تأكيداً على اعتزازهم ببلدهم الذي يسعى إلى تحقيق مستقبل زاهر لجميع السكان.
وأكد معاليه أهمية النظر إلى ابتعاثهم للدراسة في الخارج باعتباره علاقة تعاقدية بينهم وبين دولتهم الحبيبة، التي توفر لهم فرص التعليم والتقدم والرقي، وفي المقابل تتوقع منهم بذل أقصى الجهد والعمل بصدق وإخلاص، وأن يأخذوا بأفضل الممارسات العالمية، وأن يعتزوا بهويتهم الوطنية ويحرصوا على القيم والمبادئ الأخلاقية الراقية، وأن يحققوا الإفادة المثلى من الفرص المتاحة كافة. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في اللقاء التوجيهي لمبتعثي دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي للدراسة في الخارج، الذي نظمته دائرة التعليم والمعرفة، بحضور سارة مسلم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي بالتعاون مع 25 شريكاً استراتيجياً من الجهات الوطنية والدولية، وذلك في إطار استعداداتها لتأهيل 300 طالب وطالبة من منتسبي برنامجي “بعثات أبوظبي” و”خطوة” للانطلاق في رحلتهم الأكاديمية خارج الدولة.
ويهدف البرنامج إلى تزويد الطلبة بالمهارات والمعارف والرؤى التي تُمكّنهم من تمثيل دولة الإمارات بكل فخر، وتعزيز جاهزيتهم لتحقيق النجاح الأكاديمي والتميّز كمواطنين عالميين وفاعلين، حيث وجه معاليه كلمة إلى المبتعثين إضافة إلى رؤيته حول تعزيز الهوية الوطنية لدى كافة فئات المجتمع، ولاسيما الشباب.
وقال معاليه إن هذا البرنامج، الذي يسعى إلى الإسهام في إعداد الطلبة المبتعثين، للتعامل الناجح مع تحديات الدراسة بالخارج، وتنمية قدراتهم على أن يكونوا دوماً مصدر خيرٍ وعطاءٍ وإنجاز في داخل الدولة وخارجها، مؤكداً أن البرنامج هو استجابة صادقة، للرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تسعى بكل جدٍ وإخلاص إلى أن يكون جميع أبناء وبنات الوطن نماذج مرموقة للمواطنة الصالحة، وأن يكونوا قادرين على تحقيق النفع لأنفسهم والفائدة لوطنهم وأمتهم وعالمهم، وأن هذه الرؤية الحكيمة والواثقة لصاحب السمو رئيس الدولة تدعو كل فرد فينا إلى أن يفتخر بانتمائه إلى دولة الإمارات، وأن يعبر عن اعتزازه بتراثها الخالد وحاضرها الزاهر، ومستقبلها الباهر، كما أنها تدعونا إلى أن نجسد هذا الفخر والاعتزاز بمحبة الوطن وتأكيد الانتماء والولاء له، وكذلك بالعمل الجاد والالتزام بتحقيق مستويات عالية، في كل ما نقوم به من عملٍ أو جهد، وأن نشارك في حركة التنمية الشاملة، في هذا البلد الطيب الذي أعطانا الفرصة والإمكانات التي تجعل منا مساهمين نشطين في حركة الخير والتقدم والازدهار التي تشهدها الإمارات.
ودعا معاليه المبتعثين إلى تأكيد عميق الولاء والانتماء لوطنهم، كما دعاهم إلى أن يتدبروا التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة حيث قال “ندعو جميع الإماراتيين والجهات المعنية إلى العمل معاً لترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً “، كما قال سموه: ”نريد أن يرى العالم اعتزازنا بهويتنا الأصيلة، وأن تكون القيم الراسخة في مجتمعنا عنواناً مستمراً لنا”، وكذلك قال سموه: “نريد أن تكون أخلاقيات العمل سمة مميزة للإماراتيين والإخلاص والتفاني، وبذل أقصى الجهد للإنجاز واحترام الوقت والحفاظ على الموارد”.
كما دعا معاليه المبتعثين إلى أن يكون عملهم وإنجازاتهم، أثناء دراستهم في الخارج تعبيرا عن الشكر والوفاء والولاء والاحترام لصاحب السمو رئيس الدولة، وذلك في ظل إدراك كامل بالرسالة الأساسية التي يرغب هذا المجتمع في أن ينقلها إليكم، مؤكدا أن المجتمع بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة يتوقع منهم أن تكونوا إضافة إلى نجاحات الدولة في تنمية قيم المحبة والسلام والأخوة والحوار والإنجاز، وأن يكونوا نماذج مضيئة لأبناء وبنات الإمارات أمام العالم كله، وأن يكونوا مثالا على قدرة هذا الشعب الوفي والتزام جميع أفراده، بخدمة مجتمعهم ووطنهم وعالمهم، ومسايرتهم لكل ما يدور في هذا العصر الزاخر بالفرص والتحديات.
وطالب معاليه المبتعثين أن يتدبروا أثناء دراستهم في الخارج الأبعاد المهمة لهويتنا الوطنية التي تحقق لنا ما نسعى إليه من تحقيق مجتمع متلاحم، ينطلق نحو المستقبل بقدرة وثقة وكفاءة، مشيرا إلى أن هوية أبناء وبنات الإمارات قد تجسدت واقعاً وحقيقة في أعمال وأقوال مؤسس الدولة العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، فقد كان “رحمه الله” حكيماً في قراراته وإنجازاته، ودوداً ينفتح على الجميع، شجاعاً في مواجهة كل التحديات، واسع الأفق، يستمع إلى الرأي والرأي الآخر، ويحرص على تنمية قيم التسامح والتعايش والسلام في العالم، كما كان واعياً بمسؤولياته، وبدوره في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، وتحقيق التوازن المبدع بين الأصالة والمعاصرة، وكان لديه انتماء وولاء أصيلان للدين الحنيف وللغة القرآن الكريم، ولرموز الوطن كافة وتراثه وتاريخه واعتزاز ومحبة لأبناء وبنات الوطن، وللإنسان في كل مكان كما كان مثالاً في العدل واحترام حقوق كل شخص، ومعاملة الجميع بالمساواة، وكان على درجة كبيرة من الكرم والجود وثقة كاملة بالنفس وإيمان قوي بالقدرة على تحقيق أهداف الوطن وبالمستقبل الناجح الذي ينتظر دولة الإمارات.
وأوضح أن هذه الصفات هي عناصر تأصلت في شخصية أبناء وبنات الإمارات، معرباً عن ثقته في أنهم سوف يحملونها معهم أثناء وجودهم في الخارج، وأنهم قادرون على التأكيد للعالم كله أن هذه الخصائص قد أصبحت رمزا لنا، يعرفها عنا العالم كله.
وأعرب معاليه عن ثقته في التزام الطلبة بما يترتب على هذا الاعتزاز بهويتنا الوطنية من نتائج وآثار، تتجلى في الأخذ بالسلوك القويم، والاعتزاز بقيم ومعتقدات هذا المجتمع، وأن يكونوا خير سفراء لدولتهم في العالم، مؤكدا أن شباب الإمارات أذكياء واعدون واثقون بأنفسكم، وحريصون على هويتهم الوطنية، فخورون بوطنهم وقادتهم، معتزون بالدور المحوري لدولة الإمارات في العالم كما أن لديهم طموحات واسعة، والتزام بتحقيق كافة أهداف الوطن، وانضباط كامل في العمل، وحرص على تحقيق كل ما وهبه الله لهم من إمكانات.
واختتم معاليه حديثه للمبتعثين قائلا: “أدعو الله أن يجعلكم عماداً للمستقبل وسنداً للمجتمع وأن تسهموا في تحقيق أهداف وغايات دولتنا العزيزة وأن يوفق الإمارات بقادتها وشعبها وشبابها لتظل دائماً دولة التقدم والرخاء والأمن والأمان والاستقرار.
ويُقدّم “برنامج إعداد طلبة البعثات” الذي يستمر لمدة أسبوع تجربة متكاملة تشمل الاستعداد الأكاديمي، والتكيّف الثقافي، والمرونة النفسية، والمهارات الحياتية الأساسية.
وتغطي الجلسات مجموعة من الموضوعات المتنوعة مثل تنمية المهارات القيادية، والثقافة المالية، والسلامة الشخصية في دول الابتعاث، فضلاً عن استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية، ما يُسهم في تعزيز جاهزية الطلبة للحياة والدراسة في الدول المستضيفة بثقة واستقلالية.
ويُشارك في تنفيذ البرنامج نخبة من الشركاء المحليين والعالميين، بما في ذلك وزارة الدفاع، ودائرة التمكين الحكومي، وشرطة أبوظبي، وصندوق الوطن، والأرشيف والمكتبة الوطنية، والمركز الوطني للتأهيل، وهيئة الرعاية الأسرية، ومركز أبوظبي للصحة العامة، وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، ومدرسة 42 أبوظبي، والمركز الدولي لفنون الطهي، وإتيكيت للتدريب، وهيئة أبوظبي للتراث، إلى جانب تسع سفارات أجنبية تشارك خبراتها وبرامجها المتخصّصة.
ويقوم البرنامج على 11 ركيزة أساسية تم تطويرها استناداً إلى آراء وملاحظات الطلبة وأولياء الأمور والشركاء من مختلف القطاعات، بهدف تقديم دعم شامل يتجاوز الإعداد الأكاديمي التقليدي.
وتشمل هذه الركائز ترسيخ الهوية الوطنية، والحفاظ على التراث والثقافة الإماراتية، وتوجيه الطلبة حول كيفية تمثيل دولة الإمارات بأمانة ومسؤولية، بالإضافة إلى تعريفهم بقوانين الهجرة والتنقل العالمي لضمان إدراكهم لحقوقهم ومسؤولياتهم خلال فترة دراستهم وإقامتهم في الخارج.
ويغطي البرنامج أيضاً موضوعات تتعلق ببروتوكولات الصحة والسلامة، مثل الوقاية من الأمراض المعدية وتعزيز الصحة الشخصية، إضافةً إلى تعريف الطلبة بآداب السلوك المهني والبروتوكولات الدبلوماسية، بهدف إعدادهم للتكيّف مع مختلف البيئات الاجتماعية والمهنية المتنوعة.
وتعمل هذه الركائز مجتمعة على ضمان جاهزية الطلبة للاندماج بثقة في المجتمعات المستضيفة، وتحقيق التميّز على الصعيدين الأكاديمي والشخصي، بالإضافة إلى الجانب النظري، ويضم البرنامج ورش عمل تطبيقية مثل المحاكاة التفاعلية، ويُختتَم بدورة طهي عالمية في المركز الدولي لفنون الطهي في أبوظبي، حيث يكتسب الطلبة مهارات عملية في الطبخ ومعرفة أساسية بالتغذية تساعدهم على العيش باستقلالية وثقة أثناء إقامتهم في الخارج.
يذكر أن دائرة التعليم والمعرفة قدّمت حتى الآن 2,190 منحة دراسية، مكّنت الطلبة من متابعة تعليمهم العالي في 17 دولة حول العالم، بما يشمل 1,102 طالباً وطالبة من برنامج “خطوة” و1,088 من برنامج “بعثات أبوظبي”.
وتعكس هذه الأرقام التزام دولة الإمارات الراسخ برعاية ودعم أجيال المستقبل من المواطنين العالميين، من خلال تمكينهم من التفوّق الأكاديمي، وتعزيز قدرتهم على الاندماج بثقة في بيئاتهم الجديدة، وتمثيل قيم وطنهم الأصيلة في الخارج بكل فخر واعتزاز.
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam