مصر

مفتي الجمهورية: الأفكار المنحرفة سبيل لهدم الأوطان وإفساد العقول

أكد الدكتور نذير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لمجالس الإفتاء وهيئات الإفتاء في العالم، أن المفاهيم الخاطئة والتصورات الخاطئة من أخطر ما يهدد استقرار المجتمعات وتماسك الأمم، لأنها تفسد وعي الإنسان وتشوه وعيه بالحقائق، مشيراً إلى أن مواجهة هذه الظاهرة لا يمكن إلا أن تكون وذلك بالعلم والوعي والرجوع إلى المختصين، موضحاً أن انتشار هذه المفاهيم يؤدي إلى زعزعة الانتماء الوطني والديني، وإضعاف الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، داعياً الشباب إلى التحلي بروح البحث والتحقق قبل تصديق أو تداول أي معلومة، لأن من يترك عقله ينقاد دون تفكير يفتح باب الفوضى الفكرية التي تهدم القيم وتشتت الهوية.

جاء ذلك خلال كلمة فضيلته في ندوة “مفاهيم خاطئة لدى الشباب” لطلاب مدارس محافظة الجيزة، والتي استضافتها مدرسة السعيدية الثانوية، بحضور الدكتورة إيمان محمد حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، والأستاذ سعيد محمود عطية مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، والأستاذ بدوي عبد القادر علام رئيس مجلس الأمناء وأولياء الأمور والمعلمين، وعدد من قيادات وزارة التربية والتعليم.

وأوضح سماحة مفتي الجمهورية أن من أخطر المفاهيم الخاطئة التي تتسلل إلى أذهان الشباب هو الاعتقاد بأن الدين يقف ضد العلم أو يحد من الحضارة والتقدم، مؤكدا أن البناء الحقيقي للأمم يقوم على جناحين متكاملين، جناح مادي يمثله البناء والتشييد، وجناح روحي يقوم على الدين والأخلاق، لافتا إلى أن الحضارات التي قامت على المادة وحدها اختفت بسرعة، لأن الحضارة بلا قيم ولا بقاء، وأنه لا استقرار في الأخلاق بدون دين، موضحا أن الدين الإسلامي جمع بين خير الدنيا والآخرة، وربط العلم بالعمل والإيمان بالسلوك. وكانت النتيجة حضارة إنسانية راقية امتدت من الشرق إلى الغرب، حملها علماء جمعوا بين الدين والعقل والعلم النافع.

وأشار سماحة المفتي إلى أن من أبرز مصادر الاعتقادات الخاطئة الجهل ورغبة التقليد والتقليد الأعمى، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر المعلومات دون تدقيق، بالإضافة إلى رفاق السوء. وحذر الشباب من الانسياق لكل ما ينشر عبر الفضاء الرقمي دون تدقيق أو تدقيق، داعيا إلى الاستخدام الواعي للتكنولوجيا كوسيلة للمعرفة وليست أداة للتدمير أو الانحراف، مشيرا إلى أنه ينبغي للإنسان أن يستخدمها فيما ينفعه وينفع وطنه، وأن يكون على بينة من المخاطر الفكرية والأخلاقية التي قد تنشأ عن الاستخدام غير المنضبط، مؤكدا أن الحرية الحقيقية لا تعني العصيان أو التعدي على حقوق الآخرين، بل هي مسؤولية. التي يسيطر عليها الضمير الديني والأخلاقي، محذراً من الشعارات البراقة التي ترفع باسم الحرية وتختبئ خلفها محاولات هدم القيم وإفساد الأخلاق.

وخلص سماحة المفتي إلى أن الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية يمثل أحد أهم ركائز الوعي والانتماء، مؤكدا ضرورة الاعتزاز باللغة العربية باعتبارها وعاء الفكر ولسان القرآن، وعدم استبدالها باللغات الأجنبية في التواصل اليومي أو الكتابة، موضحا أن العلاقة بين الوالدين والأبناء يجب أن تكون مبنية على التفاهم والمحبة ونقل الخبرات، وليس على الصراع أو القهر كما يقول البعض. الناس المتحيزون يروجون. لافتاً إلى أن توجيه الوالدين، حتى لو رافقه الحزم، ينبع من الرحمة والرغبة في تحسين أوضاعهم.

وشهدت الندوة حضورا كبيرا من أعضاء هيئة التدريس والإداريين وعدد كبير من طلاب مدارس محافظة الجيزة الذين تفاعلوا مع كلمة نيافته وما تضمنته من توجيهات تربوية وفكرية مهمة حول مواجهة الفهم الخاطئ وتعزيز الانتماء الوطني والديني.

للمزيد : تابع خليجيون 24 ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى