أخبار الخليج

"تريندز" يختتم مؤتمره الخامس حول الأمن المائي المستدام

"تريندز" يختتم مؤتمره الخامس حول الأمن المائي المستدام     

أبوظبي في 4 سبتمبر/ وام/ اختتمت اليوم في أبوظبي أعمال مؤتمر تريندز الخامس حول الأمن المائي المستدام، الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات على مدى يومين كاملين.

شارك في المؤتمر 33 مسؤولاً وخبيرا وباحثا من عدة دول، وبحضور معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، مستشار في ديوان الرئاسة رئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، ومعالي عبد الله بن سلطان النعيمي، وزير العدل، ومعالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، ومعالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، إضافة إلى عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارات والمسؤولين، ورؤساء ومديري تحرير وكالة أنباء الإمارات والصحف المحلية، وعدد من الشركات الراعية، وجمهور واسع من الباحثين والطلاب والمهتمين.

وأجمع المشاركون على جملة من التوصيات التي تشكّل خارطة طريق للأمن المائي المستدام عالمياً وإقليمياً، أبرزها ضرورة تعزيز التمويل المبتكر عبر السندات الخضراء، والتمويل الممزوج، وآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتسريع الاستثمار في البنية التحتية المائية، مع ضمان وصول الحلول إلى المجتمعات الأكثر هشاشة، وتسريع الابتكار التكنولوجي في مجالات التحلية، والمعالجة، والاستشعار عن بُعد، والتوأم الرقمي، والذكاء الاصطناعي، بما يسمح بالتنبؤ المبكر بالأزمات وتطوير حلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع، وإعادة تعريف المياه كعنصر للأمن الشامل لا كقضية بيئية فقط، بل كمدخل لتحقيق السلام، والاستقرار الاقتصادي، والأمن الغذائي، والتكيف مع التغيرات المناخية طويلة المدى، وتعزيز التعاون العابر للحدود عبر أطر حوكمة تكيفية، وإنشاء منصات مؤسسية مثل اللجان المشتركة وآليات الرصد الدائم.

وأوصى بتبني إستراتيجيات استشرافية لتحويل الأنهار الكبرى من بؤر توتر إلى قاطرات للتكامل والتنمية، واعتماد مقاربات متعددة التخصصات والقطاعات لإيجاد حلول طويلة الأجل، مع إدماج مبادئ العدالة والإنصاف في تقاسم المياه لتفادي اختلالات القوة بين الدول.

كما أوصى المؤتمر بتمكين الشراكات متعددة الأطراف بين الحكومات والوكالات الدولية ومراكز الفكر، بما يحوّل المعرفة البحثية إلى سياسات عملية ويمكّن من إدماج الأمن المائي في أجندات المناخ والسلام والتنمية المستدامة، والتوسع في الوصول إلى التمويل الدولي المخصص للمشاريع المائية المبتكرة والمستدامة، بما يعزز قدرة الدول الهشة على بناء صمودها أمام ندرة المياه، وتوعية المجتمع بأهمية المياه كعنصر وجودي، انطلاقاً من قاعدة الثلاثة “The Rule of Three” التي تبيّن أن الإنسان لا يستطيع البقاء أكثر من ثلاث دقائق من دون هواء، أو ثلاثة أيام من دون ماء، أو ثلاثة أسابيع من دون غذاء، وهو ما يجعل المياه الأكثر حيوية في أوقات الأزمات الكبرى.

وكان المؤتمر قد استأنف أعماله بعقد الجلسة الرابعة تحت عنوان: “التمويل والاستثمار في تطوير النظم المائية”، التي أدارتها لطيفة إبراهيم الجنيبي، باحثة لدى تريندز للبحوث والاستشارات، وناقشت آليات الاستثمار في قطاع المياه كرافعة أساسية لتحقيق الأمن المائي.

من جانبه شدد روبرت سي. بريرز، مؤسس منظمة “مياهنا المستقبلية” في نيوزيلندا، على ضرورة تبني أدوات مالية مبتكرة مثل السندات الخضراء والشراكات مع القطاع الخاص لتسريع تمويل مشروعات المياه، فيما أكد فيجاي باينز، الرئيس التنفيذي للاستدامة في بنك الإمارات دبي الوطني، على دمج المخاطر المائية ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية في قرارات التمويل البنكي لضمان استدامة الاستثمارات.

من جهته عرض أحمد الكلباني، المدير الإقليمي لأفريقيا في صندوق أبوظبي للتنمية، تجربة الصندوق في تمويل مشروعات المياه بالدول النامية، من خلال آليات التمويل الممزوج لجذب القطاع الخاص.

وأوضح بين ديفيس، خبير اقتصادي ومدير مكتب تريندز في جنوب أفريقيا، أن غياب أنظمة واضحة لحقوق استخدام المياه في أفريقيا يحد من الاستثمار، داعياً إلى إصلاح تشريعي يمكّن المزارعين من الاستثمار في تقنيات الري الحديثة.

من ناحية أخرى ناقشت الجلسة الخامسة، التي أدارتها نور سيف المزروعي، باحثة ورئيسة برنامج الذكاء الاصطناعي في تريندز، تحت عنوان: “التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لأمن المياه”، أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية التي تسهم في ضمان استدامة المياه.

وعرض البروفيسور سعيد الحسن الخزرجي، مؤسس شركة “مانهات”، تقنيات مبتكرة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية دون الحاجة إلى محطات تقليدية، مما يسهم في تقليل التكاليف والانبعاثات. فيما أشار البروفيسور فيليب هارت من معهد الابتكار التكنولوجي إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على رفع كفاءة التحلية والمعالجة، لكنه حذر من مخاطر الإفراط في التفاؤل واعتماد الأنظمة دون تنظيم دقيق.

بدورها أكدت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، أهمية تطوير أبحاث تطبيقية تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجوية لضمان استدامة الموارد المائية. كما استعرض الدكتور حسني غديرة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بأزمات المياه، بما يتيح وضع سيناريوهات متعددة تدعم صناع القرار. وأوضح الدكتور خالد الغفلي من جامعة الإمارات أن التوأم الرقمي والبيانات الفضائية يفتحان آفاقاً جديدة لفهم ديناميكيات المياه الجوفية ورصدها بشكل أدق.

وتمت مناقشة المرونة والتكيف في أنظمة المياه الوطنية – دراسات حالة، حيث ركزت على تجارب دولية ناجحة في مواجهة شح المياه والضغط على الموارد، وأدارها ستيفن سكاليت، المستشار العلمي لقطاع تريندز جلوبال. وأوضح البروفيسور أسيت بيسواس أن العالم لا يعاني من نقص في الموارد المائية، بل من سوء إدارتها، داعياً إلى إصلاح شامل في أنماط الحوكمة المائية.

ودعا الدكتور أيمن عياد، مدير قطاع المياه في بعثة الاتحاد الأوروبي بمصر، إلى الانتقال من مشروعات صغيرة متفرقة إلى حزم استثمارية إقليمية قابلة للتمويل، مدعومة بالتعاون عبر الأحواض المائية. فيما شدد الدكتور حازم الناصر، وزير المياه والري الأردني الأسبق، على أهمية إنشاء مجموعات وطنية عليا لتنسيق السياسات المائية، والاستثمار في مشروعات كبرى للتحلية وإعادة التدوير.

من جانبها قدمت موزة المرزوقي، باحثة ورئيسة قسم الدراسات الاقتصادية في تريندز، رؤية تحليلية ربطت بين التغير المناخي والدوافع الجيوسياسية للأمن المائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدة أن المياه أصبحت جزءاً من معادلات الأمن الإقليمي.

في الختام، أكد المؤتمر أن المياه قضية وجودية ومسؤولية مشتركة، وأن التعاون المائي يمكن أن يتحول من مصدر صراع إلى قاطرة للتكامل الإقليمي والسلام والتنمية إذا تأسس على العدالة والإنصاف، مشدداً على أن الاستثمار في المياه هو استثمار في الأمن والاستقرار والازدهار للأجيال القادمة.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مصدر المعلومات والصور : wam

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى