مؤتمر الحفاظ على الطبيعة في أبوظبي يناقش جسر الفجوة بين الرؤى المناخية والتطبيق العملي الفاعل

مؤتمر الحفاظ على الطبيعة في أبوظبي يناقش جسر الفجوة بين الرؤى المناخية والتطبيق العملي الفاعل
أبوظبي في 13 أكتوبر/وام/ جمع المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الذي تترأسه سعادة رزان خليفة المبارك تحت مظلةٍ واحدةٍ نخبةً من قادة الحكومات والشعوب الأصلية، وممثلي منظمة الأمم المتحدة، وروّاد العمل البيئي الميداني والعلماء والشباب، إلى جانب شركاء من جميع أنحاء العالم، وفي طليعتهم فخامة سورانجل ويبس جونيور، رئيس جمهورية بالاو، للمشاركة في حوار رفيع المستوى بعنوان “وعد الطبيعة من أجل المناخ والإنسان”.
استعرض المشاركون خلال الجلسة الحوارية سبل تعزيز التكامل بين الطبيعة والمناخ والإنسان في الأجندة العالمية، وبحثوا آليات تمكين مجتمع الحفظ من الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في جَسر الفجوة بين الرؤى المناخية الطموحة والتطبيق العملي الفاعل.
وقال فخامة سورانجل ويبس جونيور: ” لقد جمعتنا اليوم سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في حوار صادق ومنفتح تحدث خلاله المشاركون بصراحة عن التحديات والفرص التي تواجهنا، والكيفية التي يمكننا أن نتعاون من خلالها لتحويل الطموحات إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع”.
وأكد المشاركون الدور الحيوي للطبيعة في مواجهة تحديات المناخ والتزام مجتمع الحفظ بتعزيز الجهود والعمل على تحقيق التوازن بين مواجهة تحديات المناخ وخدمة الإنسان.
وأسهم الحوار في توحيد المشاركين حول رؤية مشتركة تجسدت في رسالة ملهمة بعنوان “وعد الطبيعة من أجل المناخ والإنسان”، التي ستتطور وتكتسب زخماً متزايداً مع اقتراب مؤتمر الأطراف (COP30) في بيليم، البرازيل.
تهدف هذه الرسالة إلى التعبير عن الصوت الجماعي للمجتمع العالمي المعني بالحفاظ على الطبيعة وتؤكد أن الطبيعة هي جوهر الحلول المناخية وركيزة أساسية لرفاه الإنسان في كل مكان.
وقالت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: “يجسد هذا الحوار جوهر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يعتبر الشبكة العالمية البيئية الأوسع والأكثر تنوعاً، التي توحّد الحكومات والشعوب الأصلية والعلماء والمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، جميعهم بهدف جَسر الفجوة بين أجندتي المناخ والطبيعة، وتحويل الطموح إلى تقدّم ملموس يخدم الإنسان ويحمي الكوكب”.
وخلال الجلسة، استعرض المتحدثون فلسفة الحِفظ بوصفها مسؤولية سامية متجذّرة في حكمة الشعوب الأصلية، تُترجم إلى سياسات عادلة تستند إلى ركائز ثقافية واجتماعية راسخة ، وأكدوا أهمية تمكين المجتمعات المحلية ودور الشباب، والاعتراف بالمعارف التقليدية بوصفها علماً أصيلاً ينهل من عمق التجربة الإنسانية، إلى جانب دمج الحلول التي توحّد بين المناخ والطبيعة، وتعزيز خدمات النظم البيئية، وضمان مشاركة شاملة في صنع القرار، مع التركيز على السرعة والفعالية والأمل.
وشددت النقاشات على ضرورة سد فجوة التمويل العالمية للطبيعة، والتي تُقدّر بأكثر من 700 مليار دولار أمريكي سنوياً، داعيةً مؤسسات الأعمال والتمويل على الاستثمار في النظم البيئية بوصفها أصولاً حيوية لضمان الاستقرار والمرونة والازدهار المشترك.
وقالت سعادة رزان المبارك: “حين تتردد السياسات وتتأخر القرارات، يظل بإمكان التمويل والقطاع الخاص أن يقودا الطريق – محوّلين الوعود إلى حماية، والتعهدات إلى تقدم”.
وفي ختام الجلسة، عبّرت الدكتورة سيلفيا إيرل، راعية الطبيعة في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، عن تفاؤلها بهذه اللحظة الفارقة، التي تجمع بين معرفة غير مسبوقة وقدرات تكنولوجية هائلة، وفرصة حقيقية لاتخاذ قرارات حاسمة لصالح كوكبنا.
شهد الحوار مشاركة مجموعة من الشخصيات البارزة، من بينهم أخيم شتاينر، المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ والدكتور ديفيد أوبورا، رئيس المنصة الحكومية الدولية للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES)؛ وماريا سوليداد روخاس، القائدة المجتمعية لمؤسسة البيئة الطبيعية في تشيلي، ممثلةً عن المجتمعات المحلية؛ وبوير تِمبِه، زعيمة الشعوب الأصلية ورئيسة اتحاد الشعوب الأصلية في ولاية بارا البرازيلية.
وجدّدت سعادة رزان خليفة المبارك التأكيد على الدور المحوري الذي يضطلع به الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وأعضاؤه في توحيد الجهود والربط بين أجندات المناخ والتنوع البيولوجي والتنمية المستدامة وقالت :”معاً يمكننا أن نفي بوعد الطبيعة – من أجل المناخ، والإنسان، والأجيال القادمة ، فلتنطلق رسالتنا من أبوظبي نحو بيليم .. وتمتد أبعد من ذلك، حاملةً الأمل والعمل معاً”.
وسيتواصل تطوير رسالة “وعد الطبيعة من أجل المناخ والإنسان” خلال الأشهر المقبلة، عبر مشاورات موسعة مع أعضاء الاتحاد وشركائه، لتسهم بشكل فاعل في إثراء الحوار العالمي حول الحلول المستندة إلى الطبيعة وتعزيز الطموح المناخي في إطار مؤتمر الأطراف الثلاثين (cop30).
للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر
مصدر المعلومات والصور : wam